هؤلاء يتكلّمون عن الجهاد؟؟ وجه المدعو "عبد المالك درودكال" (أبو مصعب عبد الودود) الأمير الوطني للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، تعليمة حديثة الى أمراء السرايا والكتائب وقياديين في التنظيم الإرهابي يحذرهم فيها من انتشار ظاهرة اللواط والشذوذ الجنسي "بشكل لافت" مؤخرا. * * * اللواط ظهر مع سيطرة "الخوارج" على قيادة "الجماعة السلفية" * وحملت التعليمة تهديدات باتخاذ "عقوبات صارمة" ضد كل متورط في هذه الأفعال غير الأخلاقية، وأضاف تائبون سلموا أنفسهم حديثا لأجهزة الأمن ل"الشروق اليومي"، أن تعليمة درودكال تأتي على خلفية ورود تقارير إليه تفيد بأن عديد الإرهابيين قاموا بتسليم أنفسهم هروبا من الاستغلال النفسي وأنه يوجد إرهابيون يعانون من حالة إحباط نفسي حاد بسبب الاعتداءات الجنسية المتكررة عليهم من طرف أمراء سرايا وكتائب وخلايا قاموا ب"احتجازهم" لممارسة الفعل المخل بالحياء، وأثر انتشار هذه الحالات سلبا على نشاط التنظيم الإرهابي بحسب اعتقاد "درودكال" الذي سارع الى تهديد الشاذين جنسيا باتخاذ إجراءات صارمة ضدهم. * وكان "درودكال" قد "اعترف" ضمنيا بانتشار حالات لواط بين أتباعه في بيان أصدرته لجنته الإعلامية نهاية نوفمبر الماضي في تعليق على تحقيق نشرته "الشروق اليومي" في عدد سابق تطرقت فيه الى الوضع الداخلي للتنظيم الإرهابي، استنادا الى شهادات تائبين تحدثوا عن وجود الشذوذ الجنسي الذي يبدو أنه يعرف انتشارا خطيرا جعل الأمير الوطني يتحرك لتطويقه خوفا من انعكاساته سلبا على التجنيد خاصة. * * الظاهرة انتشرت في إمرة "حذيفة العاصمي" مع المجندين حديثا * وأفاد إرهابيون سلموا أنفسهم لأجهزة الأمن حديثا، أن الوضع لم يعد "سريا" وأصبحت هذه الممارسات علنية في الجبال التي تحولت إلى وكر للانحراف واللواط والسطو والأعمال المخزية، وتعد من الأسباب التي شجعت ودفعت عديد الإرهابيين الى تسليم أنفسهم في أقرب فرصة تتاح لهم، آخرهم الإرهابيون الأربعة الذين انفردت "الشروق اليومي" بنشر تصريحاتهم بعد تسليم أنفسهم لمصالح الأمن بولاية مستغانم غرب البلاد، وهؤلاء كانوا قد التحقوا عام 2007 بالتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" في ظل موجة التجنيد تحت غطاء المقاومة العراقية لإغراء المراهقين واستغلال حماستهم قبل أن يصطدموا بتجنيدهم في اعتداءات انتحارية أو استغلالهم جنسيا بالعنف والقوة. * وقال إرهابي كان قد التحق بالنشاط المسلح سنة 2004 وسلم نفسه نهاية العام الماضي ببومرداس طلب الإئتمان على هويته أن هذه الظاهرة لم تكن قائمة في وقت سابق أو كانت محدودة جدا و"سرية" على خلفية العقوبات الصارمة التي يواجهها الفاعل من جلد وقد تصل حد التصفية، لكنها انتشرت بشكل لافت مؤخرا مما جعل "درودكال" يدق ناقوس الخطر، وذلك بسبب الحصار المفروض على معاقل ومخابئ الإرهابيين وتضييق الخناق على تحركاتهم وتنقلاتهم للإتصال وزيارة عائلاتهم التي تقيم في المعاقل الرئيسية للإرهاب أغلبها بضواحي بومرداس أو حتى التنقل إليهم، كما كانت سابقا، إضافة الى منع إقامة النساء في المعاقل بعد أن أصبحن تشكلن عالة وثقلا وعائقا في ظل تكثيف العمليات العسكرية والتمشيط، وأيضا ك"إجراءات وقائية" من توقيفهن والإدلاء بمعلومات تكشف عن المخططات الإرهابية. * وقال ضابط سامي في الجيش قريب من العمليات العسكرية التي استهدفت المعاقل الرئيسية للإرهاب بمنطقة الوسط "لم نضبط نساء وأطفالا يقيمون في الجبال والكازمات منذ سنة 2006". * وأكد أحد التائبين أن الظاهرة انتشرت بين سنتي 2007 و2008 وهي الفترة التي تزامنت مع حملة تجنيد واسعة للمراهقين وأيضا سيطرة خوارج "الجيا" على قيادة التنظيم الإرهابي مجددا ليتم نشر هذه السلوكيات التي سبق تسجيلها في عهد إمرة "عنتر زوابري" الذي قام بتجنيد مسبوقين قضائيا في قضايا الإجرام العام عاثوا في التنظيم فسادا وانتشر اللواط وتعاطي المخدرات والخمر والاغتصاب الجماعي للمختطفات في المجازر الجماعية. * ويفيد تائبون من أتباع "درودكال" سابقا في هذا السياق "تدمير عديد من المخابئ دفع بالإرهابيين الى التجمع داخل كازمة واحدة والنوم متلاصقين مما أدى الى تحرك الغرائز الجنسية والممارسات اللاأخلاقية في ظل ضعف الإيمان". * وأضاف المدعو "ب.م" المكنى "أسامة" الذي التحق بالعمل المسلح نهاية 2006 وتم تجنيده في خلية الانتحاريين قبل أن يتمكن من الفرار "أن الجبال تحولت إلى بؤر للفساد واللواط بين الإرهابيين"، عكس ما كانت تصوره أشرطة الفيديو التي شجعته على الالتحاق بالجبل لكنه اصطدم بالواقع "لم تكن هناك فوق (يقصد الجبل) دولة إسلامية" وأضاف "في السابق عندما كان يستدعينا الأمير أو "الشيخ" كنا نعتقد أننا سنقوم بعملية انتحارية لكن بعدها أدركنا أنه يتصل بنا ليمارس علينا الجنس ونضطر لالتزام الصمت خوفا من التصفية". واعترف أن أمير السرية التي كان ينشط تحت لوائها ونائبه كانا يقومان بذلك عدة مرات وعندما تم القضاء على الأمير تحول عديد الإرهابيين من كبار السن والقدماء الى ممارسة الجنس بالقوة علينا. * * مجنّدون حديثا في تنظيم "درودكال" يتحوّلون الى "سبايا" * وقال أسامة "أنا أتحدث عن الوضع المخزي حتى لا ينخدع بهم الشباب الذين يجهلون واقع الجبل مثلنا، لقد قررت فضحهم حتى لا يقع آخرون مثلي فريسة لغيرهم". * وتفيد شهادات متطابقة لتائبين حديثا، أن عديد المجندين حديثا الذين "اختفوا" في ظروف غامضة ولم يسجل تجنيدهم كانتحاريين أو في اعتداءات إرهابية، يوجدون "رهائن" لدى أمراء السرايا والكتائب الإرهابية بعد أن نقل هؤلاء "صراعا" بين قياديين في التنظيم الإرهابي منهم المكنى خالد الذي سلم نفسه خلال الحملة الانتخابية للرئاسيات لمصالح الأمن ببومرداس على "السبية" ويقصد بها هنا المجند حديثا، ويميل هؤلاء الذين تتجاوز أعمارهم الثلاثين ومنهم من قضوا عقوبات في السجن وسنوات عديدة في الجبال الى المجندين الذين ينحدرون من الوسط خاصة العاصميين والقصر الذين يتمتعون بجمال أنثوي بدون لحية، ونقل قريب تائب ينحدر من بومرداس عنه "لقد تعمد الأمير ترك شعري طويلا وعدم حلقه ...كان أمرا بشعا". * وأشارت مصادر مؤكدة، الى أن تقارير الطب الشرعي أشارت الى تعرض تائبين وانتحاريين أيضا ينحدرون من العاصمة الى "فعل مخل بالحياء متكرر"، ورفضت مصادر أمنية مسؤولة تأكيد هذه المعلومات ل"الشروق اليومي" خاصة وأن بعض التائبين الضحايا يعانون من اضطرابات نفسية ولم يبلغوا أهاليهم عن معاناتهم ومأساتهم.