نصعيد مستمر فيما بات يعرف بقضية حزب الله في مصر أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أمس الأربعاء أن الاتهامات المصرية للحزب "سياسية انتقامية بسبب موقف حزب الله أثناء العدوان على غزة ومطالبته بفتح معبر رفح". * واعتبر في تصريح صحفي أن كل التفاصيل التي تحبكها المخابرات المصرية أو النظام المصري لا قيمة لها لأنها ادعاءات تفتقر إلى أدنى مستويات الدليل، وهي جزء من قرار سياسي لحملة على حزب الله. * ومن جهتها، رفضت إيران أمس الأربعاء الاتهامات المصرية لحزب الله واعتبرت أنها تهدف إلى التأثير على الانتخابات التشريعية المقبلة في لبنان. وقال وزير الخارجية منوشهر متكي "أن التوصيفات الجاهزة بحق حزب الله وأمينه العام قديمة وبالية ولن تأتي بنتيجة". واتهم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إيران في مقابلة نشرتها صحيفة »الشرق الأوسط« أول أمس بأنها "استخدمت حزب الله للتواجد في الأرض المصرية". ووصف الرجل الثاني في حزب الله أن ما تقوم به مصر ب "التشهير الإعلامي والسياسي"، من أجل تشويه صورة الحزب. كما استهزأ بالتهم المتعلقة ب "إخلال الأمن المصري"، مبرزا أن الموضوع بأكمله له أهداف سياسية ستنقلب على النظام المصري لأن سمعة حزب الله في العالم العربي والإسلامي سمعة طيبة جدا والاتهام بدعم غزة هو وسام وليس إدانة، على حد قوله. * ومن جهة أخرى، وعما إذا كان سامي شهاب عضو حزب الله الموقوف لدى مصر، تصرف بتوجيهات من قيادة حزب الله، قال قاسم: "هذه تفاصيل لا أتحدث عنها في الإعلام، إنما من الواضح أنه لم يقم بهذا العمل من دون متابعة من بعض المعنيين". وجدد قاسم التأكيد أن الحزب "يفتخر بأن يكون لسامي شهاب دور في مساعدة الفلسطينيين في إدخال العتاد أو التموين إلى قطاع غزة. هذه ليست تهمة". وأقر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الجمعة بأن هدف سامي شهاب كان تقديم مساعدة "لوجستية" لغزة ومدها بالسلاح وليس العمل على زعزعة الاستقرار في مصر. * وحول كيفية الخروج من هذه الأزمة، قال الرجل الثاني في حزب الله أن "النظام المصري هو الذي افتعل هذه المشكلة، والمطلوب أن يعالجها بالحكمة، وذلك بإقفال الملف على المستوى الإعلامي والسياسي، والقيام بالإجراءات العملية للإفراج عن المعتقلين المجاهدين الشرفاء". ويذكر أن اعتقال الخلية حصل قبل شهر وعشرة أيام من العدوان على غزة.. * وصعّدت السلطات المصرية من لهجتها ضد حزب الله منذ كشفه عن ما بات يعرف بخلية 49، حيث اتهمته الأربعاء الماضي بالتخطيط لتنفيذ هجمات والسعي إلى "نشر الفكر الشيعي" في مصر. فيما نقلت صحيفة "الشروق" المصرية اليومية أمس عن مصادر وصفتها بأنها رفيعة المستوى لم تسمها، قولها أن السلطات المصرية اعتقلت أربعة أفراد من الحرس الثوري الإيراني في ديسمبر الماضي، مشيرة إلى أن هناك مفاجآت جديدة من المتوقع أن تحدث تطوراً في القضية. وأوضحت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية وجهت لعناصر الحرس الثوري الإيراني اتهامات بالتخابر وتهريب أسلحة عبر الأنفاق إلى قطاع غزة.