تصاعدت حدة المواجهة بين النظام المصري وحزب الله اللبناني على خلفية "الشبكة" التي تعتقلها السلطات المصرية منذ أيام وتقول أن الحزب جندها لتنفيذ عمليات داخل التراب المصري. ونفى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء الجمعة تلك الاتهامات.. * ولكنه اعترف بأن اللبناني سامي شهاب المعتقل في مصر هو عضو في حزب الله وانه كان يقوم بعمل "لوجستي لمساعدة الإخوة الفلسطينيين في نقل عتاد وأفراد لصالح المقاومة في داخل فلسطين". وأكد أن شهاب اعتقل قبل شهر من الحرب الإسرائيلية على غزة، وانه جند نحو عشرة للعمل معه وليس 49 كما تقول الاتهامات التي وجهها إليه النائب العام المصري. * وعلق مصدر مصري مطلع رفض الكشف عن هويته في تصريح نقلته بعض وكالات الأنباء العالمية على رد الأمين العام لحزب الله بالقول أن "حزب الله يريد أن يدخل مصر والمنطقة في إطار سياسة حزبه لتحقيق مصالح لإيران التي تسعى بدورها إلى شغل العالم للتفرغ لبرنامجها لنووي." وحسب الرجل الأول في حزب الله، فإن كل التهم المساقة في بيان المدعي العام المصري هي "افتراءات وتلفيقات وخيالات لا أساس له من الصحة وهدفها باختصار إثارة الشعب المصري أن حزب الله جاء ليخرب مصر ويخرب اقتصاد مصر". وكذلك تستهدف مصر من وراء ذلك " تشويه صورة حزب الله وحماس وبقية حركات المقاومة لدى هذا الشعب وتقديم أوراق اعتماد جديدة لدى الأمريكيين والإسرائيليين.. "يؤكد السيد نصر الله الذي قال أن حزبه لا يريد صراعا مع النظام المصري ودعا إلى حل هذا الموضوع بروية وعقلانية لأن المستفيد هو العدو الإسرائيلي.. * وفي موضوع الاتهام بنشر الفكر الشيعي، قال نصر الله "هذا الكلام اعتدنا عليه في الآونة الأخيرة، لأن بعض الأنظمة العربية في مواجهة حزب الله لا تملك أشياء أخرى تقولها، ولا شيء يقطع الطريق على الاحترام الذي حظي به الحزب إلا الذهاب إلى الموضوع المذهبي والقول إنه يسعى للتشييع. الاتهامات الأخرى لا طعم لها." كما أكد السيد نصر الله في رده على السلطات المصرية "انه لا يريد العداء مع أي نظام عربي لا سياسياً ولا عسكرياً أو امنياً وان حزب الله هو حزب لبناني قيادة وقاعدة وليس لديه فروع في أي مكان، وان مهمة الحزب هي حماية لبنان من الخطر الصهيوني الذي يهدد المنطقة بأسرها.." * وذكرت الصحف المصرية الصادرة أمس السبت أن نيابة أمن الدولة تواصل تحقيقاتها مع المتهمين وعددهم 49، مشيرة إلى أن هؤلاء المتهمين اعترفوا بأن البطاقات والجوازات مزورة وأنهم كانوا يستخدمونها في تسيير حياتهم الشخصية واستئجار الشقق والمحال التجارية التى كانت ستاراً للأعمال التى كانوا ينوون تنفيذها، بينما قال عدد آخر من المتهمين إنهم لا يعلمون أن التنظيم الذى ينتمون إليه هو امتداد ل"حزب الله" اللبناني. وينتمي المتهمون إلى جنسيات مختلفة بينها وفلسطينية ولبنانية وسورية وسودانية. * وكان حزب الله قد أثار غضب السلطات المصرية أثناء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة في وقت سابق من العام الجاري باتهامه القاهرة بالتواطؤ مع إسرائيل في حصارها للقطاع. ومن جهة أخرى، تتولى ردود الفعل من الجانبين على الاتهامات الموجهة لحزب الله ،حيث تفاوتت المواقف داخل الشارع المصري نفسه بين مؤيد للاتهامات الموجهة لحزب الله وبين مشكك أصلا في الرواية المصرية، باعتبار أن حزب الله تنظيم مقاومة ولا يوجه سلاحه سوى نحو العدو الإسرائيلي. وبدوره، وصف رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص حملة الاتهامات المنظمة التي تشنها السلطات المصرية ضد حزب الله ، بأنها "جائرة و مضللة". ونقلت وكالة أنباء"فارس" الإيرانية عن الحص تأكيده في تصريح له أمس أن الحملة المصرية على حزب الله "تندرج في خط واحد مع السياسة التي تنتهجها السلطة المصرية حيال غزة عبر المشاركة عملياً في الحصار الصهيوني على الشعب الفلسطيني في القطاع".