عنف عنيف.. وضرب غير خفيف/ صورة: نيو برس أكدت مصادر أمنية للشروق اليومي أنه تم تسجيل 32 حالة اعتداء جسدي على النساء بولاية تيزي وز ومنذ مطلع شهر جانفي إلى غاية اليوم. وحسب مصادرنا، فإن العديد من النساء يتحملن العنف في صمت ويرفضن الإبلاغ عن أزواجهن أو أبنائهن أو أخواتهن هذا خوفا من الفضيحة. * أغلب اللواتي تعرضن للضرب يقررن الإبلاغ عن المعتدي عليهن خاصة الأزواج وهذا للاستنجاد بالقضاء من أجل الردع والترهيب والتخفيف من العبء خاصة وأن بعض الأزواج لا يفقهون للأسف الشديد إلا لغة الضرب والشتم، وحسب الإحصائيات المتوفرة لدينا فقد تم تسجيل خلال شهر جانفي الفارط 5 حالات منها حالة تلك العجوز البالغة من العمر 72 سنة والتي قام ابنها بضربها، وهذا بسبب رفضها أن تمنح له وكالة ليتصرف بكل حرية من منحتها فاستعمل هذا الأخير كل الحيل والوسائل للإيقاع بوالدته والتي رفضت أن تستجيب لمطالبه فأشبعها ضربا وتكررت العملية عدة مرات ما جعلها تقرر تقديم شكوى ضد فلذة كبدها، والذي تمت متابعته على أساس جنحة الضرب والجرح العمدي وسوء المعاملة ضد الأصول. * أما عجوز أخرى فقد اعتدى عليها ابنها ليس بسبب المنحة لكن بسبب رفضها أن تسلم له مفاتيح السيارة العائلية ليتنزه مع الفتيات، أما سيدة أخرى فقدت تعرضت للضرب لأنها عصت زوجها والذي أصدر منذ أن ارتبط بها قرارا يقضي بمنعها مهما كان السبب من مغادرة المسكن العائلي دون موافقته لكن هذه الأخيرة لم تتحمل فضربت تعليمته الشفوية عرض الحائط فخرجت من المنزل من دون إذنه وكان جزاءها العصا لأنها عصته. * أما طالبة جامعية والتي عوض أن تهتم بدراستها نسجت علاقة غرامية مع شاب من ضواحي تيزي وزو والذي أراد أن يعبر لها بطريقته الخاصة أنه رجل قوي ولا يخاف أحدا فاستعمل هو الآخر لغة الضرب لأنه لا يتقن لغة الحوار فضربها أمام زميلاتها، أما خلال شهر فيفري فقد تم إحصاء 14 حالة اعتداء جسدي وحالتين للاغتصاب، إحدى الضحايا اغتصبها شقيقها بالمسكن العائلي بإحدى القرى مستغلا فرصة غياب الجميع، أما الحالة الأخرى لفتاة اعتدى عليها جنسيا تاجر داخل محله. وخلال شهر مارس تم تسجيل 13 حالة معظم الضحايا فيها نساء تعرضن للضرب المبرح أثناء تنقلهن من أجل التسوق بسوق ذراع بن خدة حيث قام اللصوص بترصد خطواتهن من أجل سرقتهن لكنهم لم يتمكنوا من النيل منهن نظرا لمقاومتهن الشديدة وقاموا بالاعتداء عليهن بالعصا والصفعات والكلام الفاحش وغيرها من الوسائل العنيفة التي يستعملها لصوص عجائز الأسواق. * أما أغرب حالة والتي سجلتها مصالح الأمن خلال شهر مارس، فهي حالة تلك المرأة الأنيقة والمتبرجة والتي كانت مرفوقة بزوجها حيث لم تعجب هذا الأخير الطريقة التي كانت زوجته تمشي بها عندما كانا يتجولان بشوارع مدينة تيزي وزو وأمرها بالاعتدال في مشيتها لكن أمام رفضها انهال عليها ضربا أمام أعين المارة الذين لم يستطيعوا فعل أي شيء وهذا ما أغضب الزوجة الضحية والتي هرولت مباشرة إلى أقرب مركز شرطة للإبلاغ عن زوجها. * وإذا كانت كل هذه الحالات لنساء قررن عدم السكوت على الضرب وهذا لأنهن بحاجة ماسة للتنفيس عن كبتهن باللجوء إلى الطرق القانونية إلا أن الأغلبية الساحقة يتحملن العنف في صمت، ومنهن السيدة (ع. ب) 30 سنة والتي قالت أنها تحاول أن تصنع السعادة ولا تخبر حتى أقرب الناس إليها بما تعيشه، وتضيف أن الندم الشديد الذي تعيشه أكثر من العنف الذي تتعرض له وسبب ندمها يعود لأنها اختارت الزواج من هذا الرجل متحدية رفض والديها، لكن بعد عام من الزواج اكتشفت أنها مخدوعة من الزوج الذي تحول إلى وحش لا يعرف إلا الضرب، لكنها وبسبب ابنتها تحملت كل شيء وفضلت البقاء معه لعله يتعقل يوم. أما السيدة (س. م) 48 سنة فقالت أنها رفضت اللجوء إلى العدالة وفضلت كتم الأسرار بجدران المنزل حتى لا تتحول العاصفة نحو الأبناء بعد أن عصفت بينها وبين زوجها.