أكثر من 17 ألف حالة سل و700 حالة تفوئيد سنويا خصصت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات ميزانية ضخمة لمواجهة عودة الأمراض المعدية والمتنقلة عبر المياه والحيوانات أو ما يعرف بأوبئة الفقر قيمتها الأولية 300 مليار سنتيم.. * حيث يكلف علاج مريض واحد مصاب بداء التيفويد أكثر من 15 مليون سنتيم دون احتساب النفقات غير المباشرة في حين تتجاوز التكلفة الإجمالية لعلاج مرضى السل في الجزائر أكثر من 200 مليار سنتيم، حيث تحصي الجزائر أكثر من 17 ألف حالة سل و700 حالة تيفوئيد سنويا، كما لجأت الوزارة مؤخرا إلى استراتيجية استعجالية وقائية بعد تسجيل 130 حالة تيفوئيد مفاجئة بجيجل و80 حالة التهاب السحايا بوادي سوف خلال الشهر الجاري. * * * تسجيل 130 حالة تيفوئيد بجيجل و80 حالة التهاب السحايا بالوادي خلال شهر * * أحدث ظهور حالات إصابة مفاجئة بأوبئة الفقر بعدد من القرى والأرياف النائية خلال الشهر الجاري استنفار وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات ومختلف القطاعات ذات الصلة بانتشار الأمراض المعدية والمتنقلة عبر الحيوانات والمياه ما استوجب تنقل الوزارات الوصية إلى الولايات التي اجتاحتها الأوبئة وفي مقدمتها ولاية جيجل التي أحصت 130 حالة تيفوئيد وإلى ولاية وادي سوف التي سجلت 80 حالة إصابة بطفيليات الأميبيا منذ شهر أوت الفارط وهي الطفيليات المسببة لالتهاب السحايا وتسطير استراتيجية استعجالية لمجابهتها فضلا عن اقتناء ما قيمته 75 مليار سنتيم لقاحات مضادة لالتهاب السحايا. * * الأطباء يحملون الأميار مسؤولية عودة انتشار أوبئة الفقر * * وسجل مستشفى محمد الصديق بن يحيى بولاية جيجل 130حالة إصابة بالتيفوئيد منذ بداية الشهر الحالي منها 55 حالة إصابة مؤكدة وفي حالة متقدمة من المرض ما استدعى تنقل وزير الصحة وإصلاح المستشفيات إلى ولاية جيجل ومعاينة المرضى ووضع خطة استعجالية لمواجهة الوباء ومكافحته بترحيل سكان قرية احراثن التي انتشر بها الوباء إلى سكنات لائقة وتطبيق إجراءات صارمة لمراقبة الماء الشروب وأنابيب الصرف الصحي بالمنطقة، خاصة وأن تقارير لجنة التحقيق المختلطة من وزراتي الداخلية والصحة، وكذا معهد باستور والمكوّنة من أطباء وخبراء في علم الأوبئة والجراثيم أثبتت أن أسباب انتشار الوباء هي عملية الربط غير القانونية بشبكة توزيع المياه ما أدى إلى اختلاط المياه الصالحة للشرب بالمياه القذرة، خاصة وأن أغلب المصابين يقطنون سكنات هشة تنعدم فيها أدنى شروط النظافة والسكن الصحي. * واكتشفت مديرية الصحة لولاية وادي سوف 10 حالات إصابة جديدة بداء التهاب السحايا القاتل بداية الأسبوع الفارط بعد وفاة طفلة بذات الولاية متأثرة بطفيليات الداء ليرتفع عدد الحالات المسجلة منذ ظهور أول حالة بالولاية في شهر أوت المنقضي إلى 80 حالة مصابة بطفيليات الأميبيا القاتلة. * واتهم الدكتور بقات بركاني، عميد الأطباء الجزائريين، المنتخبين المحليين ورؤساء البلديات التي سُجل بها عدد من حالات الإصابة بالتيفوئيد وطفيليات الأميبيا القاتلة بعدم توفير شروط النظافة والصرف الصحي الجيّد للمواطنين ما أدى إلى انتشار طفيليات المياه القذرة، داعيا الأميار إلى أداء واجباتهم اتجاه المواطنين والتقليل من معاناتهم اليومية، خاصة في القرى النائية، عوض التسبب في إصابتهم بأمراض وبائية معدية خطيرة لا يمكن الوقاية منها إلا بالمراقبة المستمرة والصارمة للمياه وتوفير معايير النظافة في المحيط العام. * كما اعتبر المتحدث أن طبيعة الظروف المناخية الانتقالية التي تشهدها مختلف مناطق الوطن خلال الأسابيع الأخيرة ساهمت في نمو طفيليات الأميبيا وانتقالها بسرعة بين المصابين وانتشار العدوى بشكل خطير، حيث تعرف هذه المرحلة من السنة بظهور الأوبئة المعدية، موضحا أن الاكتشاف المبكر للحالات المصابة سمح بعزلها وتحسيس المواطنين للحيلولة من انتشار الوباء في مجال أوسع.