أمراض معدية تنتقل من أوساط مختلفة شنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالتنسيق مع نظيرتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية حملة وقائية لمواجهة خطر انتشار الأمراض المعدية المتنقلة من الحيوان إلى الإنسان، حيث باشرت مصالح الهيئتين ب40 ولاية عملية واسعة النطاق تمتد إلى غاية 15 جوان المقبل وتهدف للقضاء في مرحلة أولية على طفيليات المسببة لوباء الليشمانيا المعدي الخطير بعد أن أصاب أكثر من 7780 جزائري منذ السنة الماضية. * وخصصت الوزارتان أكثر من نصف الميزانية المخصصة للقضاء على الأوبئة لمواجهة الطفيليات الوبائية المتنقلة عبر الحيوانات للإنسان، وتهدف المرحلة الأولى من الحملة القضاء على الطفيليات المسؤولة على ليشمانيا الجلد نظرا لانتشارها بمنطقة بسكرة حتى لقبها سكان الجنوب ب"مسمار بسكرة" فإنها ستُعمم مستقبلا لتشمل داء الكلب وغيره من الأمراض الوبائية القاتلة. * وتتسب طفيليات الليشمانيا بأنواعها المختلفة في أمراض وبائية متباينة في حجم الخطورة تصيب الأطفال دون الخامسة في أغلب الأحيان فيتمثل النوع الأول في ليشمانيا الجلد وينتقل من الحيوان إلى الإنسان عن طريق الحشرات المفصلية الناقلة للأمراض عن طريق لدغة "الفليبوتوم" ما تشكل قرحات ملتهبة على مستوى الجلد البشري، في حين يُعتبر النوع الثاني أخطرها لاستهداف طفيليات الوباء للكريات الدموية البيضاء، وتعمل على تفجيرها وتتغذى على السوائل الليمفاوية والأنسجة داخل جسم الإنسان وتعتبر الجرذان والفئران المخزن الرئيسي لمثل هذه الطفيليات، خاصة في غياب النظافة والسكنات الفوضوية القصديرية، وترتكز أساسا في محيط أعشاب برية خاصة "الكينوبوياس". * وبلغت ميزانية مواجهة عودة الأمراض المعدية والمتنقلة عبر المياه والحيوانات أو ما يعرف بأوبئة الفقر في قيمتها الأولية 300 مليار سنتيم، حيث أحدثت ظهور حالات إصابة مفاجئة بأوبئة الفقر المنتقلة عبر الحيوانات والمياه بعدد من القرى والأرياف النائية خلال الشهر الجاري استنفار وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات ومختلف القطاعات ذات الصلة بانتشار الأمراض المعدية والمتنقلة ما استوجب تنقل الوزارات الوصية إلى الولايات التي اجتاحتها الأوبئة وفي مقدمتها ولاية جيجل التي أحصت 130 حالة تيفوئيد وإلى ولايات الجنوب التي ظهرت بها حالات الإصابة بطفيليات الأميبيا والليشمانيا منذ السنة الماضية وإلى التنسيق بين جميع القطاعات المعنية بعد استنفارها لتسطير استراتيجية استعجاليه لمجابهتها.