هاجس رياضي يشوش على الحالة النفسية للطلبة المترشحين لشهادة البكالوريا كشف مصدر مسؤول بوزارة التربية الوطنية أن تأخير بكالوريا 2009 لن يحدث مهما كانت الأسباب والتداعيات ويأتي هذا التأكيد إنطلاقا من هاجس رياضي بدأ يخيم على الحالة النفسية للطلبة المترشحين بعد أقل من شهرين عن موعد السابع من جوان يتمثل في مباراة الجزائر مصر التي تزامن تاريخها وبكالوريا دورة جوان 2009.. * * * جمعيات أولياء التلاميذ تتخوف من تأثير الضغوطات النفسية على نتائج أبنائها * * ووصل حد التخوف إلى مطالبة جمعيات أولياء التلاميذ بضرورة تأخير التاريخ لإبعاد التشويش عن المترشحين. * تأخير الموعد قال عنه مصدر مسؤول في تصريح "للشروق" بأنه لن يحدث مهما كانت الأسباب بالنظر إلى ارتباطه برزنامة وطنية وأجندة محددة منذ بداية الدخول المدرسي، من جهة أخرى يرى كافة أولياء التلاميذ ومترشحيهم أنه وباعتبار أن تواريخ الفدرالية العالمية لكرة القدم لا يمكن للجزائر التدخل فيها، ناشدت هذه الجمعيات الوزارة الوصية لرفع الضغوطات النفسية عن أبنائهم المترشحين ورفع كل هواجس التأثير والتشويش خوفا من انعكاسات سلبية في النتائج للمشوار الدراسي لأبنائهم. * السابع من جوان 2009 سيكون موعدا لحدثين بارزين في الساحة الجزائرية، واحد يتعلق بتأشيرة حلم ينتظرها حوالي نصف مليون طالب، من بينهم قرابة 100 ألف تلميذ من جنس ذكر، وهم بذلك يمثلون أكبر فئة شغوفة بهاجس كرة القدم لا سيما وأن مباراة الجزائر مصر ستجرى بالجزائر وبملعب البليدة. * ويأتي تخوف جمعيات أولياء التلاميذ بعد أقل من شهرين من موعد البكالوريا، حيث بدأ أبناؤهم يدخلون مرحلة التوتر النفسي، هذا الأخير الذي طالب ممثلون لعدد من جمعيات أولياء التلاميذ في عدد من جلسات التشاور داخل المدارس بضرورة إبعاد الهاجس الكروي وما يصطحبه من ضغوطات وتوترات على الحالة النفسية لأبنائهم، هذا ومن المنتظر أن تخلق مباراة مصر الجزائر بشقيها سواء فاز الخضر أم لا بالنظر إلى ما يصطحب المباراة من مظاهرة إحتفالية في حالة الفوز، أو سخط الجماهير في حالة الإنهزام. * في الموضوع اقتربت "الشروق" من مترشحي بكالوريا 2009، وأجواء التحضير للتأشيرة الحلم، كثيرون أعربوا لنا عن تخوفهم من الإمتحانات، ومن القلق الذي تفرضه الأسرة، أحد المترشحين قال لنا، بأنه يتخوف من أن يحرمه والده من مشاهدة المباراة، بعد أن بدأ والده في حرمانه من مشاهدة المباريات الرياضية، لكنه لم يخف علينا، حتمية مشاهدة المباراة حتى لو كان خفية على والده، زميله رضا هو الآخر أعرب لنا عن مدى تشويش مباراة مصر الجزائر على التحضير للبكالوريا، مؤكدا أن المهمة ستكون جد صعبة في تاريخ السابع من جوان، لكن رضا وإن كان لا يؤمن بتاتا بتأخير التاريخ، لكنه اكتفى بأن مباراة مصر الجزائر هي بمثابة نهائي كأس العالم بين فريقين كلاهما يطمح للتأهل. * * الوزارة لن تؤخر تاريخ البكالوريا مهما كانت الأسباب والتداعيات * * من جهته، أرجع المصدر المسؤول استحالة تأخير تاريخ بكالوريا 2009، بالنظر إلى أنه مربوط برزنامة وأجندة مضبوطة مسبقا بما يسمح بفترة 20 يوما تبدأ من 21 جوان وتنتهي في الثالث من جويلية لتصحيح أوارق الأجوبة، لتدخل بعدها في مرحلة نقلها إلى مركز التجميع وإعلان النتائج، حيث تجرى المداولات، لتعلن بعدها النتائج بتاريخ العاشر من جويلية، يسبقها بعدها تاريخ إعلان عطلة الأساتذة، ليتم بعد تاريخ العاشر من جويلية عملية ضبط التسجيلات الجامعية، التي ستنطلق عبر مراحل بدءا من التسجيل الأولى إلى غاية التسجيل النهائي واختيار التخصصات الجامعية. * مصادرنا هدأت وطمأنت بالمناسبة تلاميذ ومترشحي بكالوريا دورة جوان 2009، مؤكدة أن الوزارة ستقوم بإيفاد لجان يسهر عليها أخصائيون نفسانيون لمراقبة الوضعية والحالة النفسية للمترشحين وستكون في الموعد في كل مراكز إجراء إمتحانات البكالوريا. * من جهتها اتهمت نقابات التربية الوزارة بحرق أعصاب التلاميذ بتحديدها تاريخ السابع من جوان رغم علمها بأنه سيتزامن وتاريخ مباراة مصر الجزائر، وبأنه على الوزارة أن تفكر في الظروف والمحيط الخارجي الذي ستجرى فيه بكالوريا هذه الدورة، فيما قللت بعض النقابات من تأثير المباراة على أذهان المترشحين بالنظر إلى تفكير الأغلبية في النجاح، لكن مصادر من الوزارة قالت بأن تاريخ السابع من جوان مدرج مسبقا وبأن جميع مواعيد بكالوريا الجزائر كانت تحدد في السابق في الأيام الأولى من شهر جوان. * * مديرية التربية بالبليدة ستتخذ إجراءات لمنع التشويش على المترشحين * * اتصلت "الشروق" بمدير التربية بالبليدة الذي أكد في اتصال هاتفي بأن المديرية ستجري في جلساتها المقبلة إجراءات وطرق للحفاظ على الحالة النفسية للمترشحين، لا سيما وأن المباراة ستجرى في ملعب "تشاكر" بالبليدة، مؤكدا أن نتيجة المباراة سواء بالسلب أو الإيجاب سترمي بثقلها على شوارع المدينة، وهو ما يعني إيجاد وسيلة للحفاظ على الحالة النفسية للمترشحين.