لقطة من الفيلم الوثائقي قدمت المخرجة الفرنسية من أصول جزائرية ياسمين عدي للأسرة الصحفية، برياض الفتح أمس عرضا خصا، لفيلمها الوثائقي "8 ماي الآخر" الذي يتحدث عن جرائم الجيش الفرنسي في مظاهرات 8 ماي 45 بكل من سطيف، ڤالمة وخراطة، عندما خرج الجزائريون للاحتفال بنهاية الحرب، فوجدوا أنفسهم أمام آلة القمع الاستعمارية. * الفيلم من إنتاج القناة الفرنسية الأولى، ويتناول شهادات حية لأشخاص مكثوا في السجن الاستعماري لمدة 17 سنة وكذا شهادة المؤرخ الفرنسي باسكال بلانشار، كما عرض العمل أيضا المحيط الدولي الذي تزامنت معه الأحداث بعد الحرب العالمية الثانية، وتأسيس الأممالمتحدة وكذا بداية ظهور خطاب حقوق الإنسان. * لكن الفيلم لم يتحدث عن 45 ألف قتيل الذين ذهبوا ضحية المجزرة، كما خلى أيضا من شهادات المؤرخين الجزائريين وحتى كتابات كبار المؤرخين الفرنسيين، وعن هذه النقاط أجابت صاحبة العمل بأن عدد الضحايا لا يمكن الجزم فيه لأنها لم تستطيع إثباته بالوثائق والأدلة، مشددة على أن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في حق العزل كبيرة. * وأضافت قائلة أن هدفها من العمل هو تقديم 8 ماي الآخر الذي لا تتحدث عنه فرنسا ولا تحتفل به كل عام في عيد نصرها على النازية، لذا تقول ياسمين عدي أنها تريد أن توصل هذا الثامن من ماي إلى العالم وتفضح تواطؤ الدول الكبرى وصمتها أمام الجرائم الفرنسية حيث قالت أن فكرة الفيلم راودتها مباشرة بعد صدور قانون 23 فيفري الممجد للاستعمار. وبشأن عدم استعانتها بالأرشيف الجزائري قالت المخرجة بأنها كانت تبحث عن ما لم ينشر من قبل.