الجزائريون في مواجهة المجهول تحوّلت أنفلونزا الخنازير إلى حديث العام والخاص، رجالا ونساء، شيوخا وأطفالا، وحتى العجائز الذين لا يفهمن في العلم رُحن ينصحن أبناءهن بأخذ الحيطة والحذر من انتقال عدوى الوباء الخبيث، وزادت تخوّفات الجميع بعد ولوج إشاعات مفادها إصابة أحد العاصميين من الحراش بهذا الوباء. * * فخلال جولة ميدانية قادتنا لأكبر شوارع العاصمة انطلاقا من ساحة أول ماي مرورا بشارع ديدوش مراد وساحة الشهداء وباينام وبوزريعة تبين لنا أن الجزائريين هم أيضا في حالة استنفار من هذا المرض على غرار دول العالم، وهم في حالة تأهب لآخر المستجدّات عبر الفضائيات العالمية وما تدرّه منظمة الصحة العالمية من بيانات جديدة، ولا يكاد يخلو الحديث داخل المقاهي والمساجدوحتى المؤسسات التربوية والشارع عن إنفلوزا الخنازير وعن إمكانية تفشي الوباء بالجزائر. * * الشباب مستنفرين: واجهنا كل الأمراض فكيف لا نقاوم الداء القادم من المكسيك * شريحة الشباب كانت من بين أهم الفئات التي استقرأنا موقفها بخصوص الإجراءات التي اتخذتها الجزائر لتأمين الحدود والمطارات للتصدي لهذا الداء المعدي، وهل هي كفيلة للمواجهة في حالة ظهور حالات من المرض، فكان صوت جماعة من الشباب ممن إلتقينا بهم بساحة أول ماي بسيدي أمحمد واحدا "نحن لا نثق في مسؤولينا، لأن الإجراءات المتخّذة هي مجرد شعارات لتهدئة الرأي العام من الخوف المحدق بنا"، وهذا في إشارة منهم إلى ما اعتمدته وزارة الصحة خلال تشكيلها لخلية أزمة لدراسة تطورات هذا الوباء، واقتناء مجموعة من الواقيات وتوزيعها على جميع الأطباء والممرضين المتواجدين عبر المستشفيات، ورغم الخوف الذي ظهر على فئة الشباب، إلا أنهم على يقين بأنه "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، وأن الخوف من الله وحده، مستبعدين فكرة إمكانية الجزائر لمواجهة هذا المرض على خلاف الدول المتقدمة. * وبنفس المكان تحّدث أحد الشباب بلهجة تهكمية "ماذا فعلت وزارة الصحة عندما اختلطت المياه الصالحة للشرب بالميكروبات وأصيب منها العشرات من المواطنين، أظن أنه حتى وإن استفحلت العدوى يستحيل علينا مقاومتها". * فيما تساءل آخرون ماذا فعل مسؤولونا خلال انتشار انفلونزا الطيور؟ لقد واجهنا كل أنواع الأمراض، فلما لا نتصدى للإنفلونزاالقادمة من المكسيك؟ * * المستشفيات مشلولة والأطباء في إضراب.. فأين المفر؟ * تشاء الصدف أن تواكب حملة إنفلونزا الخنازير في الجزائر مع إضراب الأطباء الإستشفائيين والممرضين على حد سواء، لتزداد مؤشرات الخوف والقلق لدى الجزائريين سيما وأن التفاوض مع الوزارة مازال لحد الآن لم يأتِ بحلول مرضية، ليصنع هذا المشكل مشاكل أخرى، خاصة لدى فئة الشباب والشيوخ والعجائز.