الدكتور حسني عبيدي أوضح حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والبحوث حول الوطن العربي والمتوسط، أن الصحافة الجزائرية وجدت نفسها في مواجهة سقف مطالب مرتفع، بفعل الانتكاسة التي شهدها مسار الديمقراطية والحريات في الجزائر. * * أوضح حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والبحوث حول الوطن العربي والمتوسط، أن الصحافة الجزائرية وجدت نفسها في مواجهة سقف مطالب مرتفع، بفعل الانتكاسة التي شهدها مسار الديمقراطية والحريات في الجزائر. * وهو ما يجعلها أمام مسؤولية القيام بمهام عديدة أمام الرأي العام، زيادة على دورها الأساسي المتمثل في الإعلام. * وقال الخبير الجزائري المقيم في جنيف، في اتصال هاتفي مع "الشروق"، إن وسائل الإعلام، وخاصة المكتوبة منها، تمارس عدة مهام أخرى ومن بينها أدوار كان يُفترض أن تمارسها المعارضة السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، غير أن انتكاس الديمقراطية وغياب الحريات وتحييد دور المعارضة الإيجابية فتح أمامها جبهات كثيرة من الصعب أن تضطلع بكافة أعبائها، فوسائل الإعلام مطالبة حسب عبيدي بالتفكير ببعض الحقائق ومنها انتقاد السلطة عند انحرافها عن مسارها الصحيح وكذا توعية الناس وإطلاعهم على حقيقة ما يجري في بلدهم، دون الخروج عن مسار الحيادية والموضوعية. * واعتبر عبيدي أن هناك عوائق كثيرة تحد من العمل الصحفي وتحول بينه وبين حسن أداء الصحفيين، ومن ذلك تعدد "المحرّمات" أو الخطوط الحمراء التي لا يمكن للصحفي الاقتراب منها، وهو ما يجعله يمارس رقابة ذاتية تحد من مهنيته واحترافيته، كما أن قانون الإعلام لا يزال يحتاج إلى كثير من المراجعات والتعديلات ليكون في مستوى قانون الإعلام في الدول الغربية التي تعتمد الحرية والشفافية، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الوضعية الاقتصادية المزرية للصحفيين في الجزائر لا تمكّنهم من أداء مهمتهم على أحسن وجه. وفي هذا الاتجاه، أشار محدّثنا إلى التجربة الإعلامية الفرنسية التي جعلت الدولة تضع صندوقا خاصا لدعم الصحافة والإعلام،وهو الأمر الذي لم تقم به السلطات الجزائرية بعدُ. * وفيما يتعلق بوضع الإعلام في الجزائر مقارنة بالدول العربية، قال عبيدي إن الصحافة المكتوبة الخاصة في الجزائر قطعت أشواطا كبيرة تجاوزت أغلب التجارب العربية، عدا تلك المعروفة في لبنان والكويت، وأنها في هذا المجال تفوقت على كثير من التجارب العربية التي كانت أقدم منها بكثير، حيث تعرف انفتاحا قل نظيره في الدول العربية، وإن كانت هذه التجربة قاصرة ولا تحتاج إلى كثير من النضج والمراجعات. أما الإعلام السمعي البصري، فيقول عبيدي إن الجزائر لا تزال متأخرة في هذا المجال مقارنة بأغلبية الدول العربية التي شهدت طفرة إعلامية وانفتاحا كبيرا تمخضت عنه مئات الفضائيات والقنوات الإذاعية، في حين لا تزال الدولةتحتكر وسائل الإعلام الثقيل، معتبرا ذلك "خطأ ومساسا بحق المواطن في إعلام متعدد".