المحلل حسن عبيدي أكد الدكتور الجزائري حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم والوطن العربي ودول المتوسط في جنيف أن الدعوة التي أطلقها العقيد الليبي معمر القذافي والرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في القمة الثانية لإفريقيا وأمريكا الجنوبية والخاصة بإنشاء تحالف جديد للتصدي للهيمنة الغربية، تعتبر "رسالة مقبولة" لكن صاحباها مرفوضين إقليميا ودوليا. * * وقال الدكتور في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي" أمس الأحد أن القذافي وشافيز يحاولان إرساء تحالفا إقليميا هو قديم في الأساس من أجل سد فراغ استراتيجي بين المنطقتين، غير أن معظم الأعضاء المشاركين في تلك القمة لم يكونوا مقتنعين بما طرحه الرجلان، لأن معظم الدول الإفريقية وحتى في أمريكا الجنوبية مرتبطة بتحالفات وعلاقات مع دول الشمال القوي. ففرنسا على سبيل المثال يؤكد الدكتور عبيدي في تصريحه ل "الشروق اليومي" لن تقبل بتحالف عسكري بديل وهي التي تربطها علاقات تاريخية قوية مع العديد من الدول الإفريقية. * ويذكر أن العقيد الليبي اقترح خلال القمة الثانية بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية التي عقدت على مدى يومين واختتمت أشغالها أمس الأحد في فنزويلا إلى تأسيس حلف عسكري مشترك على غرار حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتدعى "الساتو". وأكد القذافي في كلمته أمام القمة التي شارك فيها ثلاثون رئيس دولة بينهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن أمريكا الشمالية مرتبطة في كل الميادين بأوروبا، فيما يوجد فراغ في جنوب المحيط الأطلسي، ويجب سده عبر حلف "الساتو". * وأكد القذافي أن هدف إنشاء "الساتو"، لأغراض اقتصادية وتنموية، وليس حربية أو إرهابية أو عدوانية، ولا يدخل في سياق سباق التسلح. واقترح أن تكون فنزويلا مقرا دائما لأمانة هذا الحلف. * وفي المقابل، يرى الدكتور عبيدي أن بنك الجنوب الذي أعلن عنه خلال القمة خطوة مهمة وضرورية ،لأن التعاون الاقتصادي بين دول الجنوب هو الذي سيعزز قوة هذا التحالف بدليل أن قوة أوروبا صنعتها المشاريع الإقليمية، الاقتصادية والتقنية. ويذكر أن بنك الجنوب، هو مشروع انطلق أواخر 2007 من قبل سبع دول أمريكية جنوبية واقترح على القادة الأفارقة تأسيس مصرف للمنطقتين. ومن جهة أخرى، انتقد الخبير الجزائري التهميش الذي تتعرض له القارة الإفريقية من طرف الدول الاقتصادية الكبرى وقال إن هذه الدول تسعى إلى جعل قمة العشرين منتدى يضم مجموعة الثماني، أي كبرى الاقتصاديات العالمية، أي خلق قوة أخرى مهيمنة خارج إطار الأممالمتحدة من شأنها إضعاف القارة الإفريقية ودول الجنوب في عمومها، معتبرا أن الدعاوى الخاصة بإصلاح مجلس الأمن لها مبرر قانوني وسياسي، ولكنه استبعد أن تستجيب الدول الكبرى لهذه المطالب.. * وردا على سؤال "الشروق اليومي" بخصوص الجدل الدولي الدائر حول الملف النووي الإيراني، أشار محدثنا إلى الصين التي قال إن موقفها يبقى غامضا في الوقت الذي غيرت روسيا موقفها وأصبحت أكثر قربا من الولاياتالمتحدة والغرب، مؤكدا أن هناك صفقة عقدت بين واشنطن وموسكو في هذا الإطار. وأشار الدكتور أيضا إلى أن الدول الغربية بصدد كتابة مسودة قرار أكثر قوة ضد إيران وأن هذه الدول تبحث عن مبرر أخلاقي لهذا القرار ولذلك هي تنتظر لقاء الأول من أكثوبر بينها وبين طهران. وعن إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد هذه الدولة، اعتبر الدكتور أنه من الصعب التكهن بهذا الأمر .. * *