وزير الاتصال الأسبق: عبد العزيز رحابي في هذا الحوار المقتضب يؤكد الوزير الأسبق للاتصال، عبد العزيز رحابي، أن فترة توليه هذا المنصب شكلت سابقة في التعاطي الإيجابي بين السلطة والسلطة الرابعة. * * * * تميزت بتحرير الإشهار من قبضة الحكومة، ورفع الحظر عن أكثر من ثلاثين عنوانا كان ممنوعا من الصدور، كما يتحدث عنالجدوى من جود وزارة الاتصال، ويقال عن محدودية وصايتها على وسائل الإعلام العمومية وفي مقدمتها التلفزيون. * * الشروق: كيف سيّرتم وزارة الاتصال أم أنها كانت خارج سيطرتكم ومجرد هيكل بلا وصاية؟ * رحابي: بالرغم من أني كنت وزيرا للاتصال في ظروف غير عادية، بسبب الأزمة الأمنية وظروف التحضير لرئاسيات 1999 المسبقة، إلا أنني أعتقد أنني نجحت إلى حد بعيد في تجسيد الأهداف التي حددها لي الرئيس الأسبق اليامين زروال، الذي كلفني بتطبيع العلاقة مع الصحافة. * أشهد أنني لم أتلق أي ضغط أو عراقيل من أية جهة خلال وجودي على رأس وزارة الاتصال في عهد زروال، والدليل أننا نجحنا في إعادة حوالي 34 جريدة ممنوعة للصدور... لقد نجحت في وضع حد لاحتكار الدولة للإشهار، بعد ما قدمنا مشروع قانون في هذا الصدد نال مصادقة البرلمان، إضافة إلى قانون آخر حول سبر الآراء. لذلك أنا لا أشاطر من يقول إن وزير الاتصال في الجزائر مندون صلاحيات، والدليل أنني أخذت كامل مسؤوليتي، ودفعت ثمن ذلك فيما بعد، لكن ضميري يبقى مرتاحا. * * الشروق: ما هو تقييمكم للمشهد الإعلامي التعددي انطلاقا من فترة توليكم مسؤولية وزارة الاتصال؟ * رحابي: الفرق الكبير بين سنة 1999 واليوم، هو أننا كنا نريد بناء دولة، في حين أن ما نعيشه اليوم هو محاولات بناء سلطة، والفرق بينهما واضح. نحن حررنا الإشهار من قبضة الحكومة، لكن من يريدون بناء سلطة، أعادوا احتكار الإشهار، الذي يبقى عصبا حيويا لحرية التعبير، كان ينبغي على الحكومة احترام قانون الإشهار الذي صادقت عليه مؤسسات الدولة، لكن للأسف تم التراجع عنه،وأقول إنه من المؤسف أن نجد اليوم الصحف رهينة إشهار البنوك ووكلاء السيارات... * * الشروق: هل تعتقدون بضرورة وجود وزارة الاتصال في الجزائر، علما أن هذه الوزارة غير موجودة في الديمقراطيات التقليدية؟ * رحابي: مادام ليس هناك قوانين تضبط العلاقة بين السلطة والصحافة، فوجود الوزارة ضروري لضبط هذه العلاقة. عندما كلفني الرئيس زروال بحقيبة الاتصال في ديسمبر 1998، قال لي أنا لم أمنحك هذا المنصب لتمجيدي، لكنه شدد على أهمية أن يلعب الإعلام دوره. وهنا أقف لأقول بأن دور التلفزيون كان في مطلع التسعينيات أكثر انفتاحا أمام المعارضة والشعب عموما. هذا أمر مفيد للمجتمع كي يتمكن من التمييز بين الغث والسمين. بهذه الطريقة يجب أن تبنى الدولة. عندما كنت وزيرا للاتصال كان الإعلام يمجد الشعب ويقول للشعب بفضل الشعب هزمنا الإرهاب...