أبطال المسرحية يحيون جمهورهم الشرفي/ تصوير: علاء.ب عرف العرض الشرفي لمسرحية "لو كنت فلسطينيا" ببيت بشطارزي ليلة أول أمس إقبالا كبيرا تجاوب، كالعادة، مع فصول القضية الفلسطينية والعمل الفدائي، كما عرف ذات العرض بعض السقطات الجمالية والتقنية التي انتقصت من العمل الذي أخرجه عباس محمد إسلام عن شعر ممدوح عدوان ورافع من خلاله على الجيل الجديد من حملة مشعل الفن الرابع في الجزائر. * أغلقت أبواب المسرح الوطني وخيم الصمت ليرفع الستار على ديكور ثابت يهيأ للمتفرج انه موقع اثري ولكن سرعان ما يكسر ثلاثة يهود الدهشة ليتضح من خلال ما يدور بينهم من حديث أنهم ثلاثة يهود يناقشون سبل السيطرة على ارض الفلسطينيين وكيفية إقناع العالم بأحقيتهم فيها وأنهم سكانها الأصليون وتجادل الثلاثة حول الوسيلة الأنجع، حيث ظل الجندي يرافع للسلاح في حين دافع عالم الآثار عنسرقة الموروث الحضاري للقدس وطمس الهوية العربية عن آخرها. * وعلى حين غرة، يتسلل ثلاثة فدائيين فلسطينيين إلى مقر البعثة العلمية ويحاصروا المكان مهددين بقتل كل من تسول له نفسه الهرب. * صور عرض إسلام محمد عباس الواقعة بطريقة جنحت إلى الخيال منها إلى الواقع لأن الحوار الذي دار بين الرهينتين والفدائيين كان أفقيا في اغلب الوقت، أماط اللقاء القناع على عدة وقائع على غرار تمسك اليهود بالحياة والخوف حتى الرعب من الموت، وانغماسهم في عالم الجنس والفاحشة ومكرهم . وفي هذا المشهد بالذات خرج العرض عن إطاره المكاني وحتى الزماني لمبالغة الباحثة اليهودية في سيناريو الإغراء الذي مارسته على احد الفدائيين. * عودة الحضور إلى القضية الفلسطينية كانت عند نشوب جدال بين الإخوة الفرقاء حول إلى أي فصيلة تنسب العملية. سلطت المسرحية الضوء أيضا على مدى خطورة الإعلام الإسرائيلي وتشويهه للحقائق حتى أن الجيش الإسرائيلي قتل عالم الآثار المحجوز ونسب القتل للفدائيين، إضافة إلى تشوه أنوثة الفتاة الفلسطينية وإهمالها لنفسها وحياتها العاطفية . * وبرزت كفاءة غير عادية وموهبة تنبئ بالكثير ويتعلق الأمر بأمير محمد فريك الذي أدى دور الوسيط بين الفدائيين والجيش. * تجدر الإشارة إلى أن العمل عرف عدة إسهامات ليكون في مستوى موضوعه حتى أن المخرج استعان بالسفارة الفلسطينية في الجزائر لتلقين الممثلين بعض الكلمات العبرية . وأدى الأدوار كل من خليل عون ووائل زبيدة وإيمان زيماني وسعاد الشيخ جاوستي وتوفيق رابحي ويسعد عبد النور، ووضع السينوغرافيا حمزة جاب الله، هذه الأخيرة عرقلت عمل الممثلين على الخشبة وقللت من حضورهم واستغلالهم للغة الجسد ذلك ان الديكور كان ثابتا .