أبو قتادة الفلسطيني منظر الجيا تنتهي الجمعة المقبل، المهلة التي حددتها قيادة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمرة "عبد المالك درودكال" (أبو مصعب عبد الودود) ل"إعدام الرهينة البريطانية المحتجز لديه" في حال عدم استجابة السلطات البريطانية لمطلبها المتعلق بالإفراج عن المدعو "أبو قتادة الفلسطيني" منظر "الجيا" الذي يوجد رهن الاعتقال بسجن لونغ مارتن ببريطانيا في حين لم تحدد مصير الرهينة السويسرية الذي لايزال محتجزا لديها. * ولا يتوقع متتبعون للشأن الأمني تنفيذ قيادة درودكال "تهديداته" على خلفية أنه سبق أن تبنى نفس المنهج عند اختطاف السائحين النمساويين في وقت سابق للضغط على الدول لتسديد "الفدية" التي تبقى الهدف الأساسي والوحيد من وراء الإختطاف استنادا الى عمليات سابقة. والتزم التنظيم الإرهابي الصمت منذ إصدار البيان في 26 أفريل الماضي، ولا يستبعد أن تكون مفاوضات "سرية" تجري مع الخاطفين للإفراج عنهما، خاصة وأن السلطات البريطانية اكتفت بالرد على أنها "لن تخضع للمساومات". لكن متتبعين للشأن الأمني، لا يغفلون الحديث عن المستجدات المترتبة عن الرسالة الأولى من نوعها التي وجهها "عماري صايفي" المكنى "عبد الرزاق البارا" (أبو حيدرة الأوراسي) نائب حسان حطاب وأمير المنطقة الخامسة في التنظيم سابقا، وكانت مؤرخة في جانفي الماضي، وتزامن إرسالها مع تبني التنظيم الإرهابي في تسجيل صوتي، ثم بيان عملية اختطاف 6 رعايا أجانب. ولم يكتف "البارا" في هذه الرسالة بدعوة أتباعه لوقف النشاط المسلح والانخراط في مبادرة حسان حطاب، لكنه خاطب بالإسم "حمادو عبيد" (عبد الحميد أبو زيد) أمير "كتيبة طارق بن زياد" بالمنطقة الخامسة، و"عبد الحق أبو خباب" (محمد نقية) أمير منطقة الوادي باعتبارهما المسؤولين المباشرين عن عمليات الإختطاف في الصحراء، وشدد على عدم شرعية هذه العمليات التي تفتح الباب للتدخل الأجنبي، ويقول عارفون ل"عبد الرزاق البارا"، أنه وجه لهما نداء "خاصا" لإدراكه قناعتهما ومدى تأثرهما بأوامره، حيث استثنى "يحيى جوادي" المعروف ب"يحيى عماري" أمير الصحراء لعدم وجوده تحت إمارته وسلطته سابقا، وحرص "البارا" كثيرا في هذه الرسالة على التركيز على الاختطافات، كونه أول من "دشن" هذا النوع من العمليات عندما أعلن صراحة "ندمه بعد اكتشافه عدم صحتها شرعا"، ويقول تائبون عرفوا "أبو حيدرة الأوراسي" عن قرب ونشطا تحت إمارته "إنه موقف جرىء وتطلب كثيرا من الشجاعة" بالنظر لشخصية "البارا" الذي تم توقيفه خارج الجزائر، لكنها تعكس مدى قناعته بالمصالحة الوطنية. ويكون "درودكال" من جهة أخرى، قد حاول توظيف الوقت لصالحه خلال هذه الفترة لإيجاد منفذ للعملية التي تحولت الى "ورطة" حقيقية في ظل الصعوبات التي يواجهها في التنقل والاتصال، خاصة بعد إفراج جماعة "بلمختار مختار" (الأعور) عن الرهائن الستة وفق مفاوضات "سرية للغاية"، وحاول "درودكال" أن ينسب العملية إليه، ويؤكد أنها كانت ناجحة بالإفراج عن 3 من أتباعه الذين تكتم عن هوياتهم. ويشير متتبعون للشأن الأمني، الى أن قيادة "درودكال" راهنت على "أبو قتادة" وتورطت بالمطالبة بالإفراج عن منظر "الجيا" الدموي في ظل عدم توفر أية مرجعية أو قيادي من أتباعها المعتقلين بعد تخلي أبرز هؤلاء عن التنظيم، خاصة بعد تحديد "البارا" موقفه وهو قيادي بارز والتحق به "سمير سعيود" (مصعب عبد الله) منسق التنظيم الموقوف وانخرطوا في مبادرة الأمراء الذين سلموا أنفسهم يقودهم حسان حطاب.