قرر محمد إيدار، الأمين العام للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، التنحي إراديا من رئاسة أمانة الاتحاد، لأسباب مهنية على علاقة بتعيينه في منصب مستشار لدى وزير التربية الوطنية، حسبما علم من المعني، في وقت سيعقد المجلس الوطني للنقابة دورة طارئة لاستدعاء مندوبي المؤتمر لانتخاب خليفته. وأكد إيدار، في لقاء مع "الشروق اليومي"، أنه دخل مرحلة التقاعد النقابي للالتحاق بمهامه كمستشار لدى وزير التربية الوطنية، أبوبكر بن بوزيد، في غضون هذه الأيام، مؤكدا أنه خضع للإجراءات الإدارية والتحقيقات الأمنية للالتحاق بالمنصب منذ شهر سبتمبر الماضي، وهي فترة اندلاع الحركة الاحتجاجية وسط النقابات المستقلة، التي شرعت في إعلان رفضها لشبكة الأجور الجديدة، وكان آخرها إضراب 24، 25 و26 فيفري المنصرم، بما فيها نقابة إيدار، عضو تنسيقية النقابات المستقلة للوظيف العمومي، وهو ما جعل تنصيب إيدار لدى مصالح وزارة بن بوزيد، يفسر وسط انتقادات محيطه بأنه تلقى "إغراءات" لوقف العمل النقابي المعارض لقرارات الحكومة.فيما رفض إيدار تلك التأويلات، وردا منه على سؤال "الشروق اليومي" قال إن المنصب اقترح عليه منذ فترة، وأنه رفض قبوله لغاية إحساسه بأنه تقدم في السن، بما لم يعد يسمح له بمواصلة العمل النقابي، بعد بلوغ سن 55 سنة، حيث أكد لنا أنه لن يستدعي المكتب الوطني للاجتماع، بعد العزم النهائي على اتخاذ قرار التنحي. وينتظر أن يعقد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين دورة طارئة للمجلس الوطني يوم الاثنين أو الخميس المقبل، لاستدعاء مندوبي المؤتمر الاستثنائي بعد قرار إيدار، وذلك لانتخاب خليفته في وقت توجد النقابة في موقع المعارضة الماسكة "بقوة من حديد"، ضمن تنسيقية نقابات الوظيف العمومي المصرة على فتح الحوار مقابل وقف التصعيد، بعدما هددت التنسيقية، نهاية الأسبوع الماضي، على لسان مريان مزيان، بإضراب مفتوح في حال تواصل الحكومة بتجاهل مطالبهم.