علمت الشروق اليومي من مصادر مطلعة بأن القضاء الفرنسي بصدد تسليم المتهم (ف.س) المتورط في قتل الطفل البريئ عامر بمدينة العلمة شهر جانفي 2007، وأفادت مصادرنا أن المتهم موجود بسجن "نيس" بفرنسا، كما أن محكمة نيس وافقت على طلب التسليم الجزائري. ذكرت مصادرنا أن القضاء الفرنسي الذي يستعد لتسليم المتهم "ف.س" للسلطات الجزائرية يأتي بعد طلب الإنابة القضائية الذي تقدم به القضاء الجزائري لنظيره الفرنسي والتي توجت بزيارة قام بها ضابطان تابعان لمصالح الشرطة الجنائية الدولية "الأنتربول" بداية الشهر الجاري، إلى مدينة العلمة لمعاينة موقع الجريمة. وحسب البروتوكول القضائي المبرم بين الجزائروفرنسا منذ سنة 1965 تتبع عدة إجراءات لتسليم المجرمين المطلوبين من الجزائر، حيث يباشر وكيل الجمهورية لدى محكمة تواجد المتهم في السجن إجراءات الترحيل نحو المطار، قبل أن تواصل معه عناصر الأنتربول الرحلة نحو مطار الجزائر أو مطار سطيف قصد تسليمه رسميا للضبطية القضائية التي تقوم بتسليمه رسميا للنائب العام الذي يحوله بدوره إلى قاضي التحقيق لدى محكمة العلمة الذي يتابع القضية من البداية، فيما سيودع المتهم السجن ويعطى جميع الضمانات قبل أن يستمر التحقيق القضائي والمحاكمة وفقا لنتائج التحقيق. تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تسلمت عددا من المتهمين بارتكاب جرائم مختلفة، وفق طلبات للإنابة القضائية تقدمت بها السلطات الجزائرية لنظيرتها بدول أخرى، من بينها المغرب التي سلمت الجزائر خمسة متهمين، أربعة منهم ضالعون فيما يعرف بفضيحة اختلاس 32 ألف مليار من البنك الوطني الجزائري، أما المتهم الخامس، فيتمثل في تسلم الجزائر للمرقية العقارية سمسار سنة 2007 بعد طلب الإنابة القضائية الجزائرية، كما تسلمت الجزائر عددا من المتهمين المتابعين خاصة من المغتربين من نظيرتها الفرنسية، وكذا الحال بالنسبة للجزائر التي سلمت لنظيرتها عددا من المتهمين الفارين من قبضة العدالة الفرنسية. * حيثيات قضية اختطاف وقتل الطفل عامر للتذكير، فإن قضية اغتيال الطفل عامر، التي اهتز لها الشارع بمدينة العلمة حدثت بتاريخ 21 جانفي 2006 لما كان عامر البالغ من العمر 11 سنة، يلعب رفقة زملائه بالقرب من منزل والده الكائن بحي 19 جوان، فإذا بسيارة تتوقف بالقرب منه ويدعوه صاحبها إلى الركوب ومن ساعتها اختفى عن الأنظار، ليتلقى بعدها ابن عم الوالد رسالة هاتفية تخبره بأن الطفل عامر تعرض للاختطاف والمطلوب من أهله دفع فدية قدرها مليار سنتيم، مقابل إطلاق سراحه ليجد الأهل بعدها أنفسهم مجبرين على التفاوض مع الخاطفين عبر رسائل "أس أم أس" والتي فاق عددها 20 رسالة تم خلالها تخفيض قيمة الفدية من مليار سنتيم إلى مبلغ 100 مليون وسيارة الوالد السياحية. والغريب انه في كل مرة يحاول أهل الطفل الحديث مع المختطفين لا يتمكنون من ذلك وحتى الرسائل التي بعثوها إلى الخاطفين لم يتلقوا عنها أي رد، وفي اليوم الموالي عثر رجال الدرك ببلدية تيزي نبشار (الواقعة شمال ولاية سطيف) على جثة الطفل عامر مرمية داخل كيس بلاستيكي، حيث تبين انه تعرض للقتل خنقا. من جهتها، ظلت مصالح الأمن تتابع تحرك المتهم بالاستعانة بمصالح جازي التي كانت في كل مرة تحدد موقع صاحب الهاتف النقال الذي بعث بالرسائل القصيرة، ليتبين في الأخير بأنه فر إلى تونس وبعدها إلى فرنسا، ما دفع بالمصالح القضائية إلى استصدار أمر دولي للقبض على المتهم، لينجح بعدها الانتربول بتوقيف المدعو ( ف. س ) وهو الآن متواجد بسجن "تاروديار" بمدينة سانتيتيان الفرنسية، وبالموازاة مع ذلك نزل مؤخرا ضابطان من شرطة الانتربول إلى مدينة العلمة للتحقيق في القضية، حيث زارا مختلف مواقع الجريمة وقاما بالاستماع إلى مختلف الأطراف.