الروائي ياسمينة خضرة كان عرض مسرحية "الصدمة"، مساء أول أمس، صدمة حقيقية لجمهور مسرح بشطارزي، الذي حضر بقوة لاكتشاف الطريقة التي قدم بها مسرح وهران رواية ياسمينة خضرة على الخشبة، إذ لم يكن النقل موفقا ركحيا. * * فشل نص مراد سنوسي، وإخراج أحمد خودي في الوفاء على الأقل لروح النص الأصلي، الذي لعب على وتر جد حساس في القضية الفلسطينية، والتداعيات التي تثيرها العملية الاستشهادية، من نقاشات في أوساط الرأي العام العالمي، حيث عمد ياسمينة خضرة لوضع الطرفين الفلسطيني والإسرائلي على نفس المستوى من التعاطي مع القضايا الإنسانية، فجاءت الرواية مليئة بالوصف والتعامل مع الأماكن مما يعطى حميمية إنسانية للنص الروائي، الذي أثار الكثير من النقاش عربيا وحتى أوروبيا. غير أن "صدمة بشطارزي" جاءت بعيدة عن الذكاء المسرحي في التعاطي مع الإيحاءات والقضايا الحساسة التي يثيرها النص الروائي. * اعتمد نص مراد سنوسي على الخطاب العام للنص، دون دعائم مرافقة من شأنها تفكيك عديد النقاط السوداء وسوء التفاهم، الذي قد توحي به بعض المشاهد، وحتى بعض اللوحات كانت ديكورا زائدا في المشهد العام للمسرحية. * ولأن الرواية، بوصفها عملا نخبويا موجها لفئة بعينها، فهي تختلف عن المسرح بوصفه عملا جماهيريا موجها لجمهور مختلف أيضا، لم يتمكن نص مراد سنوسي من تجاوز بعض المقاطع التي من شأنها إثارة سوء الفهم أو تأويل خاطئ لدى المتلقي مثل المشاهد التي تبرز بطل المسرحية، المتهمة زوجته بتفجير مطعم في تل أبيب، وقد أخضعه رجال المقامة إلى تعذيب وإهانة كبيرين لأنهم شكوا في أن المخابرات الإسرائيلية هي التي أرسلته للتجسس عليهم، في حين أن اليهود بدوا مسالمين جدا معه، حتى أن احدهم اقترح عليه كوب ماء ومرافقته لبيته. * مشهد آخر يبرز الخلفية الفكرية لرجال المقاومة الفلسطينية المتأثرين بالشيخ حسان، الذي أستندت عليه أيضا المرأة التي فجرت نفسها في تل أبيب، وهو خطاب متعصب وشديد اللهجة، وهذا من شأنه نزع الشرعية عن المقاومة الفلسطينية، ونزع المبادئ الإنسانية أيضا. * ومما أفقد العرض بعض حرارته المسرحية أيضا جمود الديكور المعتمد في مثل هكذا نصوص تعمل على الاقتباس، وتحويل السرد الروائي إلى خطاب مسرحي مقنع هذا ما جعل العرض ربما يبدوا طويلا ورتيبا بعض الشيء. * وفي الوقت الذي خصصت الطبعة الرابعة لمهرجان المسرح المحترف للقضية الفلسطينية، تم اعتماد نص شائك وصعب جدا التعامل معه ركحيا، وقد يفهم على أنه دعوة للتطبيع مع إسرائيل، خاصة في ظل الرسائل التي حملتها المشاهد المسرحية لجمهور حساس وهش في تعامله مع القضية الفلسطينية، الأمر الذي يطرح عدة أسئلة ونقاط استفهام. * !-- /* Font Definitions */ @font-face {font-family:"Traditional Arabic"; panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0; mso-font-charset:178; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:24577 0 0 0 64 0;} /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-parent:""; margin:0cm; margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";} @page Section1 {size:612.0pt 792.0pt; margin:70.85pt 70.85pt 70.85pt 70.85pt; mso-header-margin:36.0pt; mso-footer-margin:36.0pt; mso-paper-source:0;} div.Section1 {page:Section1;} --