يستعد لخضر بومدين المعتقل الجزائري السابق في غوانتنامو لمقاضاة السلطات البوسنية والسلطات الأمريكية، بتهمة القبض عليه ظلما دون الحيازة على معلومات أكيدة تفيد بضلوعه في أعمال إرهابية، أو التحضير لتفجير السفارة الأمريكية في البوسنة، وهو السبب الرئيسي الذي سيعطل دخوله إلى الجزائر. * وأفادت مصادر مقربة من عائلات المعتقلين الجزائريين في غوانتنامو بأن لخضر بومدين الذي تم إطلاق سراحه مؤخرا، بعد أن تحصل على حكم البراءة من كل التهم المنسوبة إليه في نوفمبر من العام الماضي، يعكف حاليا على إتمام الوثائق الخاصة بإقامته في فرنسا، بما يمكنه من ممارسة حياته بشكل عادي، وأيضا العودة إلى العمل من جديد، خصوصا بعد أن تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في اتفاق مسبق مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بالتكفل بالمعتقل الجزائري، من خلال تمكينه من الحصول على مسكن لائق ومنصب عمل قار. * وفي تقدير المصادر ذاتها فإن لخضر بومدين الذي فضل أن يلتحق به أفراد أسرته إلى فرنسا، دون أن يعبر عن رغبته في العودة قريبا إلى الجزائر، عكس المعتقل السابق المقيم حاليا في البوسنة آيت إيدير، يكون قد اتخذ القرار خوفا من تلقي عراقيل حين يشرع في اتباع الإجراءات القانونية التي تمكنه من متابعة الجهات القضائية البوسنية وكذا الأمريكية، على اعتبار أن السلطات البوسنية آنذاك هي من سلمته للقوات الأمريكية، بحجة أنه كان يعد رفقة أشخاص آخرين لتفجير السفارة الأمريكية، وهي التهمة التي لم تستطع العدالة الأمريكية إثباتها طيلة فترة اعتقال بومدين التي بدأت في خريف 2001، رغم الاستجوابات التي خضع لها وكذا الإجراءات العقابية الصارمة، بغرض انتزاع اعتراف منه بجريمة لم يرتكبها أصلا. * وأجل بومدين دخوله إلى الجزائر إلى غاية أن يرسم إقامته في فرنسا، وهو ما يقوم به حاليا، كما يقوم بالاتصال بمحاميه من أجل الشروع في مقاضاة السلطات البوسنية والأمريكية، لتعويضه على أزيد من 8 سنوات من الاعتقال، جعلته ينفصل عن العالم الخارجي، ويفقد التواصل مع أفراد أسرته الذين لم يستطع التعرف عليهم عند الوهلة الأولى التي قابلهم فيها عقب إطلاق سراحه، بالنظر إلى المدة التي قضاها بعيدا عنهم. * وكان رئيس اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني دعا في وقت سابق المعتقلين الجزائريين في غوانتنامو إلى اللجوء إلى الأجهزة القضائية من أجل استرداد حقوقهم، وإعادة الاعتبار لهم، لأنه ليس من السهل التخلص من تسمية المعتقل السابق في غوانتنامو، الذي اتفق على تسميته بمعتقل العار. * في حين يواصل محامو المعتقلين الجزائريين صابر لحمر وبن سايح لخضر مساعيهم من أجل تمكينهما من العودة مجددا إلى البوسنة التي كانوا يقيمون بها حين اعتقالهم، في ظل إصرار السلطات البوسنية على الرفض بحجة أنهما غير حاصلين على الجنسية البوسنية.