من معتقل أمريكي إلى آخر فرنسي.. لأنه جزائري قررت السلطات الفرنسية إحالة أحد المعتقلين الجزائريين في غوانتنامو السجن، بعد أن يتم إخلاء سبيله من قبل إدارة المعتقل، موضحة بأنها الطريقة الوحيدة التي يمكنها أن تساعد بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما على غلق المعتقل. * وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأن سلطات بلاده قررت إحالة أحد المعتقلين الجزائريين في غونتنامو الذي تستعد لاستقباله السجن، وكان ذلك خلال لقائه بنظيره الأمريكي باراك أوباما، وقد فاجأ ساركوزي أوباما في لقاء جمعهما بستراسبورغ، حينما أبلغه بأن مصير المعتقل الجزائري سيكون السجن، وهو قرار لم تكن تتوقعه الإدارة الأمريكية، التي شرعت منذ بضعة أشهر في التفاوض مع بلدان الاتحاد الأوروبي قصد مساعدتها على غلق معتقل غوانتنامو، عن طريق استقبال المقيمين فيه. * كما خالف موقف الرئيس الفرنسي الجهود التي بذلتها هيئة الدفاع عن المعتقلين الجزائريين، التي قامت بسباق مراطوني من أجل تمكين المعتقلين الجزائريين في الإقامة بالتراب الفرنسي بصفته لاجئين سياسيين، بحجة أن عامل اللغة والتاريخ المشترك قد يساعدهم على الاندماج من جديد في الحياة اليومية، بعد انقطاع دام عدة سنوات عن العالم الخارجي، بسبب العزلة التامة التي فرضت عليهم داخل المعتقل. * ومعلوم أن السلطات البوسنية التي كانت السبب وراء إدخال ستة جزائريين إلى معتقل غوانتنامو، بعد أن سلمتهم للإدارة الأمريكية بتهمة التخطيط لتفجير السفارتين البريطانية والأمريكية، قد تم إطلاق ثلاثة منهم وهم يقيمون بالبوسنة، في حين مايزال مصير الثلاثة الباقين غامضا بسبب رفض السلطات البوسنية استقبالهم، بحجة عدم حيازتهم على الجنسية البوسنية. * ويدور حاليا داخل دول الاتحاد الأوروبي نقاش حاد حول مصير معتقلي غوانتنامو، ففي حين قبلت دول مبدئيا استقبال عدد منهم، تعبيرا منها عن حسن نيتها اتجاه الإدارة الأمريكية، ماتزال دول أخرى ترفض ذلك، دون أن تتمكن من تقديم الرد الصريح للرئيس الأمريكي، من بينها ألمانيا وهولندا والنمسا والدانمارك وسويسرا. * وعلى الجهة المقابلة أبدت بريطانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال موافقتها المبدئية فلمساعدة الإدارة الأمريكية على طي احدى الصفحات الأليمة التي خلفها الرئيس السابق. * ومن المزمع أن يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن هذا الملف اليوم، في لقاء يجمع وزراء الداخلية والعدالة للاتحاد الأوروبي ويعقد بلكسمبورغ، وسيكون ذلك مقابل جملة من الشروط، من بينها الحصول على معلومات شافية حول المعتقلين، وتلقي مساعدات مالية من طرف الإدارة الأمريكية للتكفل بهم، وتفادي تكرار سيناريو معتقل غوانتنامو آخر.