كشفت مصادر موثوقة "للشروق" عن استعداد السلطات الفرنسية لاستقبال ثلاثة جزائريين مايزالون معتقلين بغوانتنامو بصفتهم لاجئين سياسيين، تأكدت براءة اثنين منهم من التهم المنسوبة إليهم، في حين ماتزال الأجهزة الأمنية الأمريكية تتحفظ بشأن براءة الجزائري الثالث. * وقد رحبت فرنسا باستقبال الجزائريين الثلاثة خصوصا بعد أن تأكدت براءتهم مما نسب إليهم من تهمة محاولة تفجير السفارتين البريطانية والأمريكية في العام 2002، وقد رفضت السلطات البوسنية استقبالهم بحجة عدم حيازتهم على الجنسية البوسنية، مع أنهم كانوا يقيمون في أراضيها حينما تم القبض عليهم، لذلك وجهت السلطات الأمريكية دعوة إلى كافة البلدان الأوربية لاستقبال المفرج عنهم من معتقل غوانتنامو من ضمنهم المعتقلين الجزائريين. * وقد كان شرط السلطات الفرنسية أن يتقن من تستقبلهم من معتقلين سابقين اللغة الفرنسية، مما يمكنهم من الاندماج بسهولة في المجتمع الفرنسي، لذلك سعت هيأة دفاع المعتقلين الجزائريين الثلاثة ويتعلق الأمر بكل من بومدين لخضر وبن سايح بلقاسم وصابر لحمر الذي تتحفظ الأجهزة الأمنية الأمريكية بشأن مصيره، إلى إقناع السلطات الفرنسية باستقبالهم، علما أن الجهات القضائية الأمريكية أرجأت إطلاق سراحهم إلى غاية التأكد من براءتهم تماما من تهمة الانضمام إلى القاعدة، والتخطيط لتفجير سفارتي بريطانيا وأمريكا بالبوسنة العام 2002. * وقد دخل المعتقلون الثلاثة الأراضي البوسنية نهاية التسعينيات، وتزوج أحدهم من بوسنية في حين تزوج الإثنان الآخران من جزائريات، إلا أنهم وقعوا جميعا ضحية حملة الاعتقالات التي طالت العديد من الأجانب في أوروبا بعد تفجيرات ال 11 من سبتمبر، حيث قامت السلطات البوسنية بتسليهم إلى الأجهزة الأمنية الأمريكية دون أن تجمع الأدلة الملموسة والكافية ضدهم. * وفي سياق متصل، أكد رئيس اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني عدم معارضة السلطات الجزائرية استقبال المعتقلين الجزائريين، وبأنها لن تعرض أي أحد منهم لمتابعة قضائية طالما أن براءتهم ثابتة، وأرجع عدم إصرار الجزائر على استقبالهم بكونها ارتأت أن تمنحهم الحرية الكاملة في اختيار البلد الذي يلجأون إليه. * ومعلوم أن الجهات القضائية الأمريكية سبق وأن أطلقت سراح ثلاثة معتقلين جزائريين من بينهم مصطفى آيت إيدير المقيم حاليا بالبوسنة، الذي يقوم بإعداد الوثائق التي تمكنه من دخول التراب الوطني، في حين أنها رفضت استقبال المعتقلين الباقين.