أحلام عمرو اديب تتحول إلى كوابيس صنعتها أقدام الخضر أجمعت كل وسائل الإعلام المصرية المرئية والمكتوبة على تحميل الطاقم الفني وحسن شحاتة بالخصوص مسؤولية ما وصفوه بالنكبة، وقال بعضهم أنها فعلا نكبة تزامنا مع الشهر الذي وقعت فيه نكبة جوان 1967، كما أجمعت كل وسائل الإعلام المصرية على محدودية منتخب الجزائر ولم يمنحه أي من الإعلاميين المصريين حقه واعتبروا لاعبيه محدودي المستوى وينقصهم الانسجام، حتى وإن كان هذا الرأي لأجل تحميل حسن شحاتة مسؤولية ماحدث في مباراة البليدة، إضافة إلى وصف الأهداف الثلاثة بالبدائية التي لايمكن أن تقع ضد فرق قوية، ولم يصدر إلا من طفلين صغيرين تم استجوابهما اعترافا بفرديات المنتخب الوطني، وإذا كان حسن شحاتة قد التزم الصمت ولم يرد لحد الآن على استفزازات الإعلام المصري فإن مساعديه دخلوا في مجادلات بلغت درجة الحدة، خاصة عندما قال أحد مدربي مصر القدامى أن المصريين عليهم ضمان المشاركة في كأس أمم إفريقيا وراهن على تعثر آخر أمام رواندا.. * وكان الانتقاد الأكبر موّجه للحارس عصام الحضري، الذي حمّلوه مسؤولية هدف مطمور، إضافة إلى عمرو زكي الذي وصفوه بالمشلول دون الإشارة إلى ماقام به نجم غلاسكو رانجرز مجيد بوڤرة، الذي كان سببا في شل النجم عمرو زكي. * ونفى كل المصريين الذين حضروا المباراة أي استفزازات عكرّت تواجد المنتخب المصري وقال نائب رئيس القسم الرياضي بجريدة الوفد أن التسمم طال الطاقم الفني، أما التسمم الحقيقي فهو الذي أصاب أقدام وعقول اللاعبين، وأشاد بالأجواء الرياضية إلى درجة - كما قال- أنه سهر إلى الثانية صباحا في شوارع العاصمة يتفرج على الأفراح المسالمة ويقدم التهاني للأنصار، ويردون عليه بتمني النجاح للمنتخب المصري، ونفى أيضا أي (شماتة) حدثت من أنصار المنتخب الجزائري، الذين ظلوا منشغلين بفرحتهم بمنتخبهم ولم يلتفوا نحو أي لاعب مصري الذي غادر الملعب في أجواء ملؤها الروح الرياضية. * هذا الإجماع على أن منتخب مصر خسر على الأرض فقط، حدث لأول مرة منذ سنوات مما يعني أن منتخبنا فك العقدة أمام المنتخبات القوية وعودة الهزائم المذلة التي لاينساها المناصرون، كصاعقة الغابون التي حدثت في عنابة ويبدو أنها لن تتكرر أبدا ونأمل أن تكون رحلة زامبيا هي بداية عهد جديد للكرة الجزائرية، لأن الجميع يدرك أن الفوز بهاته المواجهة هو وصول نسمات جنوب إفريقيا. أما بالنسبة للمنتخب المصري فإن لقاءه القادم في كأس القارات ضد البرازيل سيكون ذو حدين، فإذا صمد فسيتمكن من تضميد جراحه أما إذا زلت أقدامه وتلقى نتيجة كبيرة فإن حسن شحاتة سيكتب إستقالته ليضعها على مكتب سمير زاهر بعد عودته إلى القاهرة.