تمرد المخرج الإسرائيلي آري فولمان عن واقعه، وراح يجمع ذكرياته عن مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982 في فيلم من نوع الرسوم الوثائقي "الرقص مع بشير" الذي يشارك في مهرجان كان السينمائي هذا العام، والذي يعرض في الوقت الذي تحتفل فيه إسرائيل بالذكرى السنوية الستين لقيامها. * ويقوم فيلم "الرقص مع بشير" على سلسة من الرسوم المتحركة لمقابلات حقيقية أجراها فولمان مع أصدقاء وجنود من تلك الفترة في إطار سعيه لتذكر دوره في المذبحة. ويصور الفيلم شبانا مجندين وهم يقاتلون في لبنان، حيث قتل وأصيب الكثير منهم والأحلام والهوس الذي ظل ينتاب الكثير منهم بعد مرور أكثر من 20 عاما على هذه الحادثة الإجرامية. * أما اللقطات الحقيقية الوحيدة في الفيلم فهي عرض وجيز لصور جثث رجال ونساء وأطفال ملقاة في شوارع المخيمين بعد المذبحة، ومن أهم العوامل المفاجئة في الفيلم، هو المقارنات التي عقدها طبيب نفسي بين مذبحة صبرا وشاتيلا ومحارق النازية. * وفولمان كان جنديا في الجيش الإسرائيلي عندما غزت إسرائيل لبنان. وقد سمح يومها جيش الإحتلال الإسرائيلي لرجال ميليشيا مسيحية بدخول المخيمين ليعيثوا فيهما قتلا، كرد فعل انتقامي على قتل حاكمهم يوم ذاك بشير الجميل. ويشهد أحد الجنود من الذين كانوا يحاصرون المخيمين إعدام أفراد أسرة على يد رجال ميليشيا، كما يظهر فيه صحفي يصف محادثة هاتفية مع وزير الدفاع في تلك الفترة أرييل شارون بشأن الشائعات التي كان يسمعها عن المذبحة، ولا يحرك شارون ساكنا. واستقال من منصبه وزيرا الدفاع بعد أن خلص تحقيق إسرائيلي في عام 1983 إلى أنه يتحمل المسؤولية بشكل غير مباشر عن أعمال القتل. * وقال فولمان في مهرجان كان أن هذه الأشياء حدثت، آلاف الناس قتلوا، لكي يوضع الفيلم في نصابه كانت هذه الثواني الخمسين ضرورية بالنسبة له، مضيفا بأن الجنود هم مجرد بنادق في لعبة للزعماء الذين يلعبونها، وألقى المخرج باللوم وبشكل مباشر على مقاتلي الميليشيات المسيحية، لكن الفيلم يكشف أيضا إلى أي مدى كانت السلطات الإسرائيلية متورطة.