رفضت حركة حماس الفلسطينية عقد أي لقاء مع الإسرائيليين، ووصفت على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم دعوة نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الالتقاء مع قادة الحركة لبحث مصير الجندي الإسرائيلي الأسير بأنها "تأتي في إطار تبادل الأدوار داخل حكومة ايهود أولمرت. ومن أجل إلقاء الكرة في ملعب حماس لتبرير الإخفاقات في صفقات التبادل بسبب تعنت الاحتلال". وأكد برهوم في تصريح صحفي أن "صفقة التبادل مازالت تراوح مكانها بسبب مراوغة حكومة الاحتلال ..". وأبدى نائب ايهود أولمورت استعداده للقاء قادة حماس بمن فيهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة. وذكرت لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن "ايلى يشاى"، وهو أيضا رئيس حركة "شاس" المتطرفة نقل رسالة بهذا الصدد إلى الرئيس الأمريكي الأسبق خلال لقائهما الاثنين الماضي في القدسالمحتلة، مشيرة إلى أن الطرفين اتفقا على الالتقاء مجددا الأسبوع الجاري، حيث من المقرر أن يعود كارتر إلى إسرائيل في ختام جولته في المنطقة. وذكر عضو في وفد كارتر أن الأخير يكون قد نقل رسالة "يشاي"، ويتولى أيضا وزارة الصناعة والتجارة إلى خالد مشعل خلال لقائهما أمس الجمعة في العاصمة السورية دمشق .. وتعتبر هذا الخطوة تحولا هاما في موقف الحكومة الإسرائيلية التي ترفض إجراء محادثات مباشرة مع حماس بسبب رفضها الاعتراف بإسرائيل. وقد أحجم ايهود أولمرت عن لقاء جيمي كارتر خلال زيارته إلى تل أبيب بسبب اتصالاته مع قادة حماس. ووصل كارتر أمس الجمعة إلى دمشق، حيث التقى بخالد مشعل وأيضا بالرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم. وبخصوص فحوى محادثات كارتر مشعل، قال عضو المكتب السياسي في حماس محمد نصر أن "اللقاء يتركز بالدرجة الأولى على الحديث عن القضية الفلسطينية وإيجاد سبل للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي والتعامل مع الحصار الإسرائيلي الذي وصفه كارتر بنفسه انه جريمة". ويحمل كارتر في جعبته مطالب محددة إلى حركة حماس وهي: وقف إطلاق صواريخ القسام على المواقع الإسرائيلية وضرورة العمل على تهدئة الموقف على الساحة الفلسطينية، إضافة إلى بحث مسألة الجندى الإسرائيلي جلعاد شاليط. وعقب اللقاء الذي جمع كارتر ووفد حماس في القاهرة الخميس، كشف القيادي في حماس محمود الزهار أمس الجمعة أن حركته سترد على "مبادرات إنسانية" طرحها الرئيس الأمريكي الأسبق تتعلق بالتهدئة والجندي الإسرائيلي الأسير والحصار، مشيرا إلى أن وفد حماس وعد بإعطاء ردود بعد استكمال التشاور في الدوائر الداخلية للحركة. ووصف ذات المتحدث المباحثات التي جمعته بكارتر ب"الصريحة"، حيث كان "هناك اتفاق في وجهات النظر" وسيتم استكمالها في لقائه مع خالد مشعل في دمشق.. ومن جانبه ذكرت بعض المصادر الإخبارية أن كارتر - الذي توسط في أول معاهدة سلام وقعتها إسرائيل مع مصر عندما كان رئيسا للولايات المتحدة في السبعينات _ قال إن زعماء حماس الذين اجتمع معهم أبلغوه أنهم سيقبلون اتفاقا للسلام مع إسرائيل يتوصل إليه محمود عباس من خلال التفاوض إذا وافق عليه الفلسطينيون في استفتاء عام.. والمحادثات التي أجراها كارتر في القاهرة كانت مع محمود الزهار وسعيد صيام وهما قياديان من حماس في غزة. ويرى كارتر منع إسرائيل من دخوله غزة أنه من الضروري الجلوس إلى حركة حماس لأن أي اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين يجب أن يتضمن دخول هذه الحركة وليس إقصاءها. وقد وصف هذا الديمقراطي يوم الخميس في القاهرة الحصار المفروض على قطاع غزة بأنه جريمة وعمل وحشي وقال إن المحاولات الأمريكية لتقويض حركة حماس تأتي بنتائج عكسية. وقال كارتر "أن الفلسطينيين في غزة يموتون جوعا ويحصلون على سعرات حرارية في اليوم أقل مما يحصل عليه الناس في أشد المناطق فقرا في القارة الإفريقية .. تلك وحشية ترتكب كعقاب للناس في غزة.. أنها جريمة... وأظن أن استمرارها أمر بغيض".