فاتورة الحديد ترتفع استيراد الحديد يكلّف الجزائر ضعف فاتورة الأدوية وأكثر من ثلثي فاتورة استيراد القمح كشفت حصيلة تحصلت عليها "الشروق" من المركز الوطني للإعلام والإحصائيات التابع للجمارك عن أرقام خيالية بملايير الدولارات دفعتها الجزائر سنتين 2008 و2009 لاستيراد الحديد والإسمنت المائي. * * * حيث تضاعفت واردات الجزائر من حديد البناء والإسمنت خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2009 بنسبة تفوق المائة بالمائة مقارنة بنفس الفترة خلال سنتي 2007 و2008، حيث بلغت واردات الجزائر من حديد البناء والإسمنت المائي 2,17 مليار دولار سنة 2008، أي أنها ضعف فاتورة استيراد الأدوية التي تقدر ب 1,5 مليار دولار، وتعادل 77 بالمائة من فاتورة استيراد القمح، أي أكثر من ثلثي فاتورة استيراد القمح المقدرة ب 3 مليار دولار سنويا، دفعتها الجزائر لشراء 2,79 مليار طن من حديد البناء بمختلف أنواعه والإسمنت المائي الذي يستعمل في بناء المنشآت المائية كالسدود والأحواض المائية والمسابح والقواعد الصناعية التي تمتد إلى قاع البحر، بما في ذلك الحصى الإسمنتي، والإسمنت الملوّن، في حين بلغ إجمالي واردات الجزائر من حديد البناء سنة 2008 ما يعادل 2,52 مليار طن بقيمة إجمالية قدرها 2,55 مليار دولار، مقابل 2,11 مليار طن من الحديد والإسمنت المائي بقيمة إجمالية قدرها 1,49 مليار دولار سنة 2007، أي أن القيمة المالية تضاعفت بنسبة تفوق المائة بالمائة، بسبب ارتفاع أسعار هذه المواد في السوق العالمية سنة 2008 ولاسيما أسعار الحديد. * وبلغت تكلفة واردات الحديد والإسمنت المائي خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2009 ما يعادل 1,44 مليار طن بقيمة إجمالية قدرها 700 مليون دولار، في حين بلغت خلال نفس الفترة من سنة 2008 ما يعادل767 مليون طن بقيمة إجمالية قدرها 516,5 مليون دولار. * * إسبانيا أول دول مموّلة للجزائر بحديد البناء تليها تركيا ثم بلغاريا * واردات مادة حديد البناء وحدها بلغت 683 مليون و702 ألف طن خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية، بقيمة إجمالية وصلت إلى 1,4 مليار دولار، في حين استوردت 1,63 مليار طن من حديد البناء سنة 2007، بقيمة إجمالية قدرها 1,1 مليار سنتيم، أي أن الكمية المستوردة سنة 2008 تعادل ضعف الكمية المستوردة سنة 2007 من حيث الحجم والقيمة المالية. * وتعتبر إسبانيا أول دول مموّلة للجزائر بحديد البناء، حيث استوردت الجزائر منها 299 مليون طن خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2009 بقيمة إجمالية قدرها 510,7 مليون دولار، واستوردت منها 687 مليون طن سنة 2008 بقيمة إجمالية قدرها 849,3 مليون دولار، واستوردت منها 95,3 مليون طن سنة 2007 بقيمة إجمالية قدرها 141,9 مليون دولار. * وتعتبر تركيا ثاني مموّل للجزائر بحديد البناء سنة 2009 ، حيث أنها صدرت 67 مليون طن خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية، بقيمة إجمالية قدرها 206 مليون دولار، ثم بلغاريا التي تراجعت وارداتها من الحديد نحو الجزائر، حيث أنها موّلت الجزائر ب 43,1 مليون طن من حديد البناء بقيمة إجمالية قدرها 82,8 مليون دولار خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة 2009، وبذلك تدحرجت إلى المرتبة الثانية ضمن قائمة الدول المموّلة للجزائر بمادة الحديد سنة 2008 إلى المرتبة الثالثة سنة 2009 بعد تركيا التي ارتفعت وارداتها للجزائر من الحديد إلى 49,2 مليون طن بقيمة إجمالية قدرها 56,9 مليون دولار إلى67 مليون طن بقيمة إجمالية قدرها 206 مليون طن. * * 9 ملايين دولار لاستيراد الإسمنت المائي * استوردت الجزائر68 مليون طن من الإسمنت المائي الذي يستعمل في بناء منشآت السدود والأحواض المائية والمسابح وفي بناء منشآت أو قواعد صناعية تمتد إلى قاع البحر، بما في ذلك الحصى الإسمنتي، والإسمنت الملون بقيمة إجمالية بلغت 9 ملايين دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2009 بينما استوردت 226 مليون طن من الإسمنت المائي سنة 2008 بقيمة إجمالية تقدر ب 27 مليون دولار. * أكبر مموّن للجزائر بالإسمنت المائي هي تونس التي موّلت الجزائر خلال الأربع أشهر الماضية من السنة الجارية ب 45 مليون طن، مقابل 2,9 مليون دولار، تليها كل من ألمانيا التي موّلت الجزائر ب 11 مليون طن من الإسمنت المائي، مقابل 2,9 مليون دولار، وإسبانيا التي موّلت الجزائر ب 11 مليون طن من الإسمنت المائي مقابل 2,7 مليون ألف دولار. * علما أن الجزائر تنتج فقط الإسمنت العادي والإسمنت الأبيض في حين تستورد الإسمنت المائي والإسمنت الملوّن صناعيا من الخارج، إلى جانب الحصى الإسمنتي.