قدم المنتخب الوطني المحلي مباراة تليق بسمعته في مباراة الإياب ضد المنتخب المغربي، رغم الانتقادات الكبيرة التي وجهت له في لقاء الذهاب حينما تعادل على أرضه وأمام جماهيره بالقليعة. * وتحدى المنتخب الجزائري كل الظروف، وحوّل تخلفه بنتيجة هدف دون مقابل في الشوط الاول الى تعادل إيجابي بعد ان سيطر على كافة مجريات الشوط الثاني، وكان أقرب للفوز لولا إهدار عديد من الفرص، لكن السؤال الذي بقي مطروحا ما هو مصير هذا الفريق عقب الإقصاء، إذ لم يعد أمام المنتخب أي تحد رسمي، ما دفع البعض في نظرة تشاؤمية الى التنبؤ بمصير مجهول.مدرب هذا المنتخب زهير جلول قال إن التشكيلة الحالية تعد بالكثير، باعتبارها زبدة لاعبي البطولة الوطنية الذين يجمعون بين المؤهلات الفنية والبدنية وكذلك لعامل الانضباط، ما أعطى الفريق قوة كبيرة. * من جهته، تساءل اللاعبون عن مصيرهم بعد هذا الإقصاء الذي لم يكن مقبولا، بالنظر الى مباراة الإياب، ودافعوا بشدة عن إبقائه تدعيما للمنتخب الاول. * * الانضباط والتفاهم قوة تشكيلة المنتخب المحلي * * المميز في التشكيلة الحالية التي أشرف عليها زهير جلول هو التفاهم الكبير بين اللاعبين، حيث شكلوا كتلة واحدة، وهي المرة الاولى التي لا يلاحظ فيها انشقاقات أو مشاكل داخل المنتخب في السنوات العشر الأخيرة. * بالإضافة الى ذلك، فإن التشكيلة الحالية ضمت أفضل العناصر الوطنية، رغم ما يقال هنا أو هناك وكان الوضع سيكون أفضل بكثير لو تم الاعتماد على عناصر إضافية من فريق وفاق سطيف. * وكسب المنتخب الوطني تشكيلة منضبطة ومتخلقة، حيث لم يصدر أي خطأ من اللاعبين طيلة فترة تواجدهم بالمغرب، رغم أن الظروف لم تكن مساعدة بسبب التردد على الفندق والفوضى التي ميزت محيط الخضر لكثرة اليهود. * * بابوش وربيع مفتاح قدما الجديد للمنتخب * * وشكل ثنائي الرواق بابوش وربيع مفتاح مكسبا إضافيا للخضر، حيث أبانا على إمكانات كبيرة، وساعدا محور الدفاع في تخفيف عبء المباراة، مع تسجيل العلامة الكاملة للمدافع زيان الذي وقف كسد منيع في وجه المغاربة. * وشكل زيان ربما المفاجأة من خلال أدائه الراقي وتعامله مع المنافس بحذر شديد دون أن يرتكب أخطاء، في وقت ظهر بعض التهلهل على مستوى المحور بسبب الأداء المتواضع لشكلام. * * سوقار لم يلعب في منصبه وأكد تألقه * * أما المهاجم محمد سوقار، ورغم أن المدرب أقحمه في منصب جناح أيسر، وهو الذي تعود على صناعة اللعب، الا انه تمكن من تغطية العجز، وشكل خطرا كبيرا على الفريق المنافس، وربما كان للاداء المتواضع لشيخ حميدي تأثيرا على الاول الذي قدم كرات جميلة لزميله، حيث لم يتمكن من تجسيدها. * مع ذلك أكدت مباراتا المغرب ذهابا وإيابا ان سوقار يبقى أجدر بلقب أفضل لاعب في البطولة الجزائرية وان مكانه في المنتخب الاول لا تقبل الجدل. * * كودري ودحوش مستقبل الاسترجاع في الخضر * * ولم يكن مفاجئا ان يقدم الثنائي كودري ودحوش احد أفضل مباراة لهما، حيث استرجعا كثيرا من الكرات وأوقفا هجمات المنافس، والمميز في اللاعبين إمكانياتهما الفنية، فهما يتمتعان بلمسة فنية وسرعة في التنفيذ، ما يجعلهما أقرب لتقمص ألوان المنتخب الاول في القريب العاجل. * وتمكن دحوش من توقيع أول هدف له هذا الموسم، سواء على صعيد فريقه شبيبة القبائل أو في أول مباراة له مع الخضر، بينما أهدر كودري ضربة جزاء حاسمة، لكن ذلك لا يقلل من قيمته ويؤكد بأنه واحد من اللاعبين الواعدين في القريب العاجل. * * * بوعزة وسوداني ومترف أنعشوا اللعب * * ويحسب للطاقم الفني ذكاءه في التعامل مع أطور المباراة، حيث ظهر حضور لمسة المدربين في تكتيك المباراة، خاصة في الشوط الثاني، حيث كان الفريق الأكثر تنظيما والاحسن انتشارا فوق أرضية الميدان. * وعوّض بوعزة زميله عمور الذي لم يقدم ما كان متوقعا منه، وأجاد اللعب، حيث شكل فهام مصدر إزعاج للمنافس، حت انه كان وراء المخالفة التي جاء منها الهدف، ولا يقل مترف عن بقية زملائه شأنا، حيث استعاد لياقته المعهودة وقدم عروضا جيدة ولياقة بدنية لا توحي بأنه في نهاية الموسم، بينما أثبت سوداني حسن تمركزه في الميدان لولا ان الفعالية كانت غائبة من جانبه. * * * دحوش: "مرارة الإقصاء كانت أقوى من فرحة التسجيل" * * قال مسجل هدف المنتخب نسيم دحوش انه لم يسعد كثيرا بهدفه الاول بألوان المنتخب الوطني، وتمنى ان تكون نقطة انطلاق لمشوار مع المنتخب يمتد طويلا. * * * الحظ لم يكن بجانبكم رغم ادائكم مباراة جيدة، ما هو تعليقكم على الإقصاء؟ * * * أعتقد أن نتيجة مباراة الذهاب هي السبب الحقيقي في الخروج من المنافسة، لقد قدمنا مباراة في المستوى وعدنا في النتيجة بعدما كنا منهزمين، لكن الحظ في الأخير اختار المنافس. * * فرحتك بتسجيل الهدف لم تدم طويلا... * * * للأسف، فإن مرارة الاقصاء كانت أقوى من فرحة التسجيل، كنت أتمنى ان يكون هدفي الاول بالألوان الوطنية نقطة انطلاقة جيدة في مشواري مع المنتخب، وتكتمل الفرحة بالتأهل، لكن قدر الله ان ينتهي المشوار مبكرا. * * مع ذلك، فأنت راض بأدائك أول مشاركة وأول هدف مع الخضر؟ * * * الحمد لله أني وفقت في أداء المباراة، لقد شكلنا مجموعة ممتازة، والاجواء كانت رائعة داخل الفريق سواء خارج الملعب أو في الميدان، أعتقد ان طبيعة المباراة جعلتني أدخل في أجواء المنتخب بكل سهولة، ضف الى ذلك، فإني أعرف أغلب عناصر المجموعة، لذلك، فأنا راض بأدائي في اول مباراة لي بالالوان الوطنية، وللاخرين الحكم على مستواي. * * سجلت هدفا رائعا هل كنت تتوقع التهديف من خلال الضربة المباشرة؟ * * * قد أكذب إذا قلت بأني كنت أتوقع التهديف، لكن على الاقل كنت مستعدا لتنفيذها وفق الوضعية، فالمخالفة كانت أقرب من منطقة العمليات وكنت أمام خيارين، إما ان أرسلها الى الزملاء أو أسدد مباشرة، ولان الحارس كان متقدما، فجربت حظي وهذا بتوفيق من الله. * * كيف تتوقع مستقبلك مع المنتخب؟ * * * أتمنى ان تكون مباراة المغرب نقطة تحول في مشواري، حصلت على لقب البطولة مع الشبيبة ثم تقمصت الألوان الوطنية، وكان ذلك بمثابة الحلم، والان أسعى لأن أحظى بثقة الطاقم الفني، لدي طموحات كبيرة، وسأحاول تجسيدها بالمثابرة في العمل. * * * * سوداني غضب لدخوله احتياطيا * * بدا مهاجم جمعية الشلف هلال سوداني جد متذمرا بسبب عدم إقحامه كأساسي في المباراة، متسائلا عن أي اعتبار اتخذ المدرب قراره. * وقال سوداني عقب المباراة "كنت أتوقع ان أكون أساسيا في المباراة، لقد بذلت جهودا كبيرة من أجل ان أكون في القائمة الرئيسية قبل ان أفاجأ بوجود اسمي مع الاحتياطيين". * وكشف سوداني أنه كان جد متحمس للعب، بل وكان يفكر في التهديف بأي طريقة نظرا لطبيعة المباراة قبل ان يتلاشى حلمه بجلوسه احتياطيا. * وكان مهاجم جمعية الشلف قد دخل احتياطيا بديلا لحميدي في الشوط الثاني. * * الإصابة تفقد حميدي تألقه * * برر الطاقم الفني الاداء المتواضع لقلب الهجوم الشيخ حميدي في مباراة السبت بعدم تماثله كلية للشفاء نتيجة الإصابة التي كان يعاني منها من قبل، بالاضافة الى الضغط الكبير الذي عانى منه باعتباره كان يحمل عبء التهديف. * وقال حميدي انه شعر ببعض الارهاق مع مرور الوقت، كما لم يمده خط الوسط بكرات في العمق التي كان بالامكان تحويلها الى اهداف. * * المناجير البرتغالي: اتصلب بحميدي وسوقار! * * * قال الثنائي السعيدي حميدي وسوقار إن المناجير البرتغالي ان الذي كان متوقعا حضوره لمتابعة المباراة والحديث إليهما قد اتصل بهما هاتفيا دون ان يعطيا تفاصيل بشأن العرض الاحترافي الذي تحدثا عنه من قبل. * وقال اللاعبان إنهما ينتظران تفاصيل جديدة في الموضوع في الايام القليلة المقبلة، خاصة في حال استدعائهما للمنتخب الاول. * * شكلام تحدث مع الفرنسيين * * في وقت لم نجد أثرا لمسؤولي الفريق الفرنسي الذي تحدث عنه مدافع الشلف، عاد اللاعب ليؤكد للشروق ان مسؤولي هذا الفريق اتصلوا به صبيحة يوم المباراة، وأبلغوه بأنه سيكون تحت المعاينة. * وبدا شكلام عقب اللقاء جد متأثر للاداء المتواضع الذي ظهر به والذي قد يدفع الفرنسيين الذين تحدثوا عنه للتراجع عن فكرة استقدامه. * بالمقابل رفع شكلام مرة اخرى ذكر اسم الفريق، مفضلا تأجيل الكف عنه للايام المقبلة، على حد قوله، لكنه اشار إلى انه أحد فرق أندية الدرجة الاولى. * * جمال فتحي: "المنتخب الجزائري فاجأنا بمستواه الجيد" * * قال مدرب المنتخب المغربي في الندوة الصحفية التي عقبت المباراة انه تفاجأ للمستوى الجيد للمنتخب الجزائري، متحدثا بالقول "لقد كان أقوى بكثير من مباراة الذهاب وقدم عروضا جيدة". * واعتبر ان الحظ اختار فريقه وان المباراة كانت متكافئة في مختلف أطوارها، فالشوط الاول كان لمنتخبنا والثاني كان للجزائريين، حسب تصريحه. * وقال ان الاشكال الذي صادف المنتخب الجزائري والمتعلق بقصر المدة التي تسمح بتكوين فريق قوي هو نفسه الذي اعترض المنتخب المغربي وتسبب في تواضع ادائه، حيث وعد بتدارك الامور في المواجهة المقبلة ضد ليبيا. * * "الخضر" عادوا الأحد * * عاد عناصر المنتخب الوطني زوال أمس، الى ارض الوطن قادمين من الدارالبيضاء المغربية بعد ان قضت ليلة اول امس، بفندق الاطلس، حيث وصلت الى الدارالبيضاء في ساعة متأخرة في رحلة شاقة من فاس الى الدارالبيضاء. * ورافق الوفد الجزائري الثنائي المتأخر من وفد الوداد البيضاوي، وهما لاعبا المنتخب المغربي يونس المنقاري وكريم فكروش. * * ضربة جزاء اللغز * * رفض جل لاعبي المنتخب الوطني تنفيذ ضربة الجزاء الاولى، حيث خشي الجميع من تنفيذها وظل كل منهم يتهرب من المسؤولية، الى ان تدخل بودار وقال بشجاعة أنا من سأتولى أمرها، لكن الخيبة كانت كبيرة حينما أضاعها، حيث أثرت كثيرا على معنويات اللاعبين. * * كودري على وقع الصدمة * * ظل اللاعب الواعد حمزة كودري يندب حظه بعد ان أهدر ضربة الجزاء الأخيرة، حيث بدأ يتحسر ويبكي ولم يستطع تناول وجبة العشاء، حيث لقي تعاطفا كبيرا من زملائه، وكان لاعب مولودية الجزائر آخر لاعب يخرج من الفندق لامتطاء حافلة العودة. * * المنقاري والفكروش يتوعدان سطيف * * قال ثنائي الوداد البيضاوي ولاعبا المنتخب المحلي المغربي انهم ثأروا لأنفسهم من مباراة الذهاب أمام سطيف، وانهم يتوقعون بأنهم قادرون على العودة بالكأس من الجزائر حينما يواجهون وفاق سطيف في الإياب. * وقال اللاعبان إنهما سيتنقلان للجزائر في وضع معنوي أفضل، ما يعطيهما دفعا إضافيا لمباراة هذا الجمعة. * * المنقاري لعب كظهير أيسر * * على غير العادة أقحم اللاعب يونس منقاري كظهير أيسر في وقت يشغل فيه منصب متوسط ميدان في فريقه الوداد البيضاوي. * وقال المنقاري للشروق إنه كان مجبر على الالتزام بتعليمات المدرب وحاجته للعب في هذا المنصب، مؤكدا بأنه بإمكانه اللعب في مختلف المناصب. * * * أصداء عن المباراة * حضر وفد من السفارة الجزائرية المباراة ودعم المنتخب، كما قام أحد أعضاء القنصلية يدعى عبد النور قامي بتحية اللاعبين على ادائهم البطولي وتمنى لهم التوفيق في مشوارهم الكروي. بلغ عدد المتفرجين حوالي 10 الاف متفرج فقط، عكس ما كان متوقعا، وحينما سألنا عن السبب قيل إن الملعب بعيد عن المدينة وانه تزامن مع يوم عمل بالنسبة للبقية.