السطو على بدل الضحايا من رجال الأمن يكشف تبني حرب العصابات أفادت مصادر مؤكدة ل"الشروق"، أن الإرهابيين الذين قاموا باختطاف شخصين ببلدية تاكسنة بولاية جيجل أحدهما مقاول، كانوا يرتدون بدل أعوان الحرس البلدي الذين اغتيلوا قبل أسبوع بولاية خنشلة. * * وتؤكد التحقيقات الأولية أن الخاطفين هم من منفذي الإعتداء الإرهابي الذين قاموا بالسطو على بدل وأسلحة الضحايا، ويكونون قد زحفوا من خنشلة باتجاه جيجل شرق البلاد. * وتكشف هذه العملية مجددا خلفية لجوء الجماعات الإرهابية التي تنشط تحت لواء "الجماعة السلفية" الى السطو على بدل الضحايا من رجال الأمن، حيث فشلت محاولة اختطاف ابن صاحب مركب سياحي بزموري شرق ولاية بومرداس من طرف ارهابيين كانوا يرتدون بدل ضحايا اعتداء تيمزيرت من أفراد الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية الذين كانوا يرافقون موكب مراقبي امتحانات البكالوريا، كما قام منفذو مجزرة المنصورة بالبرج أيضا بالاستيلاء على بدل أفراد الدرك وبعدها ضحايا خنشلة من أعوان الحرس البلدي. * ولم يعد منفذو الاعتداءات الإرهابية يكتفون بالسطو على السلاح، بل يحرصون على الاستيلاء على البدل النظامية والمجازفة، مما يكشف برأي متتبعين للشأن الأمني ملامح استراتيجية الجماعات الإرهابية التي بدأت تتضح ملامحها في عمليات الاختطاف الأخيرة التي عادت إليها مجددا قيادة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" في ظل تجفيف منابع التمويل وبحثا عن السيولة. * مصدر أمني مسؤول حذر من لجوء نشطاء التنظيم الإرهابي الى أعمال السطو على البنوك ووكالات البريد، كما سجل في وقت سابق في ظل حيازة الإرهابيين على أسلحة حربية، إضافة الى سهولة تحركاتهم باستخدام بدل أفراد الأمن، كما توقع ارتكاب العديد من الاعتداءات في حواجز مزيفة للنهب والسلب واستهداف رجال الأمن. * الى ذلك، تكشف أيضا عملية الخطف بجيجل من طرف ارهابيين بولاية خنشلة عن تواجد الإرهابيين في تنقلات مستمرة، حيث سبقت الإشارة الى محاصرة جماعة إرهابية بغابة درقينة ببجاية كانت متجهة الى ولاية جيجل شرق البلاد، كما أن العملية العسكرية التي قامت بها قوات الجيش بولاية تيبازة أسفرت عن تدمير مخابئ دون ضبط ارهابيين، مما يشير الى أنهم تحولوا الى مناطق أخرى أكثر أمنا، وتعتبر هذه الكازمات مركز عبور مؤقت. * وتحول الإرهابيون الى التنقل المستمر هروبا من الملاحقات الأمنية وأيضا لتنفيذ اعتداءات إرهابية توحي بتواجد الإرهابيين في العديد من المناطق، وهو ما يفسر تنفيذ اعتداءات إرهابية في مناطق آمنة ولم يتم رصد نشاط إرهابي بها في سنوات سابقة، كما وقع بالبرج شرق البلاد، ويبدو أن قيادة "درودكال" تبحث اليوم عن مناطق نشاط جديدة لتحويل الضغط عن معاقلها وسط البلاد، حيث سبق أن زحف أتباعه الى منطقة المتيجة في محاولة للتموقع في المعاقل السابقة لتنظيم "الجيا"، حيث تمكنت قوات الجيش من القضاء على موفدي "درودكال" بصوحان بالأربعاء وحمام ملوان وبوعرفة، وتوقيف آخرين بوسط مدينة البليدة قبل أن توجه "تهديدات" الى قيادة جماعة "حماة الدعوة السلفية" تحت إمرة محمد بن سليم (سليم الأفغاني) ل"إخلاء" معاقلها للتمركز فيها والتحرك بحرية. * وفي هذا السياق، أفادت مصادر مؤكدة ل"الشروق"، أنه تم إيفاد تعزيزات عسكرية كبيرة من الناحية العسكرية الثانية بوهران باتجاه الناحية العسكرية الأولى بالبليدة بهدف دعم العمليات العسكرية، خاصة بالمعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" ببومرداس وتيزي وزو، وربط مراقبون هذه التعزيزات بالمخطط الأمني الخاص بالمهرجان الإفريقي الثاني بالجزائر وإحباط أية اعتداءات استعراضية للتشويش على هذه التظاهرة، لكن مصادر متتبعة للشأن الأمني تشير الى رفع وتيرة عمليات التمشيط التي ستمتد الى العديد من ولايات الوسط بعد رصد تحركات ارهابية بتيبازة والبليدة، حيث يتوقع أن تعرف وتيرة العمليات العسكرية في إطار مكافحة الإرهاب هذه الصائفة ارتفاعا، وستشهد عمليات التمشيط اتساعا استنادا الى تعليمات القيادة العليا للجيش وتنفيذا لتعليمات رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الذي أكد أول أمس بشرشال على "التصدي للعصابات الإرهابية بكل الوسائل القانونية"، ويشير مراقبون إلى أن تصريح قائد الجيش بحضور رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني يؤكد دخول عمليات مكافحة الإرهاب "المرحلة الحاسمة" لمواجهة الإرهابيين الرافضين لأي مبادرة سلم، خاصة وأنه حرص على "احترام ميثاق السلم" الذي يبقى ساري المفعول مع الراغبين في تسليم أنفسهم.