قررت وزارة التربية الوطنية تجميد عملية استرجاع الكتب التي توزع مجانا على التلاميذ المعوزين وتلاميذ السنة الأولى ابتدائي وكذا الأقسام التحضيرية، بسبب التنقيحات والتعديلات التي أدخلت عليها مؤخرا. * * إلى جانب الحالة المزرية التي تؤول إليها تلك الكتب اثناء استخدامها طيلة سنة كاملة، ومن المزمع أن يدخل القرار حيز التنفيذ بداية من الموسم الدراسي القادم. * ويندرج هذا الأجراء ضمن الجهود التي تبذلها وزارة التربية الوطنية من أجل تحسين ظروف التمدرس وكذا ترقية الوسائل البيداغوجية التي يتم الاعتماد عليها في إيصال المعلومة للتلميذ، في مقدمتها الكتاب المدرسي الذي يعد الركيزة الأساسية في عملية التلقين، حيث تم الحرص هذه المرة على أن يكون الكتاب الذي يسلم للفئات المعوزة وكذا لتلاميذ السنة الأولى وللأقسام التحضيرية في حالة جيدة، ومنقح من حيث المعلومات التي يضمها، وهو ما سيعطي فعالية أكثر للميزانية المعتبرة التي يخصصها القطاع من أجل دعم ومساعدة الشرائح الواسعة من الأسر التي لا يمكنها شراء الكتب المدرسية لأبنائها. * ويوزع ديوان المطبوعات المدرسية عند انطلاق كل موسم دراسي حوالي 4 ملايين كتاب مدرسي مجانا على التلاميذ المعوزين والسنة الأولى ابتدائي وكذا أقسام التحضيري، إلى جانب أبناء المعلمين والأساتذة، ويشكل هذا الرقم نصف العدد الإجمالي للكتب المدرسية التي توجه سنويا لأزيد من 8 ملايين تلميذ، وهي تكلف الدولة ميزانية قدرها 6،5 مليار. * ووقفا للمنشور الوزاري الصادر مؤخرا، فإن المؤسسات التعليمية لن تلجأ مستقبلا إلى إلزام التلاميذ الذين يستفيدون من مجانية الكتب المدرسية على إعادتها مجددا، قصد توزيعها على تلاميذ آخرين، بعد أن تيقنت بأن معظم الكتب التي تسترجعها عند نهاية كل سنة دراسية غير قابلة للاستعمال مجددا، بسبب اهترائها، إلى جانب عدم صلاحيتها بالنظر إلى عملية التصحيح والتنقيح التي تجريها لجان مختصة على تلك الكتب، لتنقيتها من الأخطاء والشوائب، وجعلها تتواكب مع التقدم العلمي الحاصل باستمرار. * علما أن العدد الإجمالي للكتب التي تمت طباعتها هذه السنة بلغت 60 مليون نسخة، 95 في المائة منها تم توزيعها على المؤسسات التعليمية قصد بيعها للتلاميذ، في حين تم إرجاء العملية بالنسبة للأساتذة، بسبب إصرار معظم مديريات التربية الوطنية على تسليم الكتب للأساتذة عند بداية السنة، عكس المواسم السابقة، وهو ما أثار احتجاج الكثير منهم، رافضين أن يتم إقصاءهم هم وأبناءهم من الحصول على حصتهم من الكتب في نهاية السنة. * ومن المزمع أن تنتهي عملية توزيع الكتب قبل إغلاق المؤسسات التعليمية أبوابها رسميا، وسيكون ذلك يوم 23 جويلية القادم، بعد أن يدخل عمال الإدارة في عطلة، على أن يكون تاريخ استئناف العمل يوم 5 سبتمبر القادم، و6 سبتمبر بالنسبة للمعلمين والأساتذة، في حين أن التلاميذ سيكونون على موعد مع الدراسة يوم 12 من الشهر ذاته.