قررت وزارة التربية الوطنية تجميد عملية استرجاع الكتب الموزعة على الفئات المعوزة لكونها أصبحت غير صالحة للاستعمال نظرا للتنقيحات والتحسينات التي طرأت عليها، وكذا لحالتها الرديئة بعد سنة كاملة من الاستعمال. وأبلغت وزارة التربية مدراء المؤسسات التربوية قرار تجميد عملية استرجاع الكتب التي توزع مجانا على التلاميذ المعوزين، وأبناء المعلمين والأساتذة، والأقسام التحضيرية والتي شرع في تطبيقها في الموسم الدراسي 2006 / 2007 في إطار السياسة الاجتماعية للدولة. وفي منشور تحت رقم 472 / 09 أكدت الوزارة أنه بعد مرور سنتين من الشروع في تطبيق هذه العملية تبين بعد ذلك أن النسبة الكبيرة من تلك الكتب عند استرجاعها تكون غير صالحة للاستعمال من جديد لعاملين اثنين أولهما أن تلك الكتب لم تعد تتماشى والبرامج المتبعة بسبب التنقيحات والتحسينات التي تدخلها اللجنة العملية التي تشرف على تدارك الأخطاء التي تمت ملاحظتها في المقررات، أما السبب الثاني وراء تجميد قرار استعادة الكتب الموزعة مجانا على المعوزين فيعود الى "الحالة الرديئة" للكتب المستعادة حيث لا تساعد التلاميذ الذين يستفيدون منها من جديد على متابعة الدروس. ولإبراز أهمية تطبيق هذا القرار وضرورة التقيد به بالنسبة للموسم الدراسي القادم، اكد المنشور الذي تحصلت "المساء" على نسخة منه أن وزير التربية الوطنية السيد أبوبكر بن بوزيد حريص على تطبيق نص المراسلة. ويذكر أن وزارة التربية قامت خلال الموسم الدراسي المنقضي بطباعة أكثر 60 مليون نسخة، وقامت بتوزيع 95 في المائة على المؤسسات التربوية لبيعها للتلاميذ مع ضمان مجانية الحصول على الكتاب لتلاميذ الفئات المعوزة. ويذكر أن الحكومة وفي إطار سياسية التضامن الوطني ومرافقة الفئات المعوزة قررت قبل ثلاث سنوات توزيع الكتاب المدرسي مجانا على المعوزين، ومكنت أبناء الأساتذة والمعلمين أيضا من الاستفادة من هذا الإجراء، وقدر عدد التلاميذ الذين يستفيدون من مجانية الكتاب بنصف عدد المتمدرسين في جميع الأطوار والمقدر عددهم ب8 ملايين متمدرس. وتسعى وزارة التربية الوطنية من خلال قرار تجميد استعادة الكتاب المدرسي من هذه الفئات الى تجنيب وقوع مستخدمي الكتب القديمة في حالة عدم التلاقي فيما يخص بعض تفاصيل البرامج الدارسية التي يتم تصحيحها وفقا للملاحظات التي تسجل من طرف اللجنة العملية المكلفة بمتابعة عمليات تنقيح الكتاب المدرسي. ويأتي هذا القرار الجديد في وقت أعلن فيه وزير التربية عن تخفيض أسعار الكتب المدرسية بنسبة 10 في المائة تحسبا للدخول المدرسي القادم، لتمكن التلاميذ من اقتناء هذه الوسيلة البيداغوجية، وتخفيف الأعباء المالية على الأولياء خاصة وأن الدخول المدرسي لهذه السنة يتزامن أيضا مع شهر رمضان المعظم وعيد الفطر. ومن جهة أخرى، حددت وزارة التربية يوم الخميس 23 جويلية الجاري كآخر يوم عمل في جميع المؤسسات التربوية، ومنحت لجميع العمال خاصة الإداريين منهم عطلة تدوم الى غاية الفاتح سبتمبر. وفي منشور صادر عن الوزارة تم إبلاغه الى جميع المؤسسات التربوية فقد حددت رزنامة الدخول المدرسي القادم بالثلاثاء الفاتح سبتمبر بالنسبة للإداريين، وسيلتحق الأساتذة والمعملون بمناصب عملهم يوم السبت 5 سبتمبر، في حين سيلتحق التلاميذ بمقاعد الدراسة يوم السبت 12 سبتمبر.