تؤكد وزارة التربية الوطنية في كل مناسبة خاصة بالدخول المدرسي على التدخل القوي للدولة لدعم مجانية التعليم وتسهيل انخراط اكبر عدد ممكن من التلاميذ في المنظومة التربوية ولاسيما من الفئات المحرومة والمعوزة. ويتمثل التدخل القوي للدولة ليس فحسب في مجانية التعليم بكل الفئات، وانما في تقديم مساعدات مالية مع كل دخول مدرسي تطورت من 2000 دج الى 3000 دج كما اقرها رئيس الجمهورية مؤخرا ومجانية المطاعم المدرسية في المناطق المحرومة، فضلا عن الانفاق المالي المعتبر الموجه لتغطية تكاليف الكتب المدرسية التي يفترض ان يستفيد منها سنويا الملايين من التلاميذ، وقدرتهم وزارة التربية هذه السنة بأزيد من اربعة ملايين تلميذ معظمهم من التلاميذ المعوزين والباقي عبارة عن تلاميذ اساتذة القطاع، فضلا عن توزيع كتب التعليم التحضيري مجانا على ما يقارب 500 الف طفل سيلتحقون لأول مرة بهذا الطور. ميزانية ضخمة خصصتها الوزارة لتغطية تكاليف الكتب المدرسية ناهزت 650 مليار سنتيم هذه السنة فقط، علما ان سياسة منح الكتب بالمجان دخلت حيز التنفيذ خلال السنوات القليلة الماضية، وفي كل مرة كانت تكلف خزينة الدولة مئات الملايير. وقد لايختلف اثنان على ضخامة الجهد المبذول من اجل توفير أساسيات التمدرس والتي تأتي في مقدمتها الكتاب المدرسي الذي اصبح سعره مرتفعا، خاصة بالنسبة لنمط البرنامج الإصلاحي الجديد الذي تجاوزت تكاليفة الألف دينار، ولذا فقد ارتأت الوزارة منح الكتب مجانا لمن لم يستطيع تحمل هذه النفقات، لكن الكتب التي تمنح في بداية السنة لفئة المعوزين وكذا ابناء المعلمين تطالبهم ادارة المدرسة بإرجاعها في نهاية السنة، ليتم منحها مجانا مع بداية كل دخول مدرسي وهكذا دواليك. فنفس الكتب يتم تداولها او بالاحرى إعارتها للتلاميذ وليس منحها مجانا إلا ربما تلك التي تعتبر كراسات اي يستعملها التلميذ في حل التمارين، التي تعد في أغلب الاحيان منتهية الصلاحية والاستعمال. والحديث عن مجانية الكتب يجر حتما الى الحديث عن النوعية التي يقول عنها الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية انها تتحسن باستمرار .. غير ان الواقع يقول شيئا آخر، فرغم ان الدخول المدرسي لم يمر عليه الا ثلاثة اسابيع، الا أن الكتب الموزعة بدأت وحسب رأي العديد من اولياء التلاميذ تتهرى بسبب عدم صلاحيتها وجودتها ونوعيتها الهشة، فضلا عن رداءة الصور، علما ان الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية قدر حاجيات الموسم الدراسي الحالي ب 40 مليون كتاب يضاف اليها 18 مليون كتاب مخزنة، كما قدرت تكاليف سحب الكتب المدرسية ب 100 مليار دينار. ------------------------------------------------------------------------