مكّن التنسيق بين مختلف المجموعات الولائية التابعة للدرك الوطني من الإطاحة بشبكة إجرامية كانت تنشط في عدة مناطق من الوطن وتقوم بالتنقل عبر عدة ولايات لعدم ضبطها والكشف عنها. * * حيث كانت هذه العصابة تنشط بولايات مستغانم، برج بوعريريج، عنابة قبل توقيف عناصرها الذين كانوا يتحركون شرقا وغربا للإفلات من الملاحقات الأمنية بعد إيداع شكاوى من طرف الضحايا. * وتفيد معلومات متوفرة لدى "الشروق"، أن مقاربة بين التحقيقات في شكاوى توصلت الى أن الأمر يتعلق بنفس العصابة الإجرامية، حيث تم تسجيل أول شكوى منتصف شهر جانفي الماضي على مستوى الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بحاسي مماش بمستغانم من طرف شقيقتين تعرضتا للنصب من طرف مشعوذة استولت على كمية من مصوغاتهما وقامت بإخفائها في منديل قبل رشه بالسكر وطلبت منهما عدم فتحه إلا بعد مدة زمنية لتكتشف الشقيقتان اختفاء المصوغات الذهبية. * وفي شهر أفريل من نفس السنة، أودعت سيدتان شكوى لدى الفرقة الإقليمية بليمور بالبرج شرق البلاد بعد تعرضهما للنصب من طرف مشعوذين استولوا على 6 أساور وسلسلة وأقراط ذهبية باعتماد نفس الأسلوب، وأوضحت الشاكيتان أن المشعوذين تنقلوا على متن سيارة يقودها سائق في الأربعين من عمره. * وتلقت مصالح المجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة شكوى تتعلق بنفس القضية ونفس الأسلوب المنتج، وأكدت الشاكية أن المحتالين فروا على متن سيارة كونغو، ليتم توقيف السيارة بعد أيام قليلة وعلى متنها شابين رفقة زوجتيهما واعترفا بالأفعال المنسوبة إليهما بعد تعرف الضحية عليهما. * بعدها وجهت مديرية الشرطة القضائية بقيادة الدرك الوطني، مراسلة الى 48 مجموعة ولائية تتضمن مقاربة تكشف عن الأسلوب الذي أصبحت تنتهجه الشبكات الإجرامية المختصة في النصب والإحتيال ودعت المجموعات الولائية للدرك التي سجلت بها الشكاوى للتعاون لتحديد صلتهم بالقضايا، حيث أكدت قيادة كل من المجموعة الولائية للدرك بقسنطينة ومجموعة درك سوق أهراس تسجيل قضايا مماثلة ومكنت المقاربة والتنسيق بين 5 مجموعات ولائية من توقيف عناصر العصابة الإجرامية بعنابة والإطاحة برؤوس الإحتيال. * وحرص العقيد زغيدة رئيس قسم الشرطة القضائية بقيادة الدرك الوطني وهو يعرض أمس التقرير السداسي التأكيد على التنسيق بين المحققين، وحدد أولويات رجال الدرك بتفعيل العمل الإستعلاماتي والتحري وتكريس العمل الجواري، واعتبر دفتر التصريحات المتنقل الذي يستخدمه المحققون في وقائع الإعتداء وحادث مرور دون إرغام الضحية على التنقل الى مقر الدرك "تكريس للعمل الجواري".