إذا كانت عاصمة الهضاب العليا سطيف تعرف بأنها مفترق هام بين ولايات برج بوعريريج، مسيلة وباتنة فإنها ومنذ سنوات طويلة أصبحت محطة هامة لتجار الأسلحة، وتهريب الآثار والعاج، وكذا البضائع ذات الطابع الأجنبي، وسرقة السيارات، وتزوير الوثائق الإدارية، وأوكار للإجرام وللدعارة فالهدوء الذي يطبع هذه الولاية يخفي الكثير من الأسرار، وسمح موقعها الإستراتيجي على أن تكون قادرة على احتضان أهم الشبكات الوطنية، التي تعمل بالتناسق مع الشبكات الدولية تحترف الإجرام بطريقة جد محكمة. وما كشف عنه المقدم عبد القادر بن زازة قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لسطيف وضع بعض النقاط على حروف الإجرام المنظم، بهذه الولاية حيث صرح لنا "تمركز النشاطات التجارية في محور سطيفبرج بوعريريج، باتنة، ميلة والمسيلة ساعد على انتشار شبكات منظمة تسهل عمل المتهربين من الضرائب والباحثين عن الربح السريع والثراء الفاحش"، مضيفا أنه بالرغم من تضييق الخناق على هذه العصابات من طرف مصالح الأمن، إلا أنه يتم في كل مرة وقوع عمليات إجرامية نوعية، تكشف عن تولد شبكات منظمة في الظلام"، من خلال إستعانتها ب"شبكة الاتصال" و"عيون الرقابة" التي توظفها هذه العصابات، لإمدادها بكل المعلومات عن تحركات مصالح الدرك وأماكن وضع الحواجز الأمنية. وقد شهدت سنة 2009 حسب المقدم بن زازة عدة تحركات عبر الإقليم وتدخلات مكثفة في محاربة الجريمة المنظمة، تم على إثرها توقيف 3341 متورطا في مختلف القضايا فيما تم إيقاف 110 شخص خلال 24 ساعة من تواجدنا في عين المكان. وتبقى القضايا المتعلقة بالتجارة في الأسلحة والذخيرة تؤرق مصالح الدرك في الولاية، نظرا لكونها لم تعد في خدمة العصابات الإجرامية بل تصل في غالب الأحيان إلى الجماعات الإرهابية، التي تستعين بها لتنفيذ عملياتها في المناطق غير الآمنة، حيث تم تفكيك العديد من الشبكات التي كانت تنشط على محور باتنة، سطيف، بجاية، ڤالمة، عنابة، خنشلة، والبرج مع اكتشاف ورشات تصنيع الأسلحة التقليدية، إذ تم تسجيل 27 قضية، تمكنت من خلالها الوحدات المختصة من حجز 35 قطعة سلاح، مسدسات ما بين آلية وتقليدية، وبنادق صيد، 700 خرطوشة مملوءة، وحوالي ألف أخرى فارغة، 665غ من الزئبق تم من خلال هذه العمليات إيقاف 58 شخصا، وكشفت مصادر مطلعة "للشروق" أن تحريات كتيبة الدرك بولاية سطيف أسفرت إلى أن هذه الشبكات تتحرك على محاور ولايات الشرق الجزائري ولها تفرعات خارج الجزائر بالتنسيق مع شبكات مختصة تنشط على الحدود الليبية، حيث كانت تهرب مسدسات "بيريتا" إلى الجزائر عبر مصر، وتباع في معاقل الجماعات الإرهابية بمبالغ مالية تصل إلى 12 مليون سنتيم. وفي الضفة المقابلة فإن عملية تهريب الآثار والعاج بدأت تدخل في قاموس المهربين بعاصمة "عين الفوارة"، حيث تمكنت فصيلة الأبحاث للدرك مؤخرا من توقيف عصابة مختصة في تهريب الآثار، وحسب الرائد بن زازة فإن مصالح الدرك وبناء على معلومات وبعد تحري دقيق ومتابعة للعملية تمكنت من توقيف العصابة المكونة من سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 20 و50 سنة، ينحدرون من مناطق، جميلة وبني فودة، تمكنت من سرقة عدة قطع أثرية من المدينة الأثرية كويكول بجميلة، وأهمها التمثال الأكبر لآلهة الرومان يسمى "ساطورن"، كما تم إيقاف عصابة أخرى هربت 15 قطعة نقدية، حيث أسفرت العمليتين عن إيقاف 58 شخصا تم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف، والذي أمر بإيداعهم الحبس الاحتياطي، في حين بقي ثلاثة في مرحلة التحقيق، في انتظار ما يسفر عليه التحقيق ومحاكمة المتورطين، مع العلم أن هذه العصابات تعد الأولى من نوعها في سرقة الآثار وتهريبها بسطيف. وقد تمكنت مصالح الدرك الوطني خلال 24 ساعة من تواجدنا هناك من إلقاء تفكيك شبكتين للدعارة وممارسة الفسق في كل من المعبدوة والطيراي، حيث تم إيقاف 42 شخصا من بينهم قاصر. وكشف المقدم بن زازة في هذا السياق أن مصالح الدرك لسطيف تمكنت من تفكيك 80 شبكة للممارسة الفسق والدعارة خلال سنة 2009 تم من خلالها إيقاف 215 شخص. أما فيما يخص أمن الطرقات فقد كشف قائد سرية أمن الطرقات الرائد منير بشينية أن تطبيق قانون المرور الجديد سجل إرتفاعا بنسبة 84,07 بالمائة في تسديد الغرامات الجزافية، كما تم سحب 368 رخصة سياقة في ظرف 24 ساعة، أين حضرنا بعض العمليات التي تمت في عين المكان بالطريق السريع شرق غرب بسبب الإفراط في السرعة، وكما حضرنا العمليات التحسيسية التي قامت بها مصالح سرية أمن الطرقات في مختلف الطرق والغرض منها حسب الرائد بشينية هو التخفيف من حوادث المرور التي أصبحت هاجسا مخيفا لا سيما في ولاية سطيف.