منعت السلطات الصينية الجمعة الإيغور المسلمون في إقليم شينغيانغ الذي يتمتع بالحكم الذاتي من أداء صلاة الجمعة في المساجد وأرغمتهم على أدائها في بيوتهم. وفرضت سلطات الأمن الصينية سيطرتها على هذا الإقليم منذ اندلاع أعمال العنف خلال الأسابيع الأخيرة بعد ما نظمت احتجاجات وقوبلت بالقمع من طرف السلطات، مما أدى إلى مقتل وجرح المئات في صفوف المسلمين. * * ومن جهة أخرى، طلبت السلطات الصينية في كاشغار، ثاني مدن شينغيانغ، من الصحافيين مغادرة المنطقة، مع العلم أن الصين دأبت على ترحيل الصحافيين من المناطق الحساسة. * وسلط الإعلام الدولي اهتمامه على ما يجري للمسلمين داخل هذه المنطقة بعد لجوء السلطات الصينية إلى استعمال القوة المفرطة ضد هؤلاء الإيغور الذين يعانون من التهميش والذي تقول التقارير الإخبارية أنهم يشكلون 8 ملايين من مجموع سكان الإقليم البالغ عددهم 20 مليونا ينتمون إلى 47 عرقا، بينهم أكثر من 10 ملايين من عرقية الهان. * وكشفت رئيسة المؤتمر العالمي للإيغور ربيعة قدير التي تعيش في المنفى بالولاياتالمتحدةالأمريكية أن ما بين 600 إلى 800 شخص قد قتلوا في تلك الأحداث، وهي الأرقام التي فندتها السلطات الصينية بشدة وأعلنت عن سقوط حوالي 140 شخص .. * وكان الرئيس الصيني "هو جينتاو" الذي قطع مشاركته في قمة الثماني قد دعا في أول تصريح عن الأحداث، السلطات المحلية إلى عزل وضرب الجماعات الصغيرة من "مثيري الشغب"، و"توحيد وتثقيف الأغلبية" من الإيغور، واصفا ما جرى بأنه "جريمة خطيرة وعنيفة خططتها ونظمتها بدقة ثلاث قوى في الداخل والخارج". كما توعد بيان اجتماع طارئ للمكتب السياسي للحزب الشيوعي مخططي ومنظمي الأحداث بأشد العقوبات، وهي عقوبات يجب أن تصل إلى الإعدام. ولم تستبعد بكين وجود علاقة بين المؤتمر العالمي للإيغور وتنظيم القاعدة، ولكن ربيعة قدير نفت ذلك وأكدت أن عرقيتها تعرضت للقمع سنوات طويلة. وربيعة هي ناشطة صينية مسلمة، تطالب بمنح الحرية الدينية والحقوق الثقافية لعرقية الإيغور في مقاطعة شنغيانغ غرب الصين وتوصف بأنها "دلاي لاما" الإيغور. * وفي إطار ردود الفعل الخارجية، دعت تركيا مجلس الأمن الأولي إلى المسارعة بمناقشة سبل إنهاء العنف في شنغيانغ، وأعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن أسى بلاده وقلقها لتلك الأحداث وقال إن أنقرة تتابع عن كثب ما يجري في الإقليم الذي يتكلم سكانه الإيغور لغة قريبة من التركية ويرتبطون بعلاقات ثقافية ولغوية بشعوب وسط آسيا. كما أبدى وزير الخارجية أحمد داود أوغلو استعداد بلاده للتعاون مع الصين في حل الأزمة. ولكن الصين انزعجت للموقف التركي واعتبرت ما حدث شأن داخلي. * ومن جهتها دعت منظمة المؤتمر الإسلامي إلى حماية السكان المدنيين الإيغور، وحث أعضاء المنظمة ممن تربطهم بالصين علاقات وثيقة على دعم جهودها في هذا الصدد.. * ويذكر أن إقليم شينغيانغ أو كما تسمى "تركستان الشرقية" يحاذي كلا من أفغانستان وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق المسلمة: كازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان. وتحتوي هذه المنطقة القاحلة والفقيرة في حوض تاريم، على احتياطي النفط الأساسي للصين. وكانت الاضطرابات قد تصاعدت في هذه المنطقة عام1990 بعد انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان واستقلال الجمهوريات الثلاث المسلمة عن الاتحاد السوفياتي السابق. وأسفرت تلك الاضطرابات عن موت 22 شخصا بحسب مصادر رسمية، فيما أشارت مصادر غربية إلى أن العدد تجاوز 60 قتيلا. ومنذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة، كثفت بكين ضغوطها على المنطقة بذريعة مكافحة الإرهاب. وبتأييد من الولاياتالمتحدةالأمريكية، استطاعت الصين إدراج الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية احدى تنظيمات الإيغور، على قائمة الأممالمتحدة للمنظمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة. ووفق بكين فإن المنطقة تقع تحت تهديد الإرهابيين الذين يوجهون من الخارج عملاء لهم في الداخل بواسطة شبكة الانترنت.