فؤاد بوكانون روى فؤاد بوكانون أحد الجزائريين "الحراڤة" الموقوفين بإسرائيل القصة الكاملة للحراڤة الأربعة ( فؤاد بوكانون 28 سنة، عادل شريط 26 سنة، عبد العزيز ولداني 24 سنة ومحمد الطاهر خليفي 20 سنة)، الذين انطلقوا من الجزائر بحثا عن الحلم الأوروبي فانتهت بهم الرحلة خلف قضبان سجن إسرائيلي. * * وقال بوكانون في اتصال هاتفي مع "الشروق" من سجنه بإسرائيل، أنه استخرج رفقة أصدقاءه تأشيرة إلى تركيا وبينما انطلق زملاءه الثلاثة من مطار هواري بومدين، انطلق هو من مطار قرطاج الدولي بتونس، والتقى الجميع بتركيا وبإحدى الموانئ التركية تم الاتفاق مع مهرب تركي لإيصالهم إلى اليونان عبر زورق "زودياك" بمبلغ معين من المال، وهو المهرب الذي قال عنه فؤاد أن جميع الحراڤة يتعاملون معه ومعروف في عالم "الحرڤة"، وعند وصولهم إلى أثينا، سلموا أنفسهم إلى السلطات اليونانية، التي منحتهم وثائق صالحة لمدة شهر للإقامة بها ريثما يغادرون ترابها، وقبل انتهاء المهلة التي منحتها لهم السلطات اليونانية توجه فؤاد ورفاقه إلى الميناء اليوناني ولمحوا سفينة عليها الراية الإيطالية فتسللوا إليها خلسة واختبئوا بإحدى عجلات شاحنة كانت موجودة بقعر السفينة، ولما وصلت السفينة الإيطالية لليابسة خرج فؤاد ورفاقه للتسلل إليها، لكن اصطدموا بأن السفينة لم تتجه نحو إيطاليا بل تحولت نحو تركيا، مما جعلهم يعودون أدراجهم للسفينة ويطلبون من قائدها إعادتهم إلى اليونان، حيث انطلقوا إلا أن قائد السفينة وعملا بالإجراءات القانونية أبلغ السلطات التركية التي حققت معهم، ثم طلبت من قائد السفينة إعادتهم إلى اليونان، لكنه رفض فعل ذلك فورا، إلى غاية إنهاء رحلة الشحن والتفريغ وانطلق بهم نحو وجهته الثانية مصر التي حققت مع الحراڤة أيضا وعاودت مطالبة القائد بإعادتهم إلى اليونان، ومن مصر كانت المحطة الثالثة ميناء "لارنكا" بقبرص، وككل مرة طالبت السلطات القبرصية من قائد السفينة تسليم "الحراڤة" إلى اليونان، لكن القائد واصل رحلته نحو إسرائيل، وهي المحطة التي فاجأت الحراڤة، حيث اصطدموا بوصولهم لهذا الكيان، وباحتجازهم من قبل إسرائيل بالقوة للتحقيق معهم وأعطت الموافقة للسفينة الإيطالية للمغادرة، واحتج فؤاد ورفاقه على إبقاءهم بهذا الكيان وطالبوا بالمغادرة فورا، لكن الأمن الإسرائيلي أودعهم السجن منتصف ليلة الثامن مارس الماضي إلى غاية محاكمتهم، إذ سألوهم عن جنسياتهم وتوجهاتهم وأعمالهم، ودافع فؤاد ورفاقه عن أنفسهم وأكدوا لهم أنهم جاؤوا بالخطأ لهذا الكيان، وكل الدول حققت معهم وهم على ظهر السفينة إلا إسرائيل قامت باحتجازهم، واتصلوا فيما بعد بالصليب الأحمر الذي زارهم في السجن ورووا له قصتهم بالكامل، لتتم تبرءتهم في أواخر شهر ماي ومطالبتهم بمغادرة إسرائيل، لكن فؤاد ورفاقه طالبوا بإعادتهم إلى الجزائر أو إلى اليونان حيث كانوا، خاصة وأن السفينة التي كانوا على متنها غادرت ميناء إسرائيل، فأودعهم الأمن الإسرائيلي في مركز للاجئين ريثما يساعدهم الصليب الأحمر في المغادرة، وتم فيما بعد استخراج تصريح بدخول الأراضي الأردنية على أن يتم ترحيلهم إلى الجزائر هذا الأسبوع. * وقال فؤاد بنبرة يكتنفها الندم، أنه شاهد أوروبا وعرف زيف الحلم الأوروبي، وأكد على أنها أول وآخر رحلة تقوده نحو الضفة الأخرى، مشيرا إلى أن كلامه ينطبق على كلام أصدقاءه الذين عانوا ويلات البطالة في الجزائر فوجدوا أنفسهم في سجن إسرائيلي عن طريق الخطأ، وأضاف "صراحة كنا مهابل يكذب عليك ماكانش كيما الجزائر"..