علمت الشروق اليومي، من مصادر موثوقة، أن غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء الجزائر العاصمة، ستنظر خلال الأيام القليلة القادمة، في إحدى القضايا الإرهابية المتعلقة بالانتماء إلى جماعة إرهابية وحيازة متفجرات تقدر بحوالي 900 كلغ، للفصل في إحالة المتابعين في القضية على محكمة الجنايات بالعاصمة بعدما انتهى التحقيق فيها مؤخرا، من قبل قاضي تحقيق الغرفة الأولى بمحكمة سيدي أمحمد الذي أرسل مستندات القضية إلى غرفة الاتهام للنظر في الإحالة. هذه القضية التي تتعلق بشبكة إرهابية تنشط بجبال تيزي وزو، كان المتهم الرئيسي فيها (ح.عمر)، البالغ من العمر 32 سنة، من مدينة دلس بولاية بومرداس، الموقوف في سجن سركاجي حاليا يقوم بجلب المواد الكيميائية التي تستخدم في المتفجرات حتى وصلت الكمية إلى 900 كلغ، كانت الجماعات المسلحة تحتفظ بها قصد تفجير مناطق حساسة بالعاصمة واستخدامها في العمليات الإرهابية، حيث كان يجلب المواد الكيميائية المتفجرة من إحدى المؤسسات العمومية بمساعدة إطار سابق يعمل فيها وهو الآن قيد البحث ومازال في حالة فرار، وهذا عن طريق سكرتيرة كانت تشتغل بوكالة لتوزيع المواد شبه الصيدلانية الكائن مقرها بالرويبة، والتي هي من كانت تساعد المتهم (ح. عمر) في الفوز بصفقة المواد المتفجرة، وهي الأخرى مازالت في حالة فرار. وذكر في القضية أيضا، أمير الجماعة الإرهابية بجبال تيزي وزو، الذي كان ينشط معها المتهم الموقوف رفقة أخيه الأكبر، الذي التحق مبكرا بالعمل المسلح، وقد صدر ضدهما أمرا بالقبض. وحسب المعلومات المتوفرة، فإن المتهم (ح. عمر) ألقي عليه القبض بداية العام المنصرم، وهو شخص معروف عن عائلته بانخراط عدد من أفرادها ضمن الجماعات الإرهابية بجبال تيزي وزو، وقد اختفى عن الأنظار خلال فترة أدائه للخدمة العسكرية منتصف التسعينيات، ومنذ ذلك الحين، لم يعرف له خبر، وأدرج في عداد المفقودين بمدينة دلس، إلى أن ظهر مؤخرا وهو يملك عدة سيارات فخمة ومحلات تجارية بولاية تيزي وزو، وهو شخص معروف عن عائلته الفقر المدقع، ما جعل الشكوك تحوم حوله، وعلى إثر هذه المعطيات قامت عناصر الأمن بالتحقيق في مصادره المالية، وهنا تم اكتشاف علاقته الفعلية بالجماعات الإرهابية، وبعد التأكد من المعلومات الواردة عنه ألقي عليه القبض ليحال على التحقيق بمحمكة سيدي أمحمد. بهذا الصدد وحسب ماجاء على لسان المتهم (ح. عمر) أثناء التحقيق معه، فإن اتصالاته الأولى بالجماعات الإرهابية التي تنشط بجبال تادميت، كانت بواسطة أخيه الذي كان عنصرا بارزا ومهما بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، وكانت أولى العمليات التي أوكلت للمتهم (ح. عمر)، عبارة عن اختبار له ولولائه لهم، حيث كلف باقتناء العتاد شبه الطبي البسيط، المتمثل في الضمادات والأدوية الخاصة بالإسعافات الأولية، من أجل تلبية حاجات الجماعة في الجبال، وحدد له مكان الاقتناء عن طريق وكالة لتوزيع المواد شبه الصيدلانية الكائنة برويبة. وهكذا نجح في أول عملية، كررها عدة مرات، إلى أن كلف بمهمة أخرى، تتمثل في اقتناء كمية من المواد المتفجرة التي تستعملها الجماعات المسلحة في عملياتها التفجيرية، وعمل على جلب الطلبية من ذات الوكالة بالرويبة، وهي عبارة عن مواد كيميائية يستخدمها الإرهابيون لصناعة المتفجرات، في البداية كانت الكمية بسيطة ومنحت له 8 كلغ، ثم ثاني مرة اشترى حوالي 20 كلغ، ولما برهن على ولائه ونجاحه في تموين الجماعات الإرهابية بالمواد الصيدلانية والمواد الكيميائية المعدة لإنتاج المتفجرات، طلب منه أمير الجماعة أن يحضر لهم كمية كبيرة تقدر ب200 كلغ، وهنا رفض مسير الوكالة شبه الصيدلانية تسليمه الكمية لضخامتها، ولكن المتهم (ح. عمر)-حسب تصريحه- تفاجأ باتصال سكرتيرة المسير به، مبدية له استعدادها لتوفير تلك الكمية على أن يكون ذلك مقابل مبلغ مالي، ويكون مصدر المادة المطلوبة لصناعة المتفجرات في مؤسسة عمومية التي تملك كمية هائلة من المواد الكيميائية، وان يكون الاتصال عن طريق أحد الأشخاص، وهو إطار سابق بذات المؤسسة، وبعد التفاوض على المبلغ المالي تمكن هذا الأخير من الحصول على الكمية المطلوبة 200 كلغ، وهكذا تكرر التعامل مع نفس الأشخاص من قبل المتهم الذي تمكن أخيرا من اقتناء كمية ضخمة من هذه المادة المحظورة، حيث بلغت الكمية حوالي 900 كلغ، وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطها مخبأة داخل مستودع كبير قام بتأجيره المتهم (ح. عمر) بمنطقة الثنية، هذه العملية كان يعول عليها من أجل استخدامها في عمليات تستهدف منطقة العاصمة، وهي تكفي لوحدها لتفجير العاصمة، وبعد إحالة المتهم على وكيل الجمهورية للتحقيق معه اعترف بكل الوقائع المنسوبة إليه، وأضاف عليها معلومات أفادت سير التحقيق عن الجماعات التي كان ينشط معهم، غير انه تراجع عن تصريحاته في الموضوع، ليتم إقفال التحقيق وتوجيه الاتهام إلى خمسة متهمين، أربعة منهم في حالة فرار والخامس موقوف بسجن سركاجي هو(ح.عمر) 32 سنة، سيتابعون بجناية تكوين جماعة أشرار والانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة وتموين الجماعات الإرهابية وحيازة المتفجرات.