فصل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بصفة نهائية، بعد أزيد من 5 أشهر من شغور منصب المدير العام للجوية الجزائرية، في مصير هذا المنصب بتعيين عبد الوحيد بوعبد الله، خلفا للراحل الطيب بن ويس. تعيين عبد الوحيد بوعبد الله، نائب حزب جبهة التحرير الوطني في المجلس الشعبي الوطني، في العهدة التشريعية السابقة، وأحد أبرز إطارات الحزب العتيد على رأس الجوية الجزائرية، وإن كان يخضع للتعيين بموجب مرسوم رئاسي، فإن رئيس الجمهورية لم يعلن عن القرار في آخر اجتماع للوزراء المنعقد يوم الأربعاء الماضي، ضمن ما يعرف بباب القرارات الفردية التي رسم فيها عدد من القرارات المتخذة في وقت سابق، ما يعني أن الرئيس يدرج مثل هذه التعيينات في خانة تنظيم الأمور المصيرية في أهم المؤسسات الاقتصادية. هذا التعيين الذي يحمل أهمية كبيرة بالنظر الى أهمية المنصب، يجعل من مهمة عبد الوحيد بوعبد الله الذي سبق له وأن أشرف على تسيير أكبر مؤسسة وطنية عمومية "كوسيدار"، لن تكون سهلة أبدا كونه يتولى شركة الخطوط الجوية الجزائرية، وهي ملزمة على رفع التحدي وتجاوز عدد من المشاكل التي تتخبط فيها كمسألة التأخر في الرحلات ولو أنها علقت دائما على مشجب الأسباب "الخارجية". تفويض بوعبد الله مهمة تسيير مؤسسة الخطوط الجوية الجزائرية، يأتي في ظرف تقول فيه آخر الأرقام، أن هذه المؤسسة تضمن 6.5 ملايين مقعد سنويا 44 بالمائة منها على الشبكة الداخلية التي تضمن 12 بالمائة فقط من المداخيل. كما تأتي وأسطول المؤسسة يضم 31 طائرة بمعدل عمر أربع سنوات، وتنوي على المدى المتوسط اقتناء 11 طائرة جديدة، خمس منها متوسطة الحجم وأربع طائرات من نوع "آ تي أر" للنقل الجهوي وطائرتان من الحجم الصغير. كما يصادف تولي بوعبد الله منصبه الجديد، عزم السلطات فتح السوق في هذا المجال بالشروع تدريجيا في رفع القيود عن ميدان النقل الجوي، حيث سيتم الإعلان عن مناقصة بغية السماح لشركات جوية خاصة أخرى، دخول المجال لضمان ربط المدن الجزائرية بواسطة طائرات تتسع ل25 مسافرا، كما يتزامن تعيينه على رأس الخطوط الجوية الجزائرية، وهذه الأخيرة مطالبة بضرورة توفير أفضل الخدمات للزبائن وبأسعار تنافسية، في ظل الحديث عن انه من بين الشركات الأجنبية ال15 العاملة في الجزائر، طلب أكثر من نصفها، السماح لها برفع حجم رحلاتها.