شرعت وزارة المالية بداية من الأحد في تسوية ديون الفلاحين المقدرة ب41 مليار دينار، فقد تلقى العشرات من الفلاحين عبر الولايات مراسلات تفيد بأن ديونهم تمت تسويتها، تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية القاضي بتسوية ديون كافة الفلاحين والموالين في تجمع نشطه بولاية بسكرة بداية شهر فيفري الماضي. * * وتحتل ولاية بسكرة قائمة الولايات من حيث قيمة الديون، على اعتبار أنه كان لديها حصة الأسد من أموال الدعم الفلاحي، فقد أفادت مصادر موثوقة رفضت الكشف عن هويتها، بأن أزيد من 2000 فلاح في هذه الولاية وحدها حصلوا على أموال الدعم الفلاحي، ومرد ذلك في تقدير الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين محمد عليوي، إلى كون بسكرة معروفة بطابعها الفلاحي، وبنشاط فلاحيها، خصوصا في مجال غراسة النخيل التي تتميز بها المنطقة. * وتليها ولايات تيارت وتبسة ومعسكر وتسمسيلت التي واجه الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي جملة من المشاكل بها، بسبب رفض الفلاحين تسديد الديون التي حصلوا عليها بغرض استثمارها في المجال، في حين أن نسبة لا بأس بها من تلك الديون تم استغلالها في تشييد السكنات واقتناء السيارات، وهو ما جعل الصندوق يواجه مشاكل مالية صعبة كادت تؤدي إلى تصفيته، بعد أن فاقت قيمة تلك الديون 19 مليار دج. * وفي تقدير محمد عليوي فإن تصفية كافة الملفات العالقة على مستوى بنك الفلاحة والتنمية الريفية، وكذا صندوق التعاون الفلاحي لن تستغرق أزيد من ثلاثة أشهر، على اعتبار أن كافة الملفات تمت دراستها مسبقا، كما أن الفئات المعنية بمسح الديون معروفة، وهي تضم كل الأشخاص الذين يحملون بطاقة فلاح، في حين تم استثناء أصحاب القروض الإيجارية، وكذا أعضاء المجلس الإداري لصندوق التعاون الفلاحي، رغم أنهم ينشطون في القطاع، واستثمروا القروض التي حصلوا عليها في المجال، إلى جانب إقصاء قروض الرفيق وكذا القروض البنكية التي تم الحصول عليها خلال هذا العام. * ومن جانبه نفى الناطق باسم اتحاد الفلاحين الأحرار قايد صالح وجود ما تمت تسميتهم بالفلاحين المزيفين، مؤكدا بأن قوائم الفلاحين الذين حصلوا على قروض في إطار الدعم الفلاحي موثقة من قبل الجهات المعنية، إلى جانب مديريات الفلاحة، وتتوزع تلك الديون ما بين الضرائب والأتاوات وكذا صندوق التأمينات، وتشمل العملية 182 ألف فلاح على المستوى الوطني، من مجموع 1 مليون و100 ألف فلاح، من ضمنهم 125 فلاح حصلوا على قروض من بنك الفلاحة والتنمية الريفية بمجموع 22 مليار دج، في حين حصل حوالي 50 ألف فلاح على قروض من صندوق التعاون الفلاحي بقيمة حوالي 19 مليار دج.