الحج مهدد بوباء انفلونزا الخنازير في اتصال هاتفي أجرته الشروق اليومي نهار أمس مع الدكتور عمر بوشاقور المكلف ضمن لجنة طبية بمراقبة حجيج ولاية تبعد عن مقر سكناه قسنطينة وهي مدينة عنابة، استخلصنا نموذجا عن نوعية حجيج 2009، الذين سيكونوا ضمن زوار الرحمان.. * * فمن ضمن حوالي 460 حاج، الذين تكفل بتشخيص حالاتهم الصحية ومعاينة أبدانهم وحالاتهم النفسية، أكد أن 90 بالمائة منهم مصابون إما بالسكري أو بارتفاع الضغط دون علم الكثير منهم، وهو ما يجعل رحلتهم لأداء الفريضة محفوفة بالمخاطر.. وتجد اللجان الطبية صعوبة في منح هؤلاء الحجيج الدفاتر الطبية لأن معظمهم في حاجة إلى الذهاب للطبيب، فهم في حالة مرضية مزمنة.. خاصة وأن معدل أعمار حجيج عنابة بلغ 70 عاما .. ولاحظ انعدام الشباب رغم أن الاستطاعة متوفرة لدى الكثير من الشباب من حيث الصحة والمال .. ومازال الجزائريون لا يحجون إلا في أرذل العمر عكس بقية الأمم، بينما نرى عكس ذلك في مناسك العمرة.. ومفروض على الكثير من الحجاج التعاطي الدائم للدواء حتى يتمكنوا من الحصول على دفاترهم الطبية.. كما قال ذات الطبيب بأن الكثير منهم بفعل السن يعانون من اضطرابات نفسية وصلت درجة فقدان الذاكرة والنسيان إلى درجة أن البعض منهم لا يعلم أصلا أنه مقبل على أداء فريضة الحج والمشكلة الكبرى أن البعض سيرحل إلى الحج لوحده دون مرافق. * وكان الدكتور "عمر بوشاقور" ضمن الوفد الطبي عام 2005، واقتنع أن الملاحظة التي قدمها السعوديون عن نوعية الحجيج الجزائريين، كانت في محلها لأن الشيخ الكبير الذي ربما لم يسبق له وأن غادر الجزائر وحتى دشرته، سيصطدم بالزحمة والحرارة وأيضا بالتطور التكنولوجي الموجود في البقاع المقدسة وهو ما يجعل الكبير في السن والأمي يتيه لأنه يجد عالما غير عالمه الضيق الذي يعيش فيه، فالبقاع المقدسة ليس كما يفكر كبار السن أرض قاحلة يسهل التحرك فيها وكثيرا ما يعود حجاج دون أن يؤدوا مناسك الحج أو الكثير من شعائرها.. يذكر أن عددا كبيرا من الأمراض أسقطت ضمن الاستطاعة بالنسبة للحجيج مثل الأمراض العقلية وانسداد شريان القلب والرئة والربو والسل وحالات الشلل الكلي أو النصفي وأضيف لها هذا العام أنفلونزا الخنازير.