الأنفلونزا تهدد موسم الحج ؟ الوباء العابر للقارات أنفلونزا الخنازير..أصاب الآلاف فأثار مخاوف الملايين في حين اعتبره البعض مجرد طعم طبخته المخابر العالمية للأدوية وغذته الضجة الإعلامية التي ضخمته وهولّته.. * * وبين المهول والمهون لفيروس "أيتش1أن1" برز طرح ثالث دفع ببعض الحكومات الإسلامية لإلغاء موسم العمرة وفتح نقاش فقهي بين العلماء والمفتين وإثارة جدل جاد بين المسؤولين عن دوائر الشؤون الدينية في البلاد الإسلامية والمختصين في الطب وعلم الأوبئة والفيروسات.. * هل يجوز إلغاء موسم العمرة كما أمرت الحكومة التونسية مواطنيها وأجبرتهم على عدم التوجه للبقاع المقدسة؟ وهل سيقتدي علماء وفقهاء الجزائر بعلماء الأزهر الذين نصحوا المصريين الراغبين في الحج هذه السنة بتأجيل مشروعهم للسنة المقبلة..؟ أم أن قضية وباء أنفلونزا الخنازير وإلغاء موسم الحج مجرد زوبعة في فنجان؟ أم أنها مؤامرة نسجها الحاقدون على الإسلام وينفذها العملاء في بلاد الإسلام..؟..هي أسئلة الجدل الفقهي والنقاش الذي أثاره وباء أنفلونزا الخنازير طرحناها على علماء وفقهاء الجزائر..وهي أيضا مخاوف الجزائريين من إجبارهم على عدم إتمام دينهم بأداء الركن الخامس للإسلام هذه السنة، نقلناها للمسؤولين وأصحاب القرار..وكذا تساؤلات علمية وتقنية أجابنا عنها الأطباء والخبراء.. * * الشيخ شيبان: "وزارة الشؤون الدينية هي المخولة الوحيدة للفصل في القضية.." * أوضح الشيخ عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن قضية الإفتاء بإلغاء موسم الحج أو تأجيل العمرة بالنسبة للجزائريين تخوفا من انتقال وباء أنفلونزا الخنازير عن طريق الحجاج الجزائريين العائدين من البقاع المقدسة إثر احتكاكهم بالحجاج الوافدين إلى المملكة العربية السعودية من جميع أصقاع العالم والمحتمل أن يكون بينهم مصابين بفيروس "أيتش1أن1" هي قضية حساسة جدا والفصل فيها من صلاحيات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية. * كما أكد الشيخ عبد الرحمان شيبان أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين جاهزة لتقديم آراء علماء الجمعية للوزارة الوصية حول الموضوع كاستشارة إن استدعى الأمر ذلك، ولكن في إطار رسمي، مشيرا إلى أن القاعدة العامة واضحة وهي حديث النبي صلى الله عليه وسلم "إذا دخل الطاعون أرض قوم فلا تدخلوها وإذا كنتم فيها فلا تخرجوا منها" إلا أن الإفتاء في المسألة يستدعي أخذ القاعدة العامة ودرس القضية بالتفصيل مع أهل الذكر والاختصاص والجهات المسؤولة في أطر رسمية. * * غلام الله: "لا رجعة في إرسال الجزائريين للحج.." * وصرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف على هامش يومين دراسيين حول تشييد جامع الجزائر الأسبوع الماضي بدار الإمام أن وباء أنفلونزا الخنازير لن يمنع الجزائريين من التوجه إلى البقاع المقدسة وأداء مناسك الحج قائلا "لا يمكن التراجع عن إرسال حجاجنا للبقاع المقدسة لأنه ليس ظهور حالة إصابة يمنع إرسال الحجاج الجزائريين إلى المملكة العربية السعودية". * وشدد الوزير في معرض حديثه على أن قرار إلغاء موسم الحج بالنسبة للجزائريين غير وارد تماما خاصة وأن الجزائر لها إمكانيات كافية ومخزون من الأدوية العلاجية للسيطرة على أي حالة مشتبه في إصابتها بفيروس "أيتش1أن1" وهذا ما أثبتته الفرق الطبية الجزائرية التي تكفلت بحالة السيدة الجزائرية المصابة بالفيروس والقادمة من "ميامي"، مؤكدا أن البعثة الطبية المرافقة للحجاج الجزائريين ستتابع عن كثب صحة حجاجنا ككل سنة بل ستُجهز بالأقنعة والأدوية الضرورية لحماية الحجيج الجزائريين الذين سيؤدون مناسك الحج في ظروف عادية ككل سنة ونسأل الله أن يتقبل من الجميع على حد تعبيره. * * الشيخ شمس الدين: "هي مؤامرة ضد الإسلام فاحذروا.." * ووصف الشيخ شمس الدين بوروبي الجدل الدائر حول إلغاء موسم الحج والعمرة بسبب وباء أنفلونزا الخنازير بالهجمة الغربية الخطيرة والخطة الصهيو صليبية التي تستهدف النيل من الإسلام وضربه في أحد أهم مقوماته وأركان الشريعة الإسلامية، مفتيا بعدم جواز إلغاء موسم الحج أو العمرة بسبب وباء أنفلونزا الخنازير. * وأضاف الشيخ شمس الدين "تاريخ البشرية لم يُسجل أبدا أن اجتماع الحجيج بصعيد واحد كان سببا في انتشار أي وباء أو مرض خاصة وأن الحاج يتطهر قبل دخوله مكة والحرم ويتوضأ على الأقل خمس مرات في اليوم" متسائلا "لماذا الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تلغ أي تظاهرة رياضية أو ثقافية تقام على أرضها رغم أن أنفلونزا الخنازير أصاب الآلاف من سكانها وقتل المئات بل أغلب الحالات المسجلة في الدول الإسلامية قادمة من أمريكا ولا أحد طرح قضية الإفتاء بتحريم السفر إلى أمريكا". * * الدكتورة عمراني: "عدم إرسال الجزائريين إلى الحج مسؤولية مشتركة.." * أما الدكتورة سامية عمراني المنسقة مع المنظمة العالمية للصحة وممثلة خلية الأزمة المنصبة من قبل وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لمتابعة تطور وباء أنفلونزا الخنازير ومواجهته، أكدت أن قرار عدم إرسال الجزائريين للبقاع المقدسة لأداء مناسك الحج هو قرار جماعي بين مجموعة من الهيآت في مقدمتها الديوان الوطني للحج والعمرة ووزارة الشؤون الدينية وحكومات الدول الإسلامية والمملكة العربية السعودية والمنظمة العالمية للصحة. * كما أشارت إلى أن أول دفعة من اللقاح المضاد لفيروس "أيتش1أن1" في حال اكتشفاها والتي ستقتني منه الجزائر الكمية الكافية ستوجه ل36 ألف حاج جزائري في حال اكتشافه قبل انطلاق موسم الحج، مضيفة أن جميع الإجراءات الوقائية متخذة كتلقيح الحجاج باللقاح المضاد لأنفلونزا الموسمية وتزويد البعثة الطبية للبقاع المقدسة بعلب من دواء التامفلو والأقنعة مطويات التوجيهات والنصائح. * * بربارة الشيخ: "أستبعد إلغاء موسم الحج ونحن مستعدون لحماية حجاجنا.." * استبعد بربارة الشيخ مدير الديوان الوطني للحج والعمرة إمكانية إلغاء موسم الحج نتيجة التخوف الزائد عن حدوده من انتشار وباء أنفلونزا الخنازير في ظل اجتماع ملايين المسلمين في صعيد واحد بالبقاع المقدسة، مؤكدا أن هناك عشرات الحلول لتخفيض حدة هذا التخوف قبل اتخاذ قرار إلغاء موسم الحج. * وقال بربارة "إن الجزائر اتخذت جميع التدابير والإجراءات اللازمة لحماية ووقاية حجاجنا من فيروس "ايتش1أن1" وجميع الأمراض والأوبئة الأخرى التي يمكن أن يحملها حجاج بعض الدول الإسلامية في إفريقيا أو شرق آسيا وتنتقل إلى الحجاج الجزائريين الذين سيُلقحون بجملة من اللقاحات الضرورية ضد عدد من الأمراض المعدية، ونحن مستعدون لتلقيح 36 ألف جزائري المقبلين على الحج هذا الموسم باللقاح المضاد في حال اكتشافه قبل انطلاق موسم الحج". *