صورة من الارشيف يقترب موعد معرض الجزائر للكتاب المقرر في طبعته الرابعة عشرة في الفترة الممتدة من 27 أكتوبر إلى 6 نوفمبر القادم، تحت إشراف وزارة الثقافة، ومع اقتراب الموعد يزداد سباق دور النشر لطرح جديدها، الذي أضحى فرصة الناشرين الوحيدة تقريبا في الجزائر لتقديم جديدها. * * المعرض هذا العام تكتسيه خصوصية تعود لجملة من المتغيرات التي طرأت أو تزامنت مع الحدث، وفي مقدمتها ماحدث في نقابة الناشرين، التي أطاحت أو بالأحرى مكنت رئيسها من منصب محافظ معرض الجزائر، وما أثاره من تداعيات، مازالت سارية المفعول بين الناشرين، حيث تشير آخر الأخبار إلى أن جهات نافذة بوزارة الثقافة دعت مجموعة من الناشرين للتسريع بإيجاد تنظيم جديد للناشرين. * وحسب مصادر الشروق وعدت هذه الجهات الناشرين بتسهيل مهمة الحصول على الاعتماد في أقرب الآجال، والعارفين بخبايا ساحة النشر والكتاب في الجزائر، يؤكدون أن جزء من الصراع الذي يثار داخل النقابة ليس بسبب المناصب أو حتى رئاسة النقابة بقدر ما هو في عمقه صراع من أجل المال وريع الدولة، التي قدمت دعما كبيرا لسوق الكتاب ورغبة كل ناشر في الاستئثار بأكبر قدر ممكن من الكعكة. * أما الجزء الآخر من الصراع فهو السعي لكسب مناطق النفوذ بين المعربين والمفرنسين الذين عادوا بقوة إلى النقابة ومنها إلى لجنة تحضير معرض الكتاب، التي عقدت آخر إجماع لها منذ يومين لرسم آخر التحضيرات بما فيها الإعلان عن استضافة فلسطين كضيف شرف.. * ودخلت دور النشر سباق إنهاء جديدها الذي يتراوح بين المذكرات والرواية، التي تدخل هذا العام سباق البوكر بأربعة أعمال، فدار القصبة تعتزم طرح مذكرات الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، التي يتوقع لها أن تثير الكثير من النقاش بالنظر لمكانة صاحبها. في نفس السياق تطرح المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار مذكرات العداء الأسبق نور الدين مرسلي. من جهتها تدخل منشورات الاختلاف المعرض بأكثر من 60 عنوانا جديدا، أبرزها رواية أمين الزاوي الجديدة "شارع إبليس"، التي تدخل سباق جائزة البوكر العربية، بالإضافة إلى رواية "حروف الضباب" للخير شورا و"يوم رائع للموت" لسمير قاسمي، وهي الروايات الثلاث التي رشحتها الاختلاف لأكبر جائزة عربية. * أما منشورات "البيت" لصاحبها أبو بكر زمال فتدخل المعرض ب 12عنوانا جديدا أبرزها الرواية الأخيرة لعز الدين ميهوبي "اعترافات أسكرام"، التي تدخل هي الأخرى سباق "البوكر" العربية، إضافة للأعمال الكاملة لعز الدين المناصرة، الذي سيكون حاضرا في معرض الجزائر، كما ستدخل الدار بمشروع مشترك مع منشورات البرزخ "المكتبة العربية" ينتظر أن تصدر في إطار سلسلة النص المصري للشاعر اللبناني اسكندر حبش ورواية الحفيدة الأمريكية العراقية إنعام كاجي جي، وديوان الشاعرة سليمة رحال "البدء"، وكذا إصدار "السلسة الطائرة" وهي مجموعة نصوص موزعة بين القصة والشعر تقدم في طباعة فاخرة وفنية تتضمن مجموعة من الأسماء منها إبراهيم صديقي، بوزيد حرز الله، عبد الوهاب تمهاشت، الخير شوار، عادل صياد... * هذا إلى جانب كتاب "إخواءات محمدية" لمدير المجلة الألمانية "فكر وفن" ستيفن فايدر، الكتاب الذي سيصدر في طبعة جزائرية بالاتفاق مع مدير دار"الجمل" التي أصدرته أول مرة، وهو كتاب ينتظر أن يثير عنوانه بعض التحفظ لأنه في الأصل مجموعة من الرحلات، التي قام بها الكاتب لمجموعة من الدول العربية والإسلامية، ومنها الجزائر وفيه يقدم نظرة وفهما مختلفا للإسلام. * معرض الجزائر يأتي وسط إجراءات جديدة للوزارة وقانون المالية التكميلي، الذي فرض إجراءات جديدة في التعامل مع المستوردين وهي كلها أشياء بإمكانها أن تلقي بظلالها على أهم موعد ثقافي في الجزائر. *