أعطت السبت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، شارة الانطلاق لطبعة جديدة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف، أين التقى شمل الفنانين الذين وهبوا حياتهم للخشبة والأكاديميين الذي اختاروا عالم البحث والتطوير بأولئك الذين ساهم التلفزيون في صقل شهرتهم، ولكنهم ظلوا أوفياء لأبي الفنون. * * كرم المهرجان هذه السنة وجوها جزائرية وعربية كثيرة. التقت "الشروق" ضيوف الجزائر من مصر وسوريا والأردن فكانت هذه التصريحات. * * حبيب رضا (الجزائر): * * تكريمي في هذه الطبعة من المهرجان شرفني كثيرا وأفرحني اهتمام الجيل الصاعد بهذا الفن النبيل الذي يعد رسالة إنسانية صالحة لكل زمان ومكان. جاهدت بالأمس من اجل تحرير الجزائر رفقة إخواني وأخواتي واليوم جهاد آخر للحفاظ على الهوية الثقافية وحمايتها من الانسلاخ والاندثار. * * اشكر من تذكرني وليبق المسرح الجزائري شامخا يعبر عن هموم المواطن الجزائري والإنسان بشكل عام. * جلال الشرقاوي (مصر): * * اعتبر هذه الزيارة الأولى إلى الجزائر تقصيرا مني شخصيا ومن أبناء جيلي من المثقفين والمسرحيين المصريين، ذلك أنها كانت دائما في قلوبنا وكانت مثلنا الأعلى في النضال والانتصار. ولا تزال رائعة عبد الرحمن الشرقاوي "جميلة بوحيرد" تدرس في المعاهد المصرية. الحمد لله وجدت الجزائر كما تخيلتها رائعة بأرضها الطيبة وبشعبها الذي احتضننا بصدر رحب منذ وطأت أقدامنا أرضية المطار. * * * * سيد أحمد أقومي (الجزائر) * * لأول مرة أقوم بمهمة التحكيم، وأعتبر ترأسي للجنة التحكيم في مهرجان المسرح المحترف مسؤولية وفي نفس الوقت "العودة" بعد قطيعة الغربة، أتمنى أن ألتقي جيلا جديدا من الممثلين والمخرجين وكتاب النص المسرحي. * * سأعود إلى لقاء رفقائي المسرحيين الذين أشتاق إليهم. وأيضا هي فرصتي للتعرف على مستوى الفن الرابع في الوطن العربي. * * * عبد الرحمان أبو زهرة (مصر) * * أذكر أني كرمت في الجزائرعام 1962 من طرف الرئيس بن بلة احتفالا بعيد الاستقلال. وأنا أعود اليوم إليها، أحسست أني قروي في المدينة، لقد تغير كل شيء. تقدم واضح في كل المجالات. لقد تنسمت الحرية منذ نزلت الطائرة. وبالنسبة لتكريمي في المهرجان الوطني للمسرح المحترف فهذا شرف لي، ذلك أن هذا التقليد وجد ضالته واكتسب سمعة طيبة وصلت إلى مصر حتى أصبح فرصة ثمينة للتلاقي. * * * * اسكندر عزيز (سوريا) * * الحمد لله ان أتيحت لي هذه الفرصة، لأزور بلدا عزيزا على قلبي، ظل منذ صباي حلما كبيرا. اليوم تحقق الحلم وها أنا أعود بالذاكرة إلى عرض "ثمن الحرية " من طرف الدكتور إسماعيل براق في سوريا في السبعينيات بحضور أمحمد بن قطاف وياسمين رحمها الله. * * فعلا الجزائر في قلب كل عربي، ذلك أن الثورة الجزائرية كانت ولا تزال درسا للعالم أجمع. * * * * صباح الجزائري (سوريا) * * رغم انفصالي عن الخشبة لمدة 25 سنة إلا أن تكريمي في هذا المهرجان شرف كبير لي. للأسف لا زالت أمنية العودة بعمل قوي إلى المسرح بعيدة عن التحقيق في ظل واقع هذا الفن الذي قتلته المناسباتية في اغلب الأحيان وسيطر عليه الارتجال. لجوء السواد الأعظم من الممثلين إلى التلفزيون أو السينما سببه الأساسي ضعف الفعل المسرحي. ووجودي هذه الفترة في الجزائر سيمكنني لامحالة من اكتشاف الممارسة المسرحية في الجزائر. * * * مجد القصص (الأردن) * * فرحت كثيرا بتكريمي في المهرجان بعد أن كنت العام الماضي عضوا في لجنة التحكيم. فعلا تمكنت العام الماضي من اكتشاف طاقة شبابية وجمالية تطمئن وتنبئ بعودة جديدة وسليمة إلى أحضان الفن الرابع. * * ورغم أنني كرمت في مهرجانات مسرحية عربية عديدة كمهرجان قرطاج (تونس) ومهرجان المسرح العربي بالقاهرة، غير أن تكريمي في الجزائر يحمل طعما خاصا، لأنه بلد المليون ونصف مليون شهيد. * * طعم بمذاق الحب والكرم والاحترافية التي لا يضاهيها مثيل في أي دولة أخرى. أتمنى أن تكون هذه الطبعة مليئة بالإبداع الهادف. * * * * سميحة أيوب (مصر) * * وأنا أزور الجزائر للمرة الثالثة أحس أني غادرت بيتي واليوم عدت إليه. نفس الحرارة والاستقبال بنفس الحب والشفافية. الشعب الجزائري عظيم ولا أحس بحالة الإشباع إلا عندما أرتوي من مشاهدة العروض المسرحية الجزائرية المميزة التي طالما أبهرت الجميع من خلال مشاركتها المستمرة في المهرجانات. ومهرجان المسرح المحترف الذي اختارني صديقة استطاع أن يؤسس جسرا صلبا بين الإبداع المغاربي والعربي.