أرشيف ميناء المدينة تحت الرقابة وسفينة المغتربين وصلت تحت التهديد بالإلغاء علمت الشروق اليومي أن قوات مكافحة الشغب التي تدخلت لفك الاشتباكات مع المحتجين في الغزوات بتلمسان أول أمس، ألقت القبض على 10 أشخاص. * * علما أن مصادر موثوقة من عين المكان بررت التصاعد المفاجئ في الأحداث عقب مصرع 16 شخصا في حادث مرور أليم، بسريان حديث قوي وتناقل خبر فرار مرافق سائق الشاحنة من سرير المستشفى لوجهة مجهولة، في حين تحدثت أطراف أخرى أن "أشخاصا هرّبوه كي لا يتعرض للأذى، حيث كان يعوّل عليه كثيرا في كشف الأسباب الحقيقية لأنه شاهد عيان". * المواطنون خرجوا في مظاهرات عارمة أحرقوا على إثرها العجلات المطاطية وشلوا كل المنافذ التي تؤدي إلى الدائرة، وطالبوا بحضور الوالي على الفور لفتح تحقيق مع قاطرات الموت الممتهنة لحرفة تهريب المازوت التي أضحت تشكل تهديدا كبيرا على حياة المواطنين. الشروق اليومي انتقلت إلى عين المكان وحاولت الوقوف عند الأسباب المباشرة التي أدت لظهور المناوشات، علما أن بداية الغضب الشعبي كانت بحرق الشاحنة المتوقفة بمحاذاة مقر أمن الدائرة التي تسببت في مقتل شاب بسيدي اعمر، كان على متن دراجة نارية، وواصلوا مسيرتهم الاحتجاجية إلى وسط المدينة وأحرقوا المتاريس في وسط الطرقات وكسروا زجاج مركز الضمان الاجتماعي ومقر البلدية والمحكمة، كما حاولوا اقتحام مركز الأمن، أين اعترضت طريقهم قوات الأمن ويتقدمهم رئيس أمن الدائرة قبل وقوع مناوشات بين الطرفين، رشق على إثرها المتظاهرون الشرطة بالحجارة، رد عليها هؤلاء باستخدام المولوتوف والغازات المسيلة للدموع، ما أدى لإصابة شابة بحروق بالغة الخطورة على مستوى الوجه، نقلت على جناح السرعة إلى مستشفى الغزوات لتلقي الإسعافات الأولية. * ولم يجد أعوان الأمن طريقة للاحتماء من جحافل الشباب الغاضب سوى اللجوء إلى المسجد الكبير، حيث فرضت عليهم محاصرة شديدة وتعرضوا للسب والشتم لعدة ساعات، حتى مجيء التعزيزات الأمنية، أين تتبع الغاضبون أعوان الأمن وحاولوا اقتحام مسجد بالقوة، تدخل على إثرها إمام المسجد الذي كان يصيح بأعلى قوة "التوبة يا شباب المسلمين... الهدوء أيها المواطنون" بهدف امتصاص غضب المواطنين من مختلف الأعمار. كما تم حرق جوانب من البلدية وتكسير الزجاج الخارجي وعدد من المصالح الإدارية، ولم يتوقف الشباب الذي بدوا عازمين على مواصلة المسيرة الاحتجاجية لغاية الرضوخ لمطالبهم، في مقدمتها حضور والي الولاية الذي تغيّب مثل كل السلطات المحلية التي اختفت عن الأنظار. أعمال الشغب انتقلت لغاية "الرملة" أين اقتحم متظاهرون الملحقة البلدية وأحرقوا وثائق الحالة المدنية وبعض المكاتب والثلاجة، وامتدت لغاية الساعة العاشرة ليلا، أين عرفت المنطقة تعزيزات أمنية بحضور وحدات شرطة مكافحة الشغب بالرمشي، وفرض حظر التجوال على المنطقة وفك الحصار على رئيس أمن الدائرة ومرافقيه.