شروق الجمعة ليس بِدعًا أن تتأقلم جريدة ما مع المتغيّرات التي تشهدها الجزائر مثل تغيير العطلة الأسبوعية، لتصير يومي الجمعة والسبت بدلا من يومي الخميس والجمعة، بغضّ النظر عن ملابسات هذا التحوّل السياسية والاقتصادية والأيديولوجية، ولكن المميّز هو أن تتزاوج الروح الإعلامية من جهة، والرغبة في الحفاظ على قُدسية يوم الجمعة ليُتوّج هذا المزيج بمولود إعلامي يجمع بين متغيّرات الواقع وبين القيم الحضارية الأصيلة التي تمد جذورها على أرض صلبة، فيكون ثمرة ما بينهما هو "الشروق الجمعة". * * جريدة "الشروق الجمعة" أراد لها مسؤولو تحرير "الشروق اليومي" أن تكون باكورة الأسبوع، حيث يجد فيها القارئ ما يُفيده من أمور دينه وتُراثه وتاريخه وواقعه، وما يحدث في مجتمعه، لاسيما وأن الانطلاقة جاءت متزامنة مع شهر رمضان، وهو الشهر الكريم الذي يستبشر المسلمون بقدومه ويعتبرونه محطة يتجدد فيها إيمانهم ويُجدّدون من ثمّة صلتهم بربهم الذي طالما أبعدتهم عنه تعقيدات الحياة وزخرفها وسرابها الذي يحسبه الظمآن ماء. * * وتحرص "الشروق الجمعة" على أن تكون مرآةً تعكس القيم الإسلامية الأصيلة، التي تتبنى فقه الوسطية، بعيدا عن التطرف الذي يؤدي إلى الغلو والعنف، وبعيدا عن التساهل الذي يجعل أهواء النفوس فوق شرائع الإسلام، وهي لذلك تسعى لعرض المفاهيم الدينية الصحيحة، وفق ما قرره العلماء المسلمون، في الجزائر أولا، لأنهم الأقدر على معرفة واقعهم المعقد والمشبّع بخصوصياتهم الاجتماعية والثقافية والتاريخية، ووفق ما قرره العلماء في باقي ربوع العالم الإسلامي، لأن الحقيقة والفضيلة والحكمة ليست وليدة بلد أو حبيسة قوم أو جنسية دون غيرها. * * وفي هذا السياق، تحرص "الشروق الجمعة" على استكتاب نُخبة من أبرز الأقلام، في الجزائر والعالم العربي، وذلك لإفادة القارئ بمختلف الآراء الشرعية والفكرية التي يتمحور حولها النقاش والجدل في العالم، كما تفتح أبوابها لكل راغب في الاستفادة من الفتاوى والتوجيهات، ولكل مساهم بقلمه أو برأيه، لأن الجريدة في نهاية المطاف تستمد وجودها ونجاحها من قرّائها الذين هم رأس مالها، لاسيما وأننا نقف خلف تجربة "الشروق اليومي" العريقة التي أكدت لنا صدق هذه القناعة. * * "الشروق الجمعة" ستكون إذًا خير رفيق للقارئ في خير يوم.. ونأمل أن يجد فيها كل قارئ بُغيته.. وصحّ رمضانكم!.