أعلن فرع شركة ''سيمنس'' الألمانية بالجزائر عن تغيير عطلة نهاية أسبوع عماله إلى الجمعة و السبت بدل الخميس والجمعة حسبما ذكر موقع ''كل شيء عن الجزائر''، لتلتحق بذلك المؤسسة الألمانية ذائعة الصيت في العالم بعدة مؤسسات أجنبية أخرى أجبرت عمالها على أن لا تكون عطلتهم الأسبوعية مشابها لذلك المقررة من السلطات الرسمية. ويأتي قرار العملاق الألماني في الخدمات الهندسية بالتحول إلى الجمعة و السبت كعطلة نهاية أسبوع بدل الخميس والجمعة ضمن قرارات سابقة اتخذت من شركات أجنبية تعمل في الجزائر، والتي تقول أن عطلة الأسبوع المقررة في الجزائر لا تتماشى مع التعاملات الاقتصادية العالمية، حيث كان في هذا الإطار الفرع الجزائري من الشركة الفرنسية العملاقة ''إير ليكيد'' قد قام بتغيير العطلة الأسبوعية يوم 5 أكتوبر 2008 إلى يومي الجمعة والسبت بدل الخميس والجمعة مثلما كان في السابق، كما قامت في 6 سبتمبر الماضي المصبرة الجزائريةالجديدة المصنعة لعصير الفواكه بالإعلان عن تحولها إلى العطلة الأسبوعية شبه العالمية المتمثلة في يومي الجمعة والسبت بدل الخميس والجمعة. وفي السياق ذاته ، كانت مؤسسة ''أرسيلور ميتال'' عنابة الفرع الجزائري للعملاق الهندي للفولاذ قد قرر في جوان 2007 تبني العطلة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت بدل الخميس و الجمعة، وهو القرار الذي لقي ترحيبا من بعض الاقتصاديين من بينهم منتدى رؤساء المؤسسات الذي دعا المنخرطين فيه إلى تبني الجمعة و السبت كعطلة أسبوعية بدل الخميس الجمعة المطبق من طرف الجهات الرسمية، مبررين ذلك بان التخلي عن العطلة الأسبوعية العالمية منذ عام 1976 قد اضر كثيرا بالاقتصاد الجزائري، كون المتعاملين المحليين لا يتعاملون مع الأجانب إلا الاثنين، والثلاثاء والأربعاء، ومحتجين أيضا بتقديرات المؤسسة المالية الدولية القائلة إن الجزائر تخسر كل عام ما يقارب مليار دولار بسبب الاختلال بين العطلة الأسبوعية المحلية والعطلة الأسبوعية العالمية المعتمدة في البلدان الغربية التي تتعامل معها الجزائر تجاريا. وعلى عكس هذا الرأي ، فان أطرافا عديدة أخرى ترى في هذه الدعوات غطاء لأطراف سياسية أخرى تهدف إلى فرض قناعات غربية على الجزائر، وإبعادها عن تشبثها بمبادئها، بانين في ذلك حججهم بان تطوير الاقتصاد الجزائري ليس مربوطا بالعطلة الأسبوعية بقدر ما هو مربوط بالقيام باستثمارات حقيقية في الميدان، مضيفين أن تغيير العطلة الأسبوعية من طرف المؤسسات الاقتصادية هو بداية لتغيير العطلة الأسبوعية الرسمية في جميع المؤسسات الرسمية، حيث استهجن هؤلاء ما قامت به في السنوات الماضية وزارة التربية عندما قررت أن تكون عطلة الشتاء بدءا من يوم الاثنين بدل الخميس كما كان من قبل، وهو الاستهجان الذي أرغم الوزارة على عدم تكرار هذا الفعل، وتأكيدها أنها لن تغير العطلة الأسبوعية للمدارس، إضافة إلى أن أصحاب هذا الرأي يبقون متمسكون برأيهم خاصة وان دعوات تغيير العطلة الأسبوعية يأتي دائما من نفس لأطراف، ضاربين في ذلك مثالا بأقوال رئيس حزب جزائري دائما ما ينفك عن دعوته إلى ضرورة تغيير العطلة الأسبوعية كما هي عليه اليوم. وكان استطلاع للرأي أجرته مؤسسة ''إيمار'' الفرنسية المتخصصة في الدراسات والاستشارات قد كشف أن ثلثي المواطنين يعارضون تغيير العطلة الأسبوعية من الخميس والجمعة لتكون السبت والأحد تطابقا مع الدول الغربية، حيث أعرب سكان منطقة الشرق عن معارضتهم لتغيير العطلة الأسبوعية بنسبة 74 % مقابل 73% بالجنوب ، أما في الوسط فقد تراجعت النسبة لتصل إلى 61.5 % ، فيما بلغت 58.6% في منطقة الغرب . وقدر عدد النساء اللاتي يفضلن الإبقاء على العطلة الأسبوعية دون 67.4% من المشاركات في الاستطلاع .. مقابل 71.6% بين الرجال . وشمل الاستطلاع - ويشار إلى أن عدة دول عربية وإسلامية لا تعتمد يومي الخميس والجمعة كعطلة أسبوعية ، فعلى الصعيد العربي تبقى الجزائر والسعودية وليبيا من أهم الدول التي لا تزال تتشبث بإبقاء الخميس والجمعة كعطلة أسبوعية .