و لله في خلقه شؤون آخر ما جادت به شطحات الدجل والشعوذة بغرب الوطن، هو ذلك الخبر المتعلق بتواجد تيس في منطقة عمي موسى بغليزان، المتاخمة لحدود ولاية تيسمسيلت. * يزعم صاحبه بأنه يقدم "حليبا" مختلفا عن ما تقدمه العنزة، يداوي شتى الأمراض العضوية والنفسية الخطيرة، فضلا عن أنه ينتشل شارب الحليب من براثين الفقر، ليدخله في مصاف الأثرياء، فيكفي للراغب في تحقيق أحلامه، أو الذي يريد أن يقضي على مرض نخر جسده، حسب زعم الدجال، أن ينوي فقط زوال الداء أو تحسين الحال، ويشرب كأسا من حليب "التيس العجيب". * وإذا كان بعض العقلاء قد صنفوا الأمر في خانة النصب والاحتيال، فإن بعض الفضوليين وقناصي الفرص، ممن صدقوا فعلا مزاعم صاحب التيس، تدفقوا على المنطقة، وبعضهم انتظم في شكل مجموعات، كما حدث مع بعض المواطنين بمدينة لرجام في تيسمسيلت، الذين أجروا مركبة نقل لبلوغ عمي موسى، وما ولد تسابقا محموما على هذا التيس، هي الدعاية التي صاحبته، حيث ذهب البعض إلى أن كمية الحليب محدودة، وكل زائر لديه كأس واحد يعادل كأس شاي، يدفع نظيره مبلغ 1000 دج، كما أن من شرب الحليب، ليس بإمكانه معاودة الكرة، حيث ذكر صاحب التيس لكل من قصده بأنه وفّر لكل شخص حصته من الحليب، لكي لا يحرم البقية من "البركة". * وتنبغي الإشارة، إلى أن خرجة صاحب التيس "العجيب" تضاف إلى سلسلة من السلوكيات الغريبة، التي عرفتها مؤخرا قرى ومداشر ولايتي تيسمسيلت وغليزان، التي عرفت غزوا من قبل السحرة والمشعوذين، الراغبين في التنقيب عن الكنوز المدفونة في المنطقة منذ قرون خلت.