دخل أسقف الجزائر هاري تيسي، جريدة "الشروق اليومي"، وهو معاتب على كتابات الجريدة وخطها في التعامل مع قضية التنصير التي أضرت حسبه بالكنيسة الكاثوليكية بقدر ما أضرت بالمسلمين، حيث خصص وقت استضافته في منتدى الجريدة لتوضيح الأمور ورفع اللبس عن قضية وضعت الكنيسة في قفص الاتهام وحولت أصدقاءها إلى أعداء، في وقت يواصل الإنجيليون نشاطهم في السر، لاستقطاب مزيد من شباب المسلمين لصالح أفكار تعادي الإسلام وتنبذ الكنيسة وتنادي بحياة اسرائيل "كسياسة خارجية لتطبيق مفهوم الإنجيل..!!". أتلقى رسائل تصفني بالكفر وتتوعدني بنار جهنم الكنيسة الكاثوليكية بريئة من التبشير في الجزائر * نحن متضررون أيضا من الإنجيليين مثل المسلمين ليست الكنيسة الكاثوليكية المعتمدة هي من يقوم بالتبشير في الجزائر، ولا هي من يقف وراء تصاعد موجة التنصير خلال السنوات الأخيرة، فهذه قضية كانت غصة في حلق الأب هاري تيسي، وكان يريد توضيح الأمور لقراء "الشروق اليومي"، من خلال استضافته في منتدى الجريدة، حيث أوضح أن في الأمر خلطا كبيرا وغموضا يجب أن يتضح للجمهور. التبشير الذي تقوم به الجماعات البروتستانتية وبالتحديد من يسمون أنفسهم بالإنجيليين: "ألحق الضرر بالكاثوليكيين بقدر ما ألحقه بالمسلمين" - على حد قول أسقف الجزائر- الذي أضاف "حتى نحن الكاثوليك يعتبروننا كفارا وخارجون عن ملة المسيح ولا يعترفون بمبادئنا، فعقيدة الإنجيليين تختلف عن الآخرين من حيث إهتمامها بالفرد لذاته، وترتكز على الإنجيل وتمنح الفرد الحق في فهمه والتعامل معه دون الخضوع إلى مبدأ الجماعة". الكنيسة الكاثوليكية لا تنشر التبشير وإنما تخدم المسيحيين في هذا الصدد أبلغ الأب تيسي، "أن الكنيسة الكاثوليكية تضررت كثيرا، بل واهتزت صورتها لدى الجزائريين بفعل هذا الخلط"، مشيرا إلى تذمره من استعمال صورة الكنيسة الكاثوليكية في الصحافة كلما جاء الحديث عن التنصير، بينما لم تعمل الكنيسة حسبه منذ تواجدها بين الجزائريين على التبشير، "إذ كل ما تقوم به -حسبه- هو خدمة المسيحيين والقيام بأعمال اجتماعية وثقافية بهدف الخدمة الاجتماعية". وكذلك بالنسبة للكنيسة البروتستانتية الحقّة، فهي متواجدة بالجزائر منذ الاستعمار الفرنسي، وآخر من كان مسؤول عنها حسب الأسقف تيسي هو الأب البروتيستانتي هيوغ جونسن، الذي ظل طيلة الخدمة بالجزائر بعيدا عن التبشير. أما الإنجيليين الذين ذاع صيتهم عبر العالم وبلغ حتى الدول الإسلامية في شكل تبشير، فهم مسيحيون جدد نشأوا بداية القرن بأمريكا ليغزو فكرهم فيما بعد أمريكا اللاتينية وانتشر بشدة منذ 20 أو 30 سنة، وهم بالجزائر منذ الثمانينات ينشطون في سرية ولا يعترفون أصلا بالكنيسة الكاثوليكية. التطرف ليس عنصرا من عناصر الإسلام واعتبر الكاهن أن مسؤوليته أن يوضح الفرق بين ممارسة العقيدة المسيحية والتبشير، وقد أكد الكاردينال دوفال من قبله والمجمع الكاثوليكي "على ضرورة الدعوة إلى شهادة متبادلة بيننا واحترام متبادل بين أصحاب الأديان المعترف بها". فالمسيحية مثلما ذكر هي أيضا يلحقها ضرر هؤلاء الإنجيليين مثل الإسلام تماما "التطرف ليس عنصرا من عناصر الإسلام بدليل أن التطرف موجود لدى هذه الفئات المسيحية"، حيث كشف أنه كأسقف وصاحب درجة رفيعة في سلم الكنيسة الكاثوليكية يتعرض للإهانة والسب من قبلهم: "أتلقى رسائل إلكترونية من الإنجيليين يصفونني فيها بالكافر والخارج عن ملة المسيح والمتلاعب بالكتاب المقدس ويقولون لي أن مصيري نار جهنم لا محالة". أما الضرر المعنوي الذي يلحق الكنيسة من جهة أخرى، هو أن المسلمين يعتقدون أن من يقوم بالتبشير هي الكنيسة، بينما هؤلاء يدعون إلى ملّتهم في السر ودون دخل من الكنيسة الرسمية، ما يجعل في كثير من الأحيان المسلمين الذين كانوا أصدقاء إلى وقت قريب يتحولون إلى مناهضين لوجود الكنيسة أصلا. اللجنة لم تنصب الى اليوم طلبنا العضوية في لجنة مراقبة ممارسة الشعائر الدينية كشف أسقف الجزائر أنه تقدم بطلب رسمي للسلطات الجزائرية بقصد إدماجهم في اللجنة الوطنية المكلفة بمراقبة وتنظيم ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين في الجزائر، موضحا أن هذه اللجنة التي صدرت تشكيلتها في الجريدة الرسمية، شهر جويلية، من السنة الماضية، لم تنصب الى اليوم ولم تشرع في أداء مهامها على حد المعلومات المتوفرة عنده. وقال هاري تيسي: أننا تقدمنا بطلب رسمي حتى نكون ضمن تشكيلة اللجنة الوطنية، بمجرد صدور المرسوم في الجريدة الرسمية، غير أننا لم نتلق أي رد على طلبنا، مشيرا "بناء على المعلومات المتوفرة لدي فإن اللجنة الوطنية لمراقبة ممارسة الشعائر الدنية لغير المسلمين لم تنصب لحد الساعة، ومهامها مازالت عالقة من دون ممارسة". وأضاف موضحا: لسنا بحاجة الى السلطات الجزائرية حتى تخصص لنا وتحدد أماكن ممارستنا للشعائر الدينية، لالشيء سوى لأن مقراتنا معروفة، ومحددة في وثيقة رسمية، ونتعامل مع ممتلكاتنا وفق ما يقره القانون. وفند تيسي تفنيدا قاطعا، أن تكون الدولة الجزائرية، متكفلة بدفع مرتبات رجال الدين كما جاء في مضمون قانون تنظيم ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، على اعتبار أن النظام السائد هو نفسه ذاك النظام الذي كان سائدا في الحقبة الاستعمارية، أين كانت فرنسا تدفع للقساوسة الحاملين للجنسية الفرنسية فقط، محاولة لمنع رجال الدين من غير الفرنسيين الدخول الى الجزائر، وبناء على ذلك واصلت الجزائر التعامل بنفس التنظيم الذي يلزم الجزائر بدفع رواتب القساوسة ذوي الجنسية الجزائرية استثناء، وبغض النظر عن قيمة هذا الراتب فإن عددهم قليل جدا من تتكفل وزارة الشؤون الدينية بدفع رواتبهم. حوار الأديان لابد أن يترجم على أرض الواقع صداقة حميمة بين تيسي وعبد المجيد مزيان أكد أسقف الجزائر، على ضرورة فتح سبل الحوار بين الأديان، وتركها مفتوحة من أجل تجسيد السلم بين البشر، لأن الحوار، حسبه، يفشي الصداقة والسلام بين الناس. وكنتيجة ملموسة لحوار الأديان، قال تيسي إن صداقة قوية نشأت بينه وبين المرحوم الشيخ عبد الحميد مزيان رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الأسبق: "عرفته منذ سنة 1963 إلى غاية وفاته، وقد عملنا سويا على مدى سنتين عندما نصب رئيسا لمؤتمر القديس أوغستين وكنا نحضر للمؤتمر سويا". ومن بين أهم ما ينتج عن حوار الأديان، مثلما أكده الأسقف، نشوء الثقة بين الناس ومنها يمكن العمل مع بعض مثلما عمل هو شخصيا مع الشيخ مزيان، حيث قاما بدراسات كثيرة وقاما بنشر رسائل ومقالات كان موضوعها الحوار بين الحضارات والأديان. ومثل ذلك، يمكن أن تكون مبادرات كثيرة للتعاون، حيث كانت آخر محطة الأسبوع الماضي، حينما جاء مسؤولون عن الكشافة الفرنسية، والتقوا مسؤولي الكشافة الإسلامية الجزائرية لتسطير برنامج لصالح الأطفال. لكن عاد الأب تيسي ليؤكد، أن الحوار لابد أن يتجسد ولا يظل حبرا على ورق، ليذكر واقعة حدثت له عندما راسله رئيس الحكومة البريطاني، توني بلير، في 2002 وطلب منه أن يحضر إلى لندن للمشاركة في ملتقى حول حوار الحضارات، ويقول تيسي إنه شارك بالفعل في اللقاء إلى جانب كبار الشخصيات المسيحية والإسلامية، ودعا توني بلير، المشاركين إلى مأدبة عشاء في بيته ونشرت القرارات الخاصة باللقاء وكان الجميع مطمئنا ليدخل الجيش البريطاني سنة من بعد إلى العراق.. ! سنقيم كنائس بكل مدينة جديدة في الجزائر قال هنري تيسي إن مصالح الكنيسة الكاثوليكية في الجزائر، ستقدم على إصدار طلبات للترخيص لها بإقامة وبناء كنائس جديدة في كل المدن الجديدة التي تستحدثها الجزائر، مؤكدا أنه ينتظر فراغ السلطات الجزائرية من إنشاء المدينةالجديدة بوقزول، لتقديم طلب لبناء كنيسة هناك. وأضاف أسقف الجزائر أن واجبه كمسؤول عن الكنيسة الكاثوليكية في الجزائر يوجب عليه الحرص على إقامة كنائس في كل مدينة جديدة، مؤكدا أن عمل الكنيسة لا يمت بصلة لعمليات التنصير وما يشاع عن علاقة الكنيسة بها، وعاد هنري تيسي للحديث عن الزيارة التي قام بها الصائفة الماضية لدولة الفاتيكان، موضحا أن الزيارة التي صادفت صدور قانون تنظيم ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، هي زيارة دورية وعادية نقوم بها كل خمس سنوات لإطلاع بابا الفاتيكان بتقرير تقييم وضع المسيحية في الجزائر. موقف مؤثر هنري تيسي يذرف دموعا لدقيقتين كاملتين لمن لا يعرف أسقف الجزائر هنري تيسي، يكفيه أن يعلم أنه ذرف دموعا حارة لدى استضافته في فوروم "الشروق اليومي".. هذه الدموع المؤثرة جدا، تعتبر عنوانا لقصة تأثر الرجل لرحيل عدد من العائلات المسيحية للجزائر مجبرة ومرغمة تحت طلب الشركات الأجنبية التي تعمل لصالحها. عندما سئل الأب تيسي عن ممارسته لمواطنته، ومناجاته لصندوق الاقتراع في كل موعد انتخابي في مدرسة يقول إنه يكفيه شرفا أنها تحمل اسم العلامة بشير الإبراهيمي، عدّد على مسامعنا الأسباب التي تجعله يقوم بواجبه الانتخابي، والتي أثبت فيها وعيا بضرورة قطع الطريق أمام أولئك الذين يستثمرون في فعل العزوف عن الانتخاب. كما ذكر صراحة أنه لا يريد التنازل عن شرف الانتخاب في المكتب الذي ينتخب فيه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، غير أن الأب لم يكن له ليدرك أن سؤالنا عن ممارسته لمواطنته هو بمثابة الترخيص منا والسماح له بالخوض في الوضع الأمني بالجزائر، في ظل ما يطلق عليه بتهديدات القاعدة ... سؤال أسقط قوة وإيمان وقناعة رجل الدين، وأبان فيه ذلك الجانب الحساس والهش في الإنسان. استفسار بريء جعله يذرف دموعا على فراق الأحبة والأصدقاء، فقال صراحة بعد قرابة الدقيقتين من البكاء الحار حد الانهيار، إنه بالأمس فقط "ودعت عائلة مسيحية ترحّل من الجزائر تحت طلب الشركة العاملة لصالحها"، مشيرا الى أن تفجيرات ال11 ديسمبر، أعادت سيناريو يجب أن ينتهي بتكاتف كل الإرادات الخيرة. ودعا ضيف "الشروق اليومي" ربه كي يحمي الجزائر والجزائريين من قوى الشر. نبش في قضية رهبان تيبحرين الصحفي الفرنسي انتحر متأثرا بعد اتهامه بالعمالة لصالح مخابرات الجزائر كشف أسقف الجزائر، أن هناك عديدا من الجهات التي حاولت الاستثمار السياسي في ملف حادثة تيبحرين بولاية المدية، 1996 التي اغتيل فيها 7 رهبان، مؤكدا أن لا جديد يذكر في القضية التي يعتبرها منتهية، عدا قصة الصحفي المتهم بالعمالة لصالح المخابرات الجزائرية. وأعطى هنري تيسي، تفاصيل جديدة عن قضية الصحفي الفرنسي، الذي تنقل منذ 3 سنوات الى الجزائر للتحقيق في قضية اغتيال الرهبان السبعة، مؤكدا أنه استقبل الصحفي قبل ثلاثة أيام عن مغادرته الجزائر، وكان انشغال الصحفي الوحيد هو معرفة مجريات التحقيق في القضية والجديد فيها. وقال محدثنا: "إنه بعد أن أكدت له أن لا جديد يذكر في القضية انصرف، لأفاجأ بعد يومين من وصوله الى بلاده، يراسلني إلكترونيا عبر رسالة قصيرة، وجاء في "الإميل" على لسان الصحفي: إن جرائد المعارضة تتقدمها "لوفيغارو" تتهمه بالعمالة لصالح المخابرات الجزائرية"، ويضيف الأب تيسي، أن الصحفي عاود الاتصال به مجددا عبر "إميل" آخر، يؤكد فيه أن مضايقات الصحف الفرنسية واتهامه بالعمالة لصالح المخابرات الجزائرية تضايقه جدا. وأضاف بعد أسبوع، سمعت بقصة انتحاره بسبب يأسه من الحياة بسبب مضايقات الصحف الفرنسية المعارضة، وهي القصة التي تناولتها صديقة الصحفي في كتاب تحت عنوان الضحية الثامنة في حادثة تيبحرين، ودون أن يعطي أي تفاصيل أخرى، قال إن التحقيق وصل الى طريق جعل الملف منتهيا. نحترم المسلمين ولا نشتري الضمائر بالمال رفض هنري تيسي، التهم الموجهة للكنيسة الكاثوليكية الجزائرية، بشأن القيام بأي نشاط تبشيري في الجزائر موجه للمسلمين من الجزائريين، جملة وتفصيلا، ملقيا باللائمة على جماعات مسيحية أخرى غير كاثوليكية تمكنت من الدخول إلى الجزائر بداية الثمانينيات من القرن الماضي، واستقرت وهي الآن تنشط في مجال التبشير، مضيفا أن الأذى الذي ألحقته تلك الجماعات بالجزائريين لم تسلم منه الكنيسة الكاثوليكية وأتباعها أيضا. وأكد تيسي، أن الجماعة المسيحية في الجزائر تعلمت من الكاردينال ديفال، كيف تعمل لمصلحة الجزائر في ظل الاحترام المطلق للقانون، موضحا أن الكنيسة الكاثوليكية في الجزائر تتكون من 4 أبرشيات و4 أساقفة، لتغطية التراب الوطني، وتتواجد تلك الأبرشيات في كل من العاصمة وهي الأبرشية التي تغطي منطقة وسط البلاد وأبرشية وهران لمنطقة الغرب، وأبرشية قسنطينة وعنابة للشرق الجزائري، وأبرشية الصحراء التي تغطي منطقة الجنوب الجزائري. وقال تيسي، عن الجماعة المسيحية في الجزائر إنها صغيرة جدا وهي متكونة من بقايا الأوربيين، الذين لم يغادروا البلاد بعد الاستقلال وكلهم من كبار السن، بالإضافة إلى جماعات مسيحية جديدة تكونت منذ 15 سنة الأخيرة، وهي جماعات تتكون من الطلبة الأفارقة الوافدين للدراسة في الجزائر، وهم من حوالي 30 دولة افريقية، وغالبيتهم يتكلمون اللغات الفرنسية والانجليزية والبرتغالية، كما أن هناك جماعات مسيحية جديدة تكونت خلال السنوات الخمس الأخيرة تتكون من العمال المصريين الأقباط الذين يعملون لدى شركات أوراسكوم للاتصالات وأوراسكوم للبناء، وهم يعملون في العاصمة ووهران، واللبنانيين المارونيين، وبعض العمال الأوربيين للشركات الفرنسية والأوربية العاملة في الجزائر، مقدرا عدد الأقباط بحوالي 1000 والموارنة اللبنانيين بحوالي 500 ماروني مسيحي. وشدد هنري تيسي، على أن مسؤولية خدمة هؤلاء المسيحيين تتحملها الكنيسة الجزائرية المعترف بها من طرف الدولة الجزائرية، مضيفا أن خدمة الإخوة المسيحيين الأفارقة الذين دخلوا إلى الجزائر بطريقة غير قانونية من مسؤولية الكنيسة التي يشرف عليها. وأوضح المتحدث، أن الجماعة المسيحية الجزائرية الأصلية تتكون في غالبيتها من مواطنين أوروبيين لم يغادروا الجزائر بعد استقلالها وهناك من جاء إلى الجزائر بعد الاستقلال وأغلبيتهم من الكاثوليك الأجانب، مشيرا إلى وجود الكنيسة البروتستانتية في الجزائر وأتباعها هم من الأجانب أيضا، ويشرف عليها القس هوغ جونسون المتقاعد حاليا والمقيم في مدينة وهران، وهو شخصية محترمة جدا يقول المتحدث. وبالإضافة إلى الكاثوليك والبروتستانت، قال تيسي، إن هناك أيضا تواجد قليل جدا للمسيحيين الأرثودوكس من العمال الروس سابقا وبعض الموظفين اليونانيين، وقال إن كنيستهم تتواجد داخل السفارة اليونانية في العاصمة وتنظم فيها صلوات تحت إشراف أسقف مقيم في تونس، ويأتي إلى الجزائر مرة كل ثلاثة أشهر لتنظيم صلوات داخل الكنيسة، كما أن هناك كنيسة للطائفة الانجليكانية موجودة داخل مقر السفارة البريطانية في الجزائر، وأخيرا هناك الجماعة المسيحية التي تكونت خلال ال30 سنة الأخيرة في الجزائر وهم الجزائريون الذين ركبوا الموجة الإنجيلية الوافدة من الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي كانت لها هجمة شرسة على بلدان أمريكا اللاتينية الكاثوليكية في الأصل وعلى بلدان شمال إفريقيا والجزائر. أملاك الكنيسة تسيّر من طرف الجمعية الأسقفية الجزائرية شدد تيسي، على أن نظام الكنيسة الكاثوليكية، هو نظام الأسقف الموجود في المنطقة التي يشرف عليها والمعيّن من قبل بابا الفاتيكان، موضحا أن الكنيسة الجزائرية ومسؤولياتها مقسمة على 4 أسقفيات، أما أملاك الكنيسة الجزائرية فتشرف على تسييرها بشكل قانوني واضح الجمعية الأسقفية الجزائرية التي تأسست وفقا للقانون الساري المفعول سنة 1972، وتتكون الأملاك التي تشرف على تسييرها الكنائس ودور العبادة التابعة للكنيسة الكاثوليكية وسكنات رجال الدين والرهبان التابعين للكنيسة. وأوضح المتحدث على أن هذه الجمعية كانت تتوفر على بعض المستشفيات والمدارس والكنائس، غير أن عدد الكنائس يقول المتحدث تراجع بحدة منذ الاستقلال، من 800 كنيسة إلى حوالي 100 كنيسة ودور عبادة حاليا، بسبب تحويل السواد الأعظم من تلك الكنائس الى جوامع ومكتبات وتهديم بعضها، وفي حالات قليلة تم تعويض تلك الكنائس التي حولت إلى مساجد بمنح الكنيسة بعض البنايات تحولت إلى دور عبادة للمسيحيين بسبب تراجع عددهم، وهو ما حدث بحسين داي، حيث تحولت الكنيسة إلى جامع، ومنحت الحكومة للمسيحيين مكتب بريد تحوّل إلى كنيسة صغيرة لإقامة الشعائر المسيحية. الوزارة تمنح راتبا قدره 1700 دج لرجال الدين المسيحيين الجزائريين على الرغم من أن قانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين الصادر في جويلية 2007 في الجريدة الرسمية ينص على أن الدولة الجزائرية من خلال وزارة الشؤون الدينية والأوقاف هي الجهة التي تتكفل بأجور رجال الدين غير المسلمين، غير أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لم تصحح الوضع الخطأ الذي استمر لعدة عقود، وهو منح رواتب للكهنة والرهبان والراهبات، أقل ما يقال عنها إنها "فضيحة"، فهي لا تتعدى 1700دج (أؤكد 1700دج)، وعلى الرغم من رمزية هذا المبلغ لأنه لا يسمن ولا يغني من جوع، فهو لا يمنح سوى لرجال الكنيسة الذين حصلوا على الجنسية الجزائرية بعد الاستقلال. وقال المونسينيور هنري تيسي، إننا استحينا أن نطالب برفعه، ولكننا سنستمر في قبوله كتعبير منا على أننا مواطنون جزائريون كاملي الحقوق نحترم قوانين دولتنا. فإذا عبر المتحدث عن حيائه وحياء رجال الدين المتواجدين تحت سلطته الدينية، فإلى متى تستمر الوزارة على هذا الوضع؟ وأشار المتحدث إلى أن كنيسته لا تحصل سوى على مساعدات بسيطة جدا من مجلس الكنائس العالمي، وهي مساعدة مرتبطة بتعداد المسيحيين في الجزائر، كما أن بعض المسيحيين الجزائريين يقدم تبرعات بسيطة للكنيسة للمساعدة على بعض الأعمال الخيرية. المقابر المسيحية تابعة للبلديات أكد تيسي، أن المقابر المسيحية المتواجدة في الجزائر كانت تابعة للبلدية بحسب القانون الفرنسي قبل الاستقلال، وهو الوضع الذي استمر بعد الاستقلال، وعلى الرغم من وجود بعض المساعدات المقدمة من السفارة الفرنسية على اعتبار أن أكثرية المدفونين في تلك المقابر هم من المواطنين الفرنسيين، فإن المقابر تابعة للبلدية، ونفس الشيء بالنسبة للكنائس التي كانت موجودة قبل سنة 1905 وهي السنة التي صدر فيها قانون اللائكية في فرنسا، أي قانون فصل الدين عن الدولة، فالكنائس التي كانت قبل هذا التاريخ فهي ملك للدولة مثل كنيسة حيدرة بالعاصمة الجزائر، أما الكنائس التي تم بناؤها بعد هذا التاريخ فهي تابعة للجمعية الأسقفية الجزائرية التي تراقب أملاك الكنيسة في الجزائر. الموقع الذي سيقام عليه المسجد الأعظم لا علاقة له بالأسقفية كشف تيسي، أن قطعة الأرض التي سيقام عليها المسجد الأعظم بالمحمدية بالعاصمة، هي أرض ملك للدولة ولا علاقة للجمعية الأسقفية الجزائرية بتلك القطعة عكس ما تروّج له بعض الجهات. وقال المتحدث، حقيقة كانت تلك الأرض مكانا أقام به الآباء البيض قبل الاستقلال ومنه انطلقوا في عملهم، وهناك تأسست جمعيتهم ومدرستهم التي تم تأميمها سنة 1976، وبعدها أصبح المكان ملكا للدولة الجزائرية بنص القانون، مضيفا أن قطعة الأرض الفلاحية المحاذية للمكان أصبحت أيضا ملكا للدولة، مضيفا، هل بقي شيء تملكه الجمعية الأسقفية؟ ومجيبا انه لا علم له. القانون الذي يحارب التنصير لا يكون على حساب فعل الخير إذا استمرت مضايقاتنا سنطالب بكنائسنا المحولة الى مساجد! أكد أسقف الجزائر، هاري تيسي، أن السلطات الجزائرية مطالبة قبل تطبيق قانون تنظيم ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، بالنظر الى الجوانب الإنسانية التي يقوم بها رجال الدين المسيحيين، رافضا أن تتدخل جهات قضائية لفرض الرقابة وتضييق الخناق عليها للقيام بواجباتها الإنسانية، وأكد أن حالات المنع وتكبيل تظاهراتهم بوجوب الترخيص لها، لن تلقى الاستجابة لديهم، مطالبا باسترجاع كنائسهم من وزارة الشؤون الدينية في حال تعرضوا لمضايقات أكبر. واعترف الأب هاري تيسي، لدى استضافته في فوروم "الشروق اليومي"، بالامتعاض والاحتجاج الذي أثارته مصادقة مجلس الوزراء شهر فيفري من السنة الماضية، على القانون المنظم لممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، مشيرا الى أن الأمور يومها لم تكن واضحة على النحو الذي يسمح بالتسليم به، خاصة في الجزء المتعلق بالترخيص، لكل نشاط ديني أو ثقافي يقوم به رجال الدين، وإستغرب كيف يمكن التقيد بالترخيص لتنظيم صلاة لجماعة من الأفارقة المغتربين المقيمين في غابة، وهي الحادثة التي شكلت سببا للحكم على رجل دين "بيار فلاز"، كون هذا الأخير أقام صلاة بمناسبة أعياد رأس السنة الميلادية بمغنية، بحيث حكم عليه لمدة سنة سجنا غير نافذ. وطالب ضيف "الشروق اليومي"، في هذا الإطار، من الجهات القضائية التعامل بليونة مع رجال الدين، كون الأمر يتعلق بوضعية جد صعبة لأشخاص بحاجة الى مساعدات دينية، ونحن متأكدين أننا لم نقترب من جزائريين مسلمين حتى نقابل بإجراءات ردعية كالتي اتخذت في حق رجل الدين بمغنية، لأن الهدف من التنقل إليهم وإقامة الصلاة في مكان عام كان إنسانيا بحتا مع غرباء أفارقة يدينون بالمسيحية، وأكد محدثنا في هذا المقام، أن رجال الدرك كانوا يعلمون بصفة مسبقة بإقامة هذه الصلاة ولم يقطعوا طريق الكاهن بيار فلاز. وأضاف هاري تيسي، أن الحادثة جعلته يقدم على تحد مباشر للسلطات الجزائرية عنوة، من أجل إثبات أن التعامل مع القانون يتم وفق منطق الكيل بمكيالين، وسرد في هذا الإطار، أنه تنقل شخصيا في أعياد رأس السنة الميلادية الى ولاية المدية، لإقامة القداس في السيرك الإيطالي المتواجد هناك، وفعلا تمت الصلاة في خيمة السيرك، ودون ترخيص ولم يعترض طريقنا أحد، كما لم تتصل بنا أي جهة للاستفسار، بالرغم من أن المادة القانونية واضحة في هذا الإطار، وتؤكد على ضرورة الترخيص لأي نشاط من قبل والي الولاية، في مقابل إيداع طلب بالترخيص يتم فيه تحديد نوع التظاهرة، والأسماء المشاركة وعناوينهم، وهذا لم يتم أبدا، ومع ذلك لم يعترض التظاهرة الدينية أي جهة رسمية. وبكل صراحة قال تيسي: "تنظيم التظاهرة كان بمثابة تحد للسلطات الجزائرية، ولهذا القانون الذي يجب أن يطبق دون إهمال الجوانب الإنسانية لمهمة رجل الدين والمساعدات التي يقدمها الى من هم بحاجة للمساعدة"، مضيفا دون تردد: لو منعنا من تنظيم التظاهرة لطلبنا من السلطات المحلية لولاية المدية استرجاع كنيستنا التي حولت إلى مسجد، مشيرا الى أن القانون هدفه الرئيسي منع التبشير، وليس حظر المساعدة على أشخاص آدميين -على حد تعبيره- يعيشون في ظروف جد صعبة. وقال: "نحن أشخاص نحترم القانون عندما يقدس الوضع الإنساني، ولهذا طلبنا من أسقف الأقباط المقيمين في الجزائر، في إطار تواجد شركة أوراسكوم، إخطار وزارة الشؤون الدينية بوضعهم، غير أننا لم نتلق أي رد"، مشيرا الى أن "أماكننا وممتلكاتنا معروفة لدى السلطات الجزائرية وموثقة في ملف، ولن نطلب الاعتراف بوجودنا مجددا". وصلني تقريرا يؤكد أن المدير المفصول بسبب نشاطه التنصيري مخلص في عمله قال تيسي بخصوص الحملة التبشيرية التي تقودها بعض الشخصيات المحلية بتواطؤ مع بعض الجهات الأجنبية من أجل تنصير الأطفال الأبرياء بمنطقة القبائل، إنه وصلته أنباء عن فصل مديرين من سلك التربية الوطنية بمنطقة تيزي وزو بسبب ضلوعهم في حملة تبشيرية استهدفت تلاميذ مدرسة ابتدائية، إلى جانب استغلالهم لمؤسسات الدولة من أجل تصوير مقاطع استعملت في مزج أشرطة دعائية للديانة المسيحية، أكد أسقف الجزائر على أنه لم يسبق له وأن شاهد الأشرطة إلا أنه ومن خلال اتصالات مباشرة مع بعض من أصدقائه بالمنطقة تحصل على تقرير من 20 صفحة مرفق بإمضاءات لجميع الأساتذة يثبت بأن المدير كان جديرا بمنصبه وأنه كان إنسانا محترما ومخلصا في تأدية مهامه. الحملة ضد أضحية العيد كانت مبادرة فردية من موزار وفي رده على سؤال حول الحملة التي استهدفت أضحية عيد الأضحى، مؤخرا، والتي قادها القس الفرنسي "سامي موزار"، من ولاية تيزي وزو، أكد تيسي أن الكنيسة الكاثوليكية لم تتجرأ في يوم من الأيام على القيام بحملة ضد الدين الإسلامي ومختلف رموزه، ولم تتدخل في يوم من الأيام في تفاصيل أضحية المسلمين، مبرزا أنهم كمسيحيين كاثوليك يؤمنون بعيد الأضحى ويسمونه عندهم ب "يوم القديس إبراهيم"، ويقومون بصلاة خاصة ذلك اليوم. ومن خلال حديثه، وصف ما قاله سامي موزار حول عدم شرعية أضحية عيد الأضحى ومصداقية المعالم التاريخية الإسلامية، بأنه أمر وعمل فردي لا يتعدى أن يكون اندفاعا فرديا وحماسة. وبخصوص الأضحية، جدد تيسي موقفه قائلا: إن المسيحيين لا يذبحون الأضحية لأنهم مقتنعون أن دماء عيسى عليه السلام ذهبت أضحية عليهم، وبالتالي فهم غير محتاجين لتضحية دماء أخرى. من هو أسقف الجزائر؟ هو الأب الفرنسي هاري تيسي، أسقف الجزائر المولود بمدينة ليون سنة 1929م، نصبه الكاردينال دوفال كاهنا بالجزائر في 25 مارس 1955 ليأخذ مكانه عندما استقال سنة 1988 على رأس أسقفية الجزائر، المنصب الذي يؤهله لمراقبة باقي الأبرشيات المتواجدة عبر الوطن بكل من وهران، قسنطينة والجنوب. يتحدث الأب هاري تيسي عربية سليمة لا تضاهيها عربية كثير من المسؤولين الجزائريين، فهو صاحب شهادات ليسانس في اللغة والآداب العربية من جامعة الرباط بالمغرب وجامعة السربون بباريس وجامعة إيكس أون بروفونس بفرنسا أيضا، إضافة إلى شهاداته المتخصصة في الدراسات الثيولوجية. ويعد الأسقف هنري تيسييه جزائري أيضا بموجب حصوله على الجنسية الجزائرية سنة 1966م. أدار الندوة: غنية قمراوي/ سميرة بلعمري/ عبد الوهاب بوكروح/حسان زيزي