أفراد الحماية المدنية وهم يحملون جثمان المنتحر/ تصوير" يونس.أ الضحية ظل معلقا في الشجرة لساعات ولم يعثر في جيبه سوى على تذكرة قطار مواطن يحاول حرق نفسه في طابور قفة رمضان بعين تموشنت أقدم صبيحة الأربعاء، شيخ في حدود61 من عمره في مشهد مأساوي تقشعر له الأبدان على شنق نفسه من تحت أغصان شجرة تين داخل مسثمرة فلاحية تقع بحي مصطفى مقنوش ببلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، لافظا أنفاسه الأخيرة في حادثة هي الأولى من نوعها بالعاصمة. * * وتنقّلت "الشروق" لحظات بعد الحادثة الأليمة لتصوّر مشهدا مرعبا للشيخ وهو ملقي تحت الشجرة بعد أن تدخّلت مصالح الدرك الوطني وقطعت الحبل الذي كان قد لفّه الضحية على رقبته، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة على ركبتيه عندما هوى على الأرض. * وحسب ما أفادت به قيادة الدرك الوطني لولاية الجزائر ل"الشروق" فإنه لم يتم التعرّف على هوية المنتحر لأنه لم تكن بحوزته أية وثائق تثبت ذلك. * وحسب شهود عيان فإن حادثة الإنتحار جرت في حدود الساعة العاشرة ونصف صباحا قبل أن يتفطّن له فلاحون داخل حقل الطماطم، ليبلغوا مصالح الدرك الوطني والحماية المدنية الذين تنقلوا لعين المكان في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال، كما تأخرّ وصول أعوان الحماية المدنية لأزيد من ساعتين-حسب المواطنين- وهو ما سمح لهم التنّقل لمشاهدة مسرح الحادثة. * ولم ينتظر أعوان الدرك الوطني قدوم الشرطة العلمية لإجراء التحقيقات الأولية، حيث تم نقله عبر سيارة الإسعاف التابعة لمصالح الحماية المدنية مباشرة بعد تفتيش أغراضه. وقد عثر أعوان الدرك الوطني على مبلغ مالي بين أغراضه وتذكرة سفر عبر السكة الحديدية على الخط الرابط بين الرغاية والعاصمة، ما يرجّح احتمال انتمائه لبلدية الرغاية. * وتسببت الحادثة الرهيبة في ذعر وهلع المئات من مواطني أحياء بلدية جسر قسنطينة الذين أحاطوا بموقع الحادثة منذ الساعات الأولى، سيما وأن المُنتحر ظل عالقا بمشنقة الحبل لأكثر من ساعتين، وراح الجميع يصف بطريقته المشهد المؤثر فيما حاول آخرون التعرّف عليه عسى أن يكون من أحد أقاربهم. * كما عثرت مصالح الدرك على حبلين ملفوفين بالشجرة أحدها رقيق والثاني غليظ كان ملفوفا بعنق الشيخ المنتحر وهو ما يؤكد أن الضحية مات بعد محاولة أولى فاشلة لتكلّل الثانية بنجاح دون أن ينكسر جذع شجرة التين. * للإشارة، فقد باشرت مصالح الدرك الوطني تحقيقا في القضية مباشرة عقب الحادثة لمعرفة هوية الضحية والأسباب التي دفعت به إلى الإنتحار في هذا الشهر الفضيل.