الحل السياسي على الأبواب، والدولة الفلسطينية سترى النور خلال أشهر، وكل ملفات الحل النهائي أصبحت ناجزة ولم يتبق الا الإعلان عنها في مهرجان احتفالي يشارك فيه زعماء العالم كما حصل من قبل في حفلة التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد او على اتفاقيات اوسلو. * * * هذا هو الترويج الذي ينبعث هذه الأيام من قبل المسئولين الفلسطينيين في مقاطعة رام الله والكل يتكلم بلهجة الواثق أن الأمور تسير إلى نهاياتها بخصوص الحل السياسي واكد سلام فياض ان بناء المؤسسات الفلسطينية وبالذات الاقتصادية سيتواصل بنشاط ترقبا لاعلان الدولة خلال عامين. * ومن اجل هذا الهدف الواضح في تصور القيادة الفلسطينية منذ أكثر من خمسة سنوات كان لابد من إحداث انقلابات جوهرية في الذهنية الفلسطينية والمؤسسة الفلسطينية وفي الاوضاع التنظيمية والاقتصادية لمكونات المجتمع الفلسطيني لتصبح اكثر قابلية للاتفاقيات التي ستعرض على الشعب الفلسطيني. * ولن يكون الحل السياسي القادم حلا فلسطينيا فحسب بل حلا يشارك فيه النظام العربي الذي ستناط به مهمة التطبيع الاقتصادي والسياسي والأمني رسميا مع الكيان الصهيوني.. ويبدو الاستعداد العربي الرسمي في كامل جاهزيته للتقدم خطوات رسمية مهمة على هذا الصعيد.. فلقد قدمت المبادرة السعودية الغطاء المناسب للمسألة والذي قبضت ثمنا مناسبا له بكسب ود مجموعات الضغط الصهيونية في الإدارة الأمريكية في قضايا تثار امام المملكة السعودية في المحافل الأمريكية لاسيما في موضوعة الإرهاب وموضوعة حقوق الانسان والمرأة.. والنظام الرسمي العربي الداعم للمبادرة العربية قبض ثمن ذلك بسكوت الإدارة الأمريكية عن الخروقات التي يرتكبها في مجلات حقوق الانسان وفيطبيعة النظام السياسي المتعفن الوراثي. * والحل السياسي على المستوى الفلسطيني يعني ان لا عودة للاجئيين الى ديارهم واملاكهم في فلسطين بل الى الدولة العتيدة التي ستقام بالضفة الغربية..والقدس هو سيكون محصلة لما يتم العمل على صعيده من تهويد واستيطان. * لكي ينسجم الفلسطينيون مع ما سيطرح قريبا او بمعنى أكثر صحة لكي يقبلوا كان لابد من احداث انقلابات في ذهنياتهم ومؤسساتهم.. وبالفعل تم استدراج حركة حماس من المقاومة الى سلطة محاصرة منهكة غير معترف بها ثم عزلها هي وغزة إلى خارج الحياة وضرب غزة بلا رحمة لتركيعها وخلق المشكلات المعقدة لها..وانتخابات في حركة ضمن ظروف سياسية معينة لتكريس قوة أصحاب خيار التسوية واخذ شرعية ثورية للذهاب للتسوية.. وتحرك لانتزاع شرعية من المجلس الوطني وتتويج جديد لتمتلك القيادة الفلسطينية كل الشرعيات الثورية والتشريعية والوطنية فيما هي تتهيأ للقادم..وهي تجد دعما اقليميا ودوليا في ذلك.. فهل تكافؤ أمريكا أصحاب خيار التسوية بدولة.. لن يكون ذلك ولن يأخذوا سوى الحسرات !!