الحل السياسي على الأبواب، والدولة الفلسطينية سترى النور خلال أشهر، وكل ملفات الحل النهائي أصبحت ناجزة، ولم يتبق إلا الإعلان عنها في مهرجان احتفالي يشارك فيه زعماء العالم، كما حصل من قبل في حفلة التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد أوعلى اتفاقيات أوسلو. * هذا هو الترويج الذي ينبعث هذه الأيام من قبل المسئولين الفلسطينيين في مقاطعة رام الله والكل يتكلم بلهجة الواثق أن الأمور تسير إلى نهاياتها بخصوص الحل السياسي وأكد سلام فياض أن بناء المؤسسات الفلسطينية وبالذات الاقتصادية سيتواصل بنشاط ترقبا لإعلان الدولة خلال عامين. * ومن أجل هذا الهدف الواضح في تصوّر القيادة الفلسطينية منذ أكثر من خمسة سنوات كان لابد من إحداث انقلابات جوهرية في الذهنية الفلسطينية والمؤسسة الفلسطينية، وفي الأوضاع التنظيمية والاقتصادية لمكونات المجتمع الفلسطيني، لتصبح أكثر قابلية للاتفاقيات التي ستعرض على الشعب الفلسطيني. * ولن يكون الحل السياسي القادم حلا فلسطينيا فحسب، بل حلا يشارك فيه النظام العربي الذي ستناط به مهمة التطبيع الاقتصادي والسياسي والأمني رسميا مع الكيان الصهيوني.. ويبدو الاستعداد العربي الرسمي في كامل جاهزيته ليقدم خطوات رسمية مهمة على هذا الصعيد.. فلقد قدمت المبادرة السعودية الغطاء المناسب للمسألة والذي قبضت ثمنا مناسبا له بكسب ود مجموعات الضغط الصهيونية في الإدارة الأمريكية في قضايا تثار أمام المملكة السعودية في المحافل الأمريكية، لاسيما في موضوع الإرهاب وموضوع حقوق الانسان والمرأة.. والنظام الرسمي العربي الداعم للمبادرة العربية قبض ثمن ذلك بسكوت الإدارة الأمريكية عن الخروقات التي يرتكبها في مجلات حقوق الانسان وفي طبيعة النظام السياسي المتعفن الوراثي. * والحل السياسي على المستوى الفلسطيني يعني أن لا عودة للاجئيين إلى ديارهم وأملاكهم في فلسطين، بل إلى الدولة العتيدة التي ستقام بالضفة الغربية.. والقدس سيكون محصلة لما يتم العمل على صعيده من تهويد واستيطان. * لكي ينسجم الفلسطينيون مع ما سيطرح قريبا أو بمعنى أكثر صحة، لكي يقبلوا كان لابد من إحداث انقلابات في ذهنياتهم ومؤسساتهم.. وبالفعل تم استدراج حركة حماس من المقاومة إلى سلطة محاصرة منهكة غير معترف بها، ثم عزلها هي وغزة إلى خارج الحياة، وضرب غزة بلا رحمة لتركيعها وخلق المشكلات المعقدة لها.. وانتخابات في حركة ضمن ظروف سياسية معينة لتكريس قوة أصحاب خيار التسوية وأخذ شرعية ثورية للذهاب نحو التسوية.. والتحرك لانتزاع الشرعية من المجلس الوطني وتتويج جديد لتمتلك القيادة الفلسطينية كل الشرعيات الثورية والتشريعية والوطنية فيما هي تتهيأ للقادم .. وهي تجد دعما إقليميا ودوليا في ذلك.. فهل تكافئ أمريكا أصحاب خيار التسوية بدولة.. لن يكون ذلك ولن يأخذوا سوى الحسرات!!.