الروائية الجزائرية: فضيلة الفاروق أحب وقت السحور حين أسخن "الكسرة" وأشم رائحتها ورائحة القهوة والحليب أحب الرجل الذكي، النظيف المتدين والمتفتح في الوقت نفسه في هذا الحوار الرومضاني الخفيف للشروق اليومي ، تفضفض الروائية الجزائرية فضيلة الفاروق عن مكنونات نفسها في رمضان، وتتحدث عن رمضان بيروت وعن مستقبلها لو لم تكن روائية.. * * هل تطبخين في رمضان؟ * طبعا أطبخ، ونادرا ما أقبل دعوة على إفطار، لأني أحب طعامنا الذي تعودت عليه، وعادة أدخل المطبخ قبل الإفطار بثلاث ساعات وهي كافية لأحضر ما أريد، من شوربة وكسرة وسلطة وبوراك. * * أكلتك المفضلة؟ * شوربة الفريك مع البوراك هي أكلتي المفضلة في رمضان، يوميا نفس الوجبة حتى آخر رمضان. * * هل »يغلبك« رمضان؟ * صمت أول رمضان لي في أوت سنة 1978 ولم أشعر أبدا بالتعب فيه، بل بالعكس أشعر خلاله بنشاط غير عادي، وهذه السنة نبهني الطبيب أن الصوم قد يؤذيني لهبوط السكر عندي، لكني أحمد الله إني أصوم براحة. فقط في آخر ساعة قبل الآذان أصبح غير صبورة. * * أي البرامج التلفزيونية تفضلين متابعتها؟ * أتابع هذه السنة مسلسل ابن الأرندلي، من بطولة يحيى الفخراني، وطبعا كل سنة أتابع نتاجاته، كما أتابع مسلسل »الحصرم الشامي« من بطولة عباس النوري، ومع أني من هواة السينما الغربية بجنون إلا أني في شهر رمضان لا أجد أي ميل لمشاهدة الأفلام الغربية، فقط مسلسلين، لا أكثر. * * هل تكتبين في رمضان؟ * كنت أكتب في شهر رمضان أما هذه السنة فلا، أجلس وأتصفح الأنترنت، أو أقرأ، أو أنهي أشغالي اليومية. * * شيء تحبينه كثيرا في رمضان؟ * وقت السحور حين أسخن الكسرة، وأشم رائحته ورائحة القهوة والحليب. * * وما هو الشيء الذين تكرهينه في رمضان؟ * أن يرن هاتف البيت وقت الإفطار. * * ما هي أجواء رمضان في الغربة؟ * لا أجواء، ففي بيروت المفطرون كثر من حولنا، والصوم خيار قاسي، هناك زينة رمضان في شوارع بيروت، هناك مواقع إفطار للفقراء في كل مكان، لكني أحنّ لرمضان في الجزائر بين أهلي. * * ماذا عن رمضان ببيروت؟ * اختلاف الطوائف وكثرتها في بيروت تجعل منه شهرا صعبا للصائمين، ووحده الصائم يعرف الحكمة من صومه. * * هل تحب فضيلة الموضة؟ * أحب الملابس الكلاسيكية، وتعجبني موضة الأربعينات والخمسينات. * * ماركة العطر المفضلة لك؟ * أحب "العود"، والعطور الشرقية. * * ماذا تحب فضيلة في الرجال؟ * أحب الرجل الذكي أولا، ثم هذا الذكي إن لم يكن نظيفا جدا فلن يلفت نظري أبدا، كما أحبّه حنونا ورجلا شهما، ويدرك جيدا أن المرأة رفيقته في الحياة، أحبّه متدينا، ومتفتحا في الوقت ذاته... * * من هو مصمم الأزياء الذي يعجب فضيلة؟ * يعجبني إيف سان لوران جدا، لكني أيضا أحب اللبناني إيلي صعب خاصة في تصميماته لفساتين الأعراس. * * أفضل كاتب في نظرك؟ * هناك كتب جيدة، لكتاب عديدين ومن الظلم أن أحصر الأدب الجيد في كاتب واحد، وإن كان سؤالك استفزازيا فسأكرر جوابي السابق الذي أزعج كثيرين على أني أحب عبد العزيز غرمول أكثر من أي كاتب جزائري آخر، ولا أزال وفية لمولود فرعون بل إني أزداد حبّا له كلما تقدمت في السن وزاد حنيني لقريتي، أما على مستوى العالم العربي فتبرز كل سنة أسماء رائعة مثل السوري خالد خليفة، واللبنانية علوية صبح، أما غادة السمان فهي حبيبتي الدائمة. * * لو لم تكوني كاتبة، ما هي المهنة التي يقع اختيارك عليها؟ * لو أن لي إمكانات لفتحت مكتبة، وميتم أجمع فيه الأطفال الذين حرموا من نعمة الأبوين، أشعر أنه بإمكاني أن أكون أمّا لملايين الأطفال. * * لو عاد بك المشوار للوراء، في أي اتجاه كنت تودين تغيير مسارك؟ * لا أدري، فالظروف هي التي تختار لنا أحيانا مساراتنا، ربما توجهت لتجارة الكتب. * * موقف أو شيء ندمت عليه في حياتك؟ * كلما ندمت على شيء، فهمت متأخرة الحكمة منه، وإلى يومنا هذا ندمت مئات المرات، وحمدت الله مئات المرات أيضا لأني أدركت قيمة أخطائي، فليست الأخطاء كلها سيئة، وليست كلها تدمر الإنسان.