على الأئمة الإمضاء على هذا التعهد قبل أدائهم صلاة التراويح تعليمة تلزم بختم القرآن والقراءة برواية ورش والفصل بين الوتر والشفع خرجت بعض المساجد، منذ بداية شهر رمضان عن العرف، باختصار صلاة التراويح في قراءة حزب واحد من القرآن الكريم بدل حزبين، وقد برر البعض الفعل بتعليمات تلقوها بالتخفيف عن المصلين في فصل الحر هذا، الشيء الذي تراه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف "خروج عن الإجماع وشق صف الأمة" لن تتساهل معه ما دامت تلك التعليمات لا يعرف مصدرها. * * وبدل أن تكون الثماني ركعات التي يقفها المصلون في صلاة القيام بقراءة حزبين اثنين مثلما جرى عليه العرف في صلاة التراويح، يقوم بعضهم باختصارها في حزب واحد، حيث يقرأ في الركعة الواحدة ثمن الحزب، ليكتمل الحزب الواحد في 8 ركعات بدل أن يقرأ الربع في الركعة الواحدة لبلوغ الحزبين في 8 ركعات. * وقد قسّم هذا الاختصار المصلين في تلك المساجد بين مستحسن ومستهجن، حيث رأى "المتساهلون" الأمر إيجابيا خفيفا دون مشقة، ورأى "الملتزمون" بالتراويح في هذا التخفيف إفراغا لصلاة قيام الليل من محتواها وهم الذين ينتظرونها بشغف مرة واحدة في السنة، خاصة وأنها صلاة نافلة غير مفروضة يمكن للإنسان أن لا يلتزم بها إذا كان لا يستطيع قيامها. * وحسبما بلغنا من مبررات التخفيف في قراءة القرآن، يعتقد بعضهم أن صلاة التراويح لم تكن جماعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة ما تيّسر من القرآن تكفي المصلين، وهذا يخرج حتى عن تبرير من يسموا "السلفيين" الذين يتخذون من أئمة المملكة السعودية مرجعا، أين تقام صلاة التراويح في الحرمين المكي والمدني في حزبين، مع الفرق في التخفيف بزيادة عدد الركعات إلى 16 ركعة وقراءة الثمن في الواحدة بدل الربع. * وفي استفسارنا من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف عن مصدر تلك التعليمات التي اتخذت حجة للتغيير، رد السيد عدة فلاحي مستشار الوزير المكلف بالاتصال "لم تصدر تعليمات من الوزارة أو جهة تابعة لها، وهذا خروج عن الإجماع وشق لوحدة الأمة، وقد أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف في كل المناسبات أنه لن يتساهل مع التلاعب في هذه الأمور". * وقد سبق للوزارة تنظيم صلاة التراويح وتوحيد الشكل الذي تقام فيه بالنسبة لمختلف المساجد عن طريق وضع شروط يلتزم بها الإمام أو من يؤم الناس من القراء الحافظين لكتاب الله، وعدد هؤلاء في تزايد مستمر عام عن عام، حيث جاءت وثيقة التكليف بصلاة التراويح لشهر رمضان 2009/1430 في7 التزامات هي الصلاة حفظا دون مصحف، وقراءة القرآن برواية ورش، الالتزام بالإتيان بتكبيرة سجود التلاوة وقراءة حزبين يوميا والالتزام بختم القرآن الكريم كاملا في شهر رمضان والالتزام بالإتيان بإحدى عشر ركعة بما فيها الشفع والوتر والفصل بين صلاة الشفع والوتر بالتسليم. * ويتضح من هذه الالتزامات، التي قد تختلف قليلا منها في المدن الكبرى عن المناطق النائية في الجزئيات المتعلقة في القراءة من المصحف مثلا، يتضح أن التخفيف بقراءة الحزب الواحد يسقط حق المصلين بحضور ختم القرآن كاملا في شهر رمضان، وهذا ما لم يجري عليه العرف عندنا، باعتبار أن جميع الجزائريين يعدون ختم القرآن مرة واحدة في السنة في صلاة التراويح وهذا هو "الخروج عن الإجماع" بالنسبة للوزارة، خاصة إذا علمنا أن التحجج بدرء المشقة عن المصلين في فصل الحر باطل إذا علمنا أن مثل هذا الفعل يؤتى به في بعض مساجد العاصمة والمدن الكبرى وليس في الجنوب حيث المناخ الصحراوي.